توضيحات عقدية
هذه المرة سأتناول طرح قضية تثير اللبس في أذهان الكثيرين حين يمرون بها ألا وهي بعض الصفات التي أقرها الله لنفسه في القرآن الكريم أو بينها النبي محمد صلى الله عليه وسلم , وبعض الناس في مثل هذه الصفات يأخذون بالتفكير بها بطريقة قد تلوث عقيدته أو تسقطه في فهمٍ خاطئٍ لأمور يجب أن تكون عندنا على نهج السلف الصالح عقدياً .
وأذكر على سبيل المثال وليس الحصر شاهدين أو ثلاثة على ذلك الموضوع ثم تستطيع أن تقيس عليها كل الأمثلة المشابهة .
فمثلاً قوله تعالى : "يد الله فوق أيديهم ". هذه تعني أن الله ناصرهم في اتفاقهم على النصرة والوحدة للدين وللرسول عليه الصلاة والسلام , فهنا أدهشني سؤال البعض وإن كان استنكارياً حول معنى يد الله فوق أيديهم , مثال آخر..:إن الله سميع بصير ". وآخر ..: "وهو بكل مكان ", معنى يد الله فوق ايديهم ذكرناها تعني النصرة ولا يجوز التشبيه أو التمثيل أو التخيل أن لله يداً كيد البشر أو غيرهم ولا يجوز أن نتخيل أن سمعهُ جلَ جلاله وبصره عزَ ملكُهُ كسمع شيء آخر ,أو نتخيل آلةً للسمع أو البصر ,حاش لله , بل العقيدة تقول أن الله يسمع ويبصر سمعاً وبصراً يليق بجلاله فأثبت الله لنفسه الصفة ونفى المثل في قوله : "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " وأيضا موضوع وهو بكل مكان فتعني أن الله بكل مكانٍ بعلمه وليس بجسد أو تكييف لا سمح الله لأن اعتقاد ان الله بمكان معين أو نتخيل أنه يحدُّهُ حد اعتقاد يخرج من الملة ولذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التفكر بذات الله والتفكر بكيفية الذات الالهية بقوله : "لا تفكروا بذات الله ولكن تفكروا بخلقه " لان ذلك يجعلك تصل الى عظمة الله من خلال التفكر في الابداع الخلقي وتبتعد عن التفكر بتشبيه الله وتخيله مما قد يخرج الناس من الملة.
مثال آخر يقول النبي عليه الصلاة والسلام واصفا من يقومون الليل ويقرأون القرآن في الفجر بأنهم ممن يفخر بهم الله : "ثم ينزل الى السماء الدنيا.. " أي أن الله ينزل الى السماء الدنيا ليباهي بأهل الأرض أهل السماء...فهنا سؤال كيف ينزل الله ؟ نقول أنه ينزل نزولاً يليق بجلاله ولا يجوز أن نسأل كيف ينزل , فنحن نؤمن بالنزول ولا نسأل كيف هو النزول ,فقط نقول نزولاً يليق بجلاله .
ولنتذكر في هذا قول الامام احمد بن حنبل حين سؤل عن الاستواء في قوله تعالى : "ثم استوى على العرش " قال : الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة.
اذن فكل ما يمر بنا من آية تتعلق بوصفٍ جليلٍ للخالق الجليل نؤمن بها ولا نتكيفها بأذهاننا ولا نشبِّه أو نُمثِّل او نُعطِّل .. فهذا الموضوع جلُّ خطير ودقيق يجب أن ننتبه اليه لتبقى العقيدة نقية.