سأكتب امي
استميحكم عذراً ساكتب امي بعيداً عن السياسه وتعقيدات الحياه سأكتبها بانسانيتها .
ها هي صفحات عمرت تتناثر ربيعا تحت قدميها ......فأختبئ طفلا في ثنايا بسمتها ....واذوب كقطعة جليد بين ضلوع حملتني وازدانت بي بين البشر ........
ها انا اذوي اليوم عند انحنائي لتقبيل يداها النديتان .....فأراني كلما كبرت اصغر عند تنهيدة لم تبرح الدعاء والثناء ولا العطاء ....
هي (امي)
من يستوعبني بأخطائي ...ومن يحتويني بهفواتي ...ومن يفضلني على من هم افضل مني......فهي من احبتني قبل رؤيتي ....وانتظرتني وقد كنت في عداد العدم ..........هي من رفعتني فوق همومي ....ورمت باحمالي من فوق جبال الهزائم ......
امي.........
يامن استحيل دمعتها ....واحتال هذيانها .....فأسكب روحي رذاذا فوق هجير عمرها ...........انا التائه وسط اكوام الظروف وبين اوراق القدر ......وامام صفعات الايام ..........................!! فأنتشليني امي لاتنفس من جديد صعداء الامل .....واشعر دقات قلبي بين الضلوع تحيى وتعود..........
آه .......امي عجيبة هي ايامي التي تهديني وتفرحني وفي خضم هيامي تعود وتخذلني لتمتص نخاعي وتعصر ما بقي من عروق امل ......وتدوس ماتبقى في دفتري من فتات ذكرى!!!!!
تشرق شمس عمري فاسابق اللحظات ....واشعر بخطواتي تسبق الزمان والمكان والبشر ....واحاكي طفولتي كهلا ...فتعبق الزوايا بالصور .....هناك جدران تحاوطني وتخنق عبرتي وتحرق الكلمة وتشل الحروف .....فهل من سبيل الى امل يناديني فيبطش غدر ايامي ....او من شعاع يمزق عتمة الوقت حولي ......
ظننت يوما انني اكتب ....وانني ابوح ما بصدري من هموم ........وانني وانني وانني....لكنني اليوم ايقنت بأن كل ما عشت صفرا وكل ما كتبت كفرا وكل ما اشعر عقما ......فعندك امي تحركت اناملي من الوريد الى الوريد لتحكيني وترويني ............فأصرخ من نشيج ....وارجع الصدى لأحبو .....انادي .......اصرخ .....التمس الرجاء من المولى ان يأخذ بيدها التي لطالما مدت للخير
اللهم انها خافت مقامك فاجعل لها جنتين ذواتى أفنان بحق قولك(ولمن خاف مقام ربة جنتان) وأرحمها تحت الارض وأسترها يوم العرض ولا تخزها يوم يبعثون( يوم لا ينفع مال ولا بنون الا ما اتى الله بقلب سليم )
