ما يطلق عليهم " البلطجية " لهم فِكر

تم نشره الثلاثاء 27 كانون الأوّل / ديسمبر 2011 04:23 مساءً
ما يطلق عليهم " البلطجية " لهم فِكر
المهندس جمال عضيبات

لقد بدأت تتضح الآن أمورنا على الساحة الأردنية , من حيث الحركات والمطالبات وغيرها , واستطيع ألان أن أقسم المواطنين إلى أربعة أقسام , القسم الأول الإصلاحيون المتشددون وهم غالباً يضمرون غير ما يعلنون , وهم غير مبالين بما سيحدث للوطن وربما معهم مفاتيح الجنة فلا يأسفون على شيء, وهم الإسلاميون ومعهم التيارات المتشددة والمعارضين التقليدين , ومن يتبعهم فإنه يسير نحو المجهول , لان مطالبهم وغايتهم غير واضحة وغير محددة مع إن مطالبتهم بمكافحة الفساد مقبولة , وبتغيير قانون الانتخاب مقبولة , ولكن مطالبتهم مثلاُ بإعادة موارد الدولة التي بيعت غير منطقية لأنه قانونياً .. لا يمكن القيام بذلك, ويبدو أن لهم مطالب أخرى لا يفصحون عنها .
والقسم الثاني هم المطالبين بالإصلاح , وهولاء مطالبهم معقولة ومنطقية , هم يطالبون بالحد من الفساد وإصلاح القوانين بشكل لا يشكل خطراً على الدولة وبشكل منطقي متسلسل , ومستعدين لإبداء رأيهم وللتعبير عنة علناً في الشارع ,ولهم نظرتهم المستقبلية بالتحول إلى الأفضل من حيث تطبيق القانون والنظام , وبعضهم يشترك مع هذا الاتجاه من باب الشهرة وحب الظهور , ومع مرور الوقت فأن بعضاُ منهم سيذهب باتجاه القسم الأول وبعضهم سيذهب باتجاة الصامتون .
القسم الثالث وهم الصامتون , وهم الأغلبية وهولاء بعضهم يخشى على الوطن من الفوضى وبعضهم يخشى على نفسه إن عبر عن رأيه , وتجدهم يتقلبون برأيهم حسب ما يسمعوا ويروا , وان كانوا أغلبية فتأثيرهم ضعيف على مجرى الأحداث .
والقسم الرابع وهم ما يطلق عليهم " بالبلطجية " , وهولاء لهم رأي وفكر خاص بهم , وان كانت الكلمة لها مدلول سلبي , إلا أن لهم رأي ويتحركون في الشارع بناءً عليه , فهم يروا أن بقاء الحال على ما هو عليه هو الأفضل والأسلم للوطن والمواطن , وهم أيضاً يرغبون بمكافحة الفساد والإصلاح ولكن بمنظور حكومي وتحت إشراف الملك , ولا يرغبون بأن تتحدث جماعات أخرى بالإنابة عنهم , وعموماً فأن تصرفاتهم التي تؤخذ عليهم أحيانا ما هي إلا ردة فعل لمل يقوم به الآخرين , وهم لا يبادروا إلى فعاليات ونشاطات , هم فقط يعبروا عن رأيهم عندما يرون أن هناك ضرورة لذلك .
ولذلك فهم أيضاً لهم الحق في التعبير شأنهم شأن أي جماعة أو تيار , ولا يعني وجود خطباء ومنظرين في جماعة معينة , أن لهم الحق في الكلام ولا يجوز لغيرهم , وأما حدوث اشتباكات بين طرفين فهذا الذنب به على الطرفين , ولا يجوز إلقاء التهم على طرف دون طرف , وان على صاحب الرأي الذي يريد إن يعلنه في الشارع أن يدفع الثمن , ودائماً التعبير في الشارع تحدث به إصابات ولو من التدافع والازدحام , ومن لا يريد القبول بالثمن فليتزم بيته وليعبر عن رأيه من هناك , وما حدث مؤخراً من اقتحام مقرات الإسلاميين في المفرق, هو مرفوض من جميع الأردنيين , ولا أحد يقبل به , ولكن عند انفعال الناس في الشارع لا أحد يتنبأ بما سيحدث , ومن يستطيع أن يجزم أنه لو كان هناك مقر أو مكاتب " للبلطجية " فلن تتم مهاجمتها من الطرف الأخر ؟ وأما سلوك الأجهزة الأمنية فهو سلوك حضاري متعقل , ومن يطعن به فهو يجانب الصواب ويفتري على الحقيقة , خصوصاً عندما نرى ما يحدث في بقية بلدان العالم .
وان بقاء الحال هو دائماً اسلم من السير إلى المجهول , وخاصة في حالة عدم وضوح الرؤيا وعدم بيان الأهداف الحقيقة والمبتغيات النهائية , وإذا كنا نطالب بحرية الرأي , فلتكن للجميع دون قدح وذم ودون اشتباك بالأيدي , ودون أن تنتقص فئة من أخرى , وان تتغول فئة على أخرى , ومن هنا يبدو أن فكر ورأي ما يسمون "بالبلطجية "هو الأسلم والأفضل , في هذه الفترة وأعتقد أننا سنرى في الأيام القادمة , تحولاً كبيراً من الأقسام الأخرى إلى هذه الفئة , ومع أنني أطالب بمكافحة الفساد وأطالب بالعدالة والقانون , إلا إنني وخوفاً على وطني وخوفاً من السعي نحو المجهول فأنني قد سأصبح "بلطجياً ".



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات