الخطر الاسرائيلي المتنامي
.. واخيرا انتهت الانتخابات الاسرائيلية بفوز حزب الليكود (اليمين المتطرف) باغلبية تمكنه من تشكيل حكومة عدوة في اقصى درجات العداء للأمة العربية وخصوصا للشعب الفلسطيني ، اذ لا تعترف بأي حق من حقوقه المشروعة على ارضه، فضلا عن مسعاها الى طرد كل العرب الذين يعيشون في أي جزء من فلسطين لانهم يريدون - اسرائيلهم يهودية فقط - .
هذا الامر الذي يسقط أي مسعى للسلام مع هذه الزمرة العنصرية لتبقى مهددة للسلام العالمي ، مما يستدعي أن تعي الأمة العربية ذلك ، وان تسعى الى تجاوز كل خلافاتها وان تعمل على تحضير نفسها لاتباع سياسة المقاومة المسلحة من جديد مع هذه الدولة السرطانية التي زرعها الاستعمار منذ نيف وستين عاما في وسط الامة العربية لتبقى حاجزا بين المشرق العربي ومغربه بقصد مع سبق الاصرار .
ان حزب الليكود الاسرائيلي لا يتقبل مجرد الحديث عن قيام دولة فلسطينية ولا عن عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم وبالتالي يعارض وبأصرار الأنسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967 لأقامة الدولة الفلسطينية عليها وعاصمها القدس الشريف (الشرقية).
فبالأمس تقدمت بلدية القدس بـ 88 انذارا الى أسر فلسطينية تعيش في حي سلوان شرقي القدس من أجل هدم بيوتهم بعذر عدم حصولهم على رخص للبناء ، وهذه ذرائع واهية تستعمل دائما في سبيل هدم البيوت وطرد أهلها الى خارج منطقة القدس التي تغيرت كل معالمها بقصد تطويقها بحزام من المستوطنات المكثفة والأبنية العديدة والمرتفعة لفصلها عن الضفة الغربية، بالأضافة الى الاستمرار بالحفريات من تحت المسجد الأقصى الذي يهددون الان في هدمه - أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
وهكذا وبالتطرف اليميني يتقدم الليكود الى قيادة دولة اسرائيل القائمة على العدوان واقتراف المذابح والجرائم بحق الشعب الفلسطيني يوميا ومنذ تأسيسها قبل ستين عاما ولا تزال ، وكان أخرها ما جرى في غزة هاشم من تقتيل للأطفال والنساء والشيوخ على مسمع ومرأى من العالم وخصوصا الولايات المتحدة التي تحدث رئيسها الجديد عن رغبته في العمل الى حل لقضايا الشرق الاوسط وفي مقدمتها القضية الفلسطينية !! الامر الذي ما يسببه الليكود من إحراج كبير للإدارة الأميركية الجديدة فهذه فرصة سانحة للعرب يجب أن ينتهزونها بسرعة ليطرحوا قضاياهم متحدين ومجتمعين أمام الأدارة الأمريكية الجديدة مطالبينها بالإيفاء بوعودها ، والعمل على كسب الجانب الأمريكي لجانبها بعد أن كانوا الداعميين الأوائل لإسرائيل منذ تأسيسها ولا تزال ..
والآن الفرصة سانحة أمام العرب للتسامح والتصالح ، ورمي خلافاتهم جانباً بل وخلفهم \" ففي الاتحاد قوة \" وكم سمعت من مسؤولين اجانب في اميركا وغيرها يقولون : عندما تتحدون وتصبحون أقوياء وعندكم كل الأسباب لتكونوا أقوياء سنحترمكم عندها ، لأن القوي يفرض احترامه ويفرض الحديث في كل قضاياه بكل جدية واهتمام واني في هذا المقال لم آت بأي جديد ولكن أردت التذكير – ان نفعت الذكرى - من أجل الأنفكاك من كل اتفاقيات الذل والهوان مع العدو الصهيوني وقال الشاعر :
حفي اللسان وجفت الاقلام
فالقول قول والكلام كلام
وللمقال بقية ..