ميرميد: مجموعة قصصية جديدة لناصر الريماوي
المدينة نيوز – يسرد القاص ناصر الريماوي حراك شخوص مجموعته القصصية الجديدة (ميراميد ) بتقنية تدور في فلك الاشتغالات الروائية , لكنه ينأى عنها في انحياز الى القصة القصيرة التي يرى فيها متعة بالتكثيف والغوص في الدواخل الانسانية .
تتضمن مجموعة ميراميد الصادرة حديثا عن دار فضاءات بعمان اربعة عناوين هي: طفلة تبدلت ولم تكبر ، حوض النعناع، دير طامينا، وميرميد , وجميعها يمكن تسميتها باعمال روائية قصيرة وهي تحفر في هموم وتأملات شخصيات يأخذ المكان فيها اجزاء واسعة من المعالجة القصصية .
يواصل الريماوي على غرار مجموعته القصصية الاولى المسماة (جاليريا) التنويع في الكتابة القصصية والبحث عن مفردات جديدة فضلا عن دأبه في التجديد والابتكار على الصعيدين الفكري والجمالي سواء في براعته بتوظيف عناصر من الاسطورة أو في اختياراته العديدة لحلول تتعمد المزج بين الواقع والخيال .
يقول الناقد والشاعر علي شنينات في استهلال للمجموعة : يذهب ناصر الريماوي باتجاه اعماق الشخصيات وما يعتمل بها من انفعالات وانشطارات نفسية واحلام وهواجس ، في ارتباط وجداني يرفع من سويتها ونظرتها للحياة ، لذلك استخدم المونولوج الداخلي على لسان السارد الذي بدا ذكيا في رصد حركة الشخصيات وادارتها، وايضا في استخدامه لاسلوبية التقديم والتاخير في الايحاء والصور الشعرية .
وتوضح ناهد البكري ان في المجموعة التقاطات عابرة وحطاما من ذاكرة الجمع الانثوي ترسب عبر تواتر يقظ للذاكرة بغية صنع ركائز متينة لينهض المؤلف ببناء قصصي مميز ولافت .
تحفل المجموعة بتلك التراكيب التشويقية والجذابة وهي تغرف من تفاصيل الواقع اليومي للفرد في اكثر من بيئة ، مثلما تحتشد باطياف من التاملات واشكال المعاناة واستدعاء الماضي القريب باشواق الدفء والحنين لتشكل في النتيجة منظومة فريدة من القص السلس والممتع المغاير لنتاج اقرانه .
--( بترا)