ندوة نقدية حول رواية رأس الرجل الكبير لعدنان فرزات
المدينة نيوز- نظمت رابطة الكتاب في الزرقاء مساء امس ندوة نقدية حول رواية الكاتب عدنان فرزات المعنونة بـ( رأس الرجل الكبير ) .
وقالت استاذة النقد والادب العربي في جامعة عمان الدكتورة عالية صالح،ان الرواية التي تتحدث عن مدينة حلب السورية لها خصوصية نستطيع ان نعممها على جميع الحواضر العربية ، حيث ان الشخصيات الفاعلة في الرواية هي نفسها الفاعلة في هذا الزمن.
وبينت ان شخصيات الرواية ، شخصيات انتهازية صعدت مع رأس المال وزمن العولمة ، اذ انها لا تهتم الا بتكديس الثروات ، لافتة الى ان التقنيات الفنية في الرواية تنم عن ابداع كبير ، من حيث القدرة على التلاعب بالزمن ، والحوار ، والتداعي الداخلي( المونولوج).
واضافت صالح ان جمالية الرواية تكمن في ان كل شخصية تتضمن كشفا للشخصية الاخرى ، مشيرة الى ان مجتمعاتنا العربية فقدت انسانيتها وقيمها بسبب البحث عن المال ، ما ادى الى ازدياد طبقة الفقراء والمهمشين .
من جهته، قال القاص عمر الخواجا ، ان فرزات يأخذ القارىء في صراع مرير مع الذات ليفتح لنا باب الحرية الموعودة ، فهو كاتب مسكون بالتاريخ والآثار ،مشيرا الى ان السياق الفني للرواية يبين سلاسة السرد ووضوح الفكرة وعمقها ، ما جعل منها رواية المعذبين والباحثين عن الكفاف.
وتابع الخواجا ان فرزات كاتب متمكن ، حيث لا يدع التفاصيل تفلت من بين يديه ، فهو يتنقل بالقارىء ضمن اسلوب روائي شاعري يعتني بالمفردة ليثر في المتلقي اسئلة كثيرة ، ويحفزه على التفكير.
بدوره ، قال الناقد محمد المشايخ " اننا امام رواية تنويرية ، حاولت في مضمونها أن تـُبشـر بالربيع العربي، وأن تدفع حراكه الشعبي خطوات سريعة ومتقدمة إلى الأمام، وهي أيضا رواية جماهيرية تستعجل تحقـّق التنمية السياسية عبر استشرافها المستقبل الذي يُضحي بالفاسدين من أجل نقاء الوطن ".
وزاد ان فرزات يحاول ،في روايته،ابتكار أسلوب جديد في الفن، يقوم على الجمع بين مقومات الكتابة الإبداعية، وبين اللوحات التشكيلية، لإحداث تشكيلة، ينبض كل عنصر فيها بالحياة ،ويتفاعل مع أدق التفاصيل المروية،الأمر الذي أحدث تفاعلا حميميا، بين الروح البشرية وروح الطبيعة، لدرجة التوحّد في الإحساس والشعور.
وقدم الروائي فرزات( الذي يعمل مسؤولا للمركز الاعلامي في مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للابداع الشعري ) ورقة بعنوان ( تحليق طائر الشعر في فضاء السرد ... خيانة الابداع بالابداع )،مبينا ان فكرة روايته كانت تمر كل يوم امامه ويحاول الامساك بها،حيث تحمل في طياتها حلما قديما بالكتابة عن تجار التاريخ ومزوريه وبائعي اوراق الزمان بأرخص الاثمان.
واشتملت الامسية التي حضرها جمع من الكتاب والنقاد والمثقفين على قراءة قصيدة شعرية للشاعر سليم صباح بعنوان( على الجبين هلال ) بمصاحبة العزف على آلة العود للفنان طه المغربي .
--( بترا)