الحقيبة المدرسية الثقيلة تسبب امراضا وتشوهات شديدة للطلبة
المدينة نيوز - اكدت دراسة تربوية حديثة ان الوزن الزائد في الحقيبة المدرسية يسبب امراضا وتشوهات في العمود الفقري والمفاصل وآلاما شديدة في الرقبة والذراعين والكتفين والظهر والقدمين اضافة الى انها تسبب ضغطا على القلب والرئتين نتيجة تشوه الهيكل العظمي والعمود الفقري.
واظهرت الدراسة التي اجراها الخبير التربوي الدكتورغالب الفريجات ان هذه الامراض الناجمة عن الوزن الزائد في الحقيبة المدرسية تستلزم عملا جراحيا، مشيرا الى ان اعراضها لا تظهر بشكل آني في مرحلة الطفولة وانما قد تتطور مع مرور الزمن لتظهر في المستقبل؛ مما يتطلب التوعية بالمخاطر الصحية والنفسية المترتبة على حمل الحقيبة المدرسية الثقيلة.
وبينت الدراسة ان الاستخدام غير الصحيح للحقيبة المدرسية يؤثر على حركة عظام العمود الفقري وتغيير محتويات سائل الغضاريف بين فقراته؛ مما يؤدي الى الانزلاق الغضروفي وهشاشة العظام ، اذ انه في نهاية سن المراهقة يكون اكثر من خمسين بالمئة من الشباب عانوا آلاما في اسفل الظهر الذي قد يكون احد اسبابه الاستخدام السيىء للحقيبة المدرسية.
وقالت الدراسة ان المواصفات الايجابية للحقيبة المدرسية تتضمن الا يزيد وزنها على 10 الى 15 بالمئة من وزن الطفل وان تكون حمالاتها محشوة " باللباد" حتى لا تشكل عبئا على الكتفين، وان لا تكون اعرض من الظهر او اطول منه.
كما تضمنت ان يكون ترتيب الكتب بحيث يكون الاثقل في الاسفل بشكل عمودي، وان تتكون الكتب من عدة اجزاء لكي يتمكن الطالب من احضار جزء واحد الى الصف، وان يتعاون المعلمون مع الطلبة بعدم احضار جميع الكتب والدفاتر.
وشددت على اجراء فحص طبي مبكر للكشف على سلامة العمود الفقري، وتفادي وضع الصفوف الابتدائية في الطوابق العليا للمدارس، وان لا يتعدى وزن الحقيبة وهي فارغة نصف كيلو للاطفال، وكيلو واحد للبالغين وان تلتصق بشكل كامل بظهر الطفل ولا تكون كبيرة الحجم او تحتوي على جيوب حتى لا يضع فيها الطفل اشياء غير ضرورية. ولفتت الدراسة الى ان تخفيف معاناة الطلبة الناجمة عن الحقيبة الثقيلة يتطلب مسؤولية مشتركة بين الاهل والمدرسة بحيث لا يسمح الاهل لابنائهم بحمل الحقيبة لمسافات طويلة، واختيار الحقيبة المناسبة ومراقبة محتواها باستمرار ، في حين يتمثل دور المدرسة في توجيه الطلبة لاختيار الكتب الواجب حملها وتحديد البرنامج المدرسي والكتب المطلوبة لكل يوم وارشاد الطلبة الى خطر الوزن الزائد للحقيبة.
وحددت الخطوات الصحيحة لرفع الحقيبة المدرسية وحملها، والمتمثلة بوضعها امام الطالب قبل حملها وان يثني ركبتيه ليصل اليها واستخدام كلتا يديه لمعاينة وزنها ورفعها الى الاعلى باستخدام عضلات الارجل بدلا من عضلات الظهر، ووضع حزامي الحقيبة في الوقت ذاته على الكتفين، وعدم رميها على احد الكتفين بسرعة واستخدام الحقيبة ذات العجلات ان امكن.
وشددت على عدم حمل الطفل للحقيبة الثقيلة، ولا سيما في سنواته الدراسية الاولى وتعويده على حمل الحقيبة بطريقة صحيحة على الظهر وليس على احد الجانبين وتوعيتهم بذلك موضحة ان الدراسات الطبية اشارت الى ان حمل الحقيبة الثقيلة لمسافات طويلة يعرض الاطفال للاصابة بمرض الاسكوليزم الذي ينتشر بنسبة واحد بالمئة ،مما قد يؤدي الى اصابة نحو 3500 طفل اردني بتقوس العمود الفقري.
واقترحت الدراسة توعية الطلبة واولياء امورهم والمعلمين بمخاطر الحقيبة الثقيلة من خلال تصميم بوستر مدرسي وتوزيعه في الاماكن العامة، وتصميم ملصق اعلاني يتضمن نصائح وارشادات مهمة قبل شراء الحقيبة وطباعة مواد تثقيفية للفئات المستهدفة.
واقترحت كذلك القاء محاضرات لاولياء الامور لتوعيتهم بايجابيات الحقيبة وسلبياتها، ومشاركة فريق الصحة المدرسية في القاء محاضرات لتوعية المجتمع المدرسي والمحلي وتوظيف الانشطة المدرسية في توعية الطلاب حول ذلك ومتابعة الهيئات الادارية والتدريسية للطلبة واوضاع جلوسهم، ووزن الحقيبة ومدى التزامهم بحمل الكتب وفقا للجدول المدرسي.
وقالت الدراسة انه يمكن تخفيف وزن الحقيبة من خلال صياغة البرامج المدرسية لتكون لمادتين او ثلاثة في اليوم وتقسيم الكتب المدرسية الى فصول وتسليم الطلبة نسخة مدرسية واخرى منزلية من الكتب واستغلال الحاسوب في التدريس وتصغير حجم الكتاب ومراعاة وزن الحقيبة ونوعيتها عند شرائها من قبل الاهل.
ودعت الى ضرورة اعداد دراسات ميدانية لتشخيص الاثار السلبية التي تتركها الحقيبة المدرسية الثقيلة والتركيز على معالجة اثارها السلبية على مدار العام الدراسي وتفعيل دور الصحة المدرسية والكشف على الاطفال بشكل دوري.(بترا)