السؤآل: لماذا..؟ والجواب: عند الملك
تم نشره السبت 10 كانون الأوّل / ديسمبر 2011 04:42 مساءً
موسى الصبيحي
لم يعد ثمّة ما يُقنع الشارع الأردني بجدوى الإصلاح السياسي والاقتصادي الذي تحاول أن تجترحه الدولة لإيقاف حراك الناس، وامتصاص غضب الشارع، والسبب أن جملة الإصلاحات التي تمت حتى الآن لم تعالج الجراح الحقيقية النازفة للغالبية العظمى من الأردنيين، لا بل إن بعضها أسهم في نكيء الجراح وليس تضميدها..!!
فما الذي يمكن أن تنتظره الدولة من شعب يستمع كل يوم إلى اعترافات رسمية وتصريحات على أعلى المستويات بأن أمواله نُهبت عبر ما يسمى بخصخصة مؤسسات الدولة، وبأن أخطاءً كثيرة ارتكبت في تنفيذ برامج الإصلاح الاقتصادي بوصفات دولية، فأدّت إلى نتائج عكسية: زيادة في المديونية واتساع في رقعة الفقر، وبأن أراضي الدولة باتت توزّع هنا وهناك دون ضوابط وطنية أو سند قانوني، وأن قصوراً وضياعاً من أموال الشعب توزع على المقربين والمتزلفين والمنافقين الواقفين على أبواب السلطان حراساً وما هم بالحرّاس وإنما خونة باعوا ضمائرهم للشيطان، وزيّنوا واقعاً آثماً للسلطان، وأن قضايا الفساد التي باتت روائحها النتنة تزكم أنوف الأردنيين، وأدّت إلى خراب بيوتهم، لم يحاسب فيها مجرم واحد من علية القوم، وأن فساد الإدارة العامة في أجهزة الدولة المختلفة كان بسبب الإخفاق في اختيار الأكْفاء الأمناء، وتفضيل زمرة بعينها من أهل الثقة والمَرَدة على قانون الشعب لصالح قانون الحاكم المعصوم.. طاعة عمياء، ووعود ومساحيق تجميل عرضوا فيها حال الشعب على الملك كأحسن شعوب الإرض ترفاً ورفاهاً، ثم ها هو الملك يكتشف كل يوم كذبهم وأضاليلهم وزيف عروضهم، حين تقوده قدماه إلى عتبة بيت من الصفيح آيل للسقوط والانصهار تقطنه أسرة أردنية من لحم ودم ومشاعر وطنية، أو حين يزور مركز أيتام ليُفاجأ بساكنيه في أردى حال، أو يحاور شباباً يقظاً فيسمع منهم ما لم يسمعه قط من مستشاريه وبطانته وحكوماته..!!
أي إصلاحات هذه يمكن أن يقتنع بها الناس، وهم يستمعون إلى اعترافات رسمية بتزوير إراداتهم في الانتخابات العامة.. خداعاً وتضليلاً وتزويراً وتدخلات أمنية وغير أمنية لها أول وليس لها آخر مصحوبة بموجات كثيفة من القَسَم وأغلظ الأيمان بأنها كانت انتخابات حرة ونزيهة..!!!
أي إصلاحات هذه، وكلما جاءت حكومة لعنت سابقتها، وربما سابقاتها، وحمّلت نتائج أوضاعنا الوخيمة الراهنة لغيرها، أما هي فبريئة ونزيهة وإصلاحية.. هكذا أوهمونا نحن الشعب بأن كل حكوماتنا إصلاحية وأنها تريد بنا الخير.. والنتيجة هي ما نرى خراب وفساد وفقر وبطالة وأزمات اقتصادية واجتماعية أدّت إلى زيادة منسوب الغضب والشك ورفعت من سقف المعارضة لتشمل كل شيء..!!
أي إصلاحات يمكن أن تُقنع الشعب، وهو يرى ما يستفزه.. مسؤولون ينعمون في الثراء والقصور، ولم يرثوا ولم يتاجروا(إلا تجارة مقرونة بالمنصب) وليس مَنْ يسألهم مِن أين لكم كل هذا..!! أي إصلاحات يمكن أن تقنعنا ونحن نستمع إلى شكاوى هيئة مكافحة الفساد وهي تقاتل وحدها دون دعم وتمكين، وكأن ما يُراد منها ولها أن تكون ديكوراً تحاول الدولة أن تقنعنا به والآخرين بأنها تكافح الفساد وأنها جادة في ذلك..!!
أيها الملك الهاشمي الرشيد.. شعبك يحبك وسيظل يحبك، وكل ما يريده الناس هو إصلاحات حقيقية شفّافة مقنعة.. وأول الإصلاح أن يفرّق النظام بين أهل التحصيل وأهل التمثيل، بين أهل الثقة وأهل الثقة والكفاءة.. وأن يرى الناس رؤوساً كبيرة مطأطئة ذليلة وراء القضبان.. عندها ستجد، يا سيدي، أن شعبك مستعد لأن يشدّ الأحزمة ويصبر على الجوع وضنك الحياة وشظف العيش.. فقط لا نريد أن نكون بلهاء بكماً صماً سذّجاً.. يستغفلوننا ويسرقوننا ويستهبلوننا ويخدعوننا ويضللوننا، ويريدوننا أن نصفق لهم ونهتف بحياتهم ونفسح لهم صدور مجالسنا..!!
سيدي الملك الهاشمي الرشيد: كل ما يريده شعبك.. عدالة اجتماعية.. والزج بكبار الفاسدين الذين خدعوك وخدعونا لعقود وراء القضبان.. فهم لا يستحقون طيبة ملوك الهاشميين..!!
فما الذي يمكن أن تنتظره الدولة من شعب يستمع كل يوم إلى اعترافات رسمية وتصريحات على أعلى المستويات بأن أمواله نُهبت عبر ما يسمى بخصخصة مؤسسات الدولة، وبأن أخطاءً كثيرة ارتكبت في تنفيذ برامج الإصلاح الاقتصادي بوصفات دولية، فأدّت إلى نتائج عكسية: زيادة في المديونية واتساع في رقعة الفقر، وبأن أراضي الدولة باتت توزّع هنا وهناك دون ضوابط وطنية أو سند قانوني، وأن قصوراً وضياعاً من أموال الشعب توزع على المقربين والمتزلفين والمنافقين الواقفين على أبواب السلطان حراساً وما هم بالحرّاس وإنما خونة باعوا ضمائرهم للشيطان، وزيّنوا واقعاً آثماً للسلطان، وأن قضايا الفساد التي باتت روائحها النتنة تزكم أنوف الأردنيين، وأدّت إلى خراب بيوتهم، لم يحاسب فيها مجرم واحد من علية القوم، وأن فساد الإدارة العامة في أجهزة الدولة المختلفة كان بسبب الإخفاق في اختيار الأكْفاء الأمناء، وتفضيل زمرة بعينها من أهل الثقة والمَرَدة على قانون الشعب لصالح قانون الحاكم المعصوم.. طاعة عمياء، ووعود ومساحيق تجميل عرضوا فيها حال الشعب على الملك كأحسن شعوب الإرض ترفاً ورفاهاً، ثم ها هو الملك يكتشف كل يوم كذبهم وأضاليلهم وزيف عروضهم، حين تقوده قدماه إلى عتبة بيت من الصفيح آيل للسقوط والانصهار تقطنه أسرة أردنية من لحم ودم ومشاعر وطنية، أو حين يزور مركز أيتام ليُفاجأ بساكنيه في أردى حال، أو يحاور شباباً يقظاً فيسمع منهم ما لم يسمعه قط من مستشاريه وبطانته وحكوماته..!!
أي إصلاحات هذه يمكن أن يقتنع بها الناس، وهم يستمعون إلى اعترافات رسمية بتزوير إراداتهم في الانتخابات العامة.. خداعاً وتضليلاً وتزويراً وتدخلات أمنية وغير أمنية لها أول وليس لها آخر مصحوبة بموجات كثيفة من القَسَم وأغلظ الأيمان بأنها كانت انتخابات حرة ونزيهة..!!!
أي إصلاحات هذه، وكلما جاءت حكومة لعنت سابقتها، وربما سابقاتها، وحمّلت نتائج أوضاعنا الوخيمة الراهنة لغيرها، أما هي فبريئة ونزيهة وإصلاحية.. هكذا أوهمونا نحن الشعب بأن كل حكوماتنا إصلاحية وأنها تريد بنا الخير.. والنتيجة هي ما نرى خراب وفساد وفقر وبطالة وأزمات اقتصادية واجتماعية أدّت إلى زيادة منسوب الغضب والشك ورفعت من سقف المعارضة لتشمل كل شيء..!!
أي إصلاحات يمكن أن تُقنع الشعب، وهو يرى ما يستفزه.. مسؤولون ينعمون في الثراء والقصور، ولم يرثوا ولم يتاجروا(إلا تجارة مقرونة بالمنصب) وليس مَنْ يسألهم مِن أين لكم كل هذا..!! أي إصلاحات يمكن أن تقنعنا ونحن نستمع إلى شكاوى هيئة مكافحة الفساد وهي تقاتل وحدها دون دعم وتمكين، وكأن ما يُراد منها ولها أن تكون ديكوراً تحاول الدولة أن تقنعنا به والآخرين بأنها تكافح الفساد وأنها جادة في ذلك..!!
أيها الملك الهاشمي الرشيد.. شعبك يحبك وسيظل يحبك، وكل ما يريده الناس هو إصلاحات حقيقية شفّافة مقنعة.. وأول الإصلاح أن يفرّق النظام بين أهل التحصيل وأهل التمثيل، بين أهل الثقة وأهل الثقة والكفاءة.. وأن يرى الناس رؤوساً كبيرة مطأطئة ذليلة وراء القضبان.. عندها ستجد، يا سيدي، أن شعبك مستعد لأن يشدّ الأحزمة ويصبر على الجوع وضنك الحياة وشظف العيش.. فقط لا نريد أن نكون بلهاء بكماً صماً سذّجاً.. يستغفلوننا ويسرقوننا ويستهبلوننا ويخدعوننا ويضللوننا، ويريدوننا أن نصفق لهم ونهتف بحياتهم ونفسح لهم صدور مجالسنا..!!
سيدي الملك الهاشمي الرشيد: كل ما يريده شعبك.. عدالة اجتماعية.. والزج بكبار الفاسدين الذين خدعوك وخدعونا لعقود وراء القضبان.. فهم لا يستحقون طيبة ملوك الهاشميين..!!