عرض عسكري ينقصه السلاح!!!
الحَمْدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وأشهدُ أنَّ سيدَنَا محمَّداً عبدُ اللهِ ورسولُهُ وصفيُّهُ وخليلُهُ. صلي اللهم وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
لقد كانت شوارع عمان وبالذات وسط البلد يوم الجمعة الماضية تشهد عروضا عسكرية واستعراضات للقوة بمجموعات من الشباب حركها قادة جماعة معينة، واشبه ما يكون ان ما حصل في عمان هو امتداد لما يحصل في الضاحية الجنوبية في لبنان ، لكن الفارق بين ما يحصل في لبنان أن عروضهم هناك يرافقها حمل السلاح، ولكن عندنا في عمان كانت العروض يوم الجمعة بشباب تترواح أعمارهم ما بين 15 الى 25 سنة بدون سلاح. فالسؤال الأول المهم هنا:متى من الممكن ان تكن هذه العروض العسكرية واستعراض القوة في شوارع عمان يرافقها حمل السلاح؟؟؟. ففي لبنان يستعرض حزب الله قوته وسلاحه بحجة إخافة الكيان الصهيوني الغاصب، علماً أن هذا ليس بصحيح بل هم يستعرضون قوتهم في لبنان لإخافة اهل السنة والجماعة وما هي إلا حرب طائفية معروفة بين الشيعة والسنة. والسؤال الاخر الذي لا يقل أهمية عن السؤال الاول: قادة هذه الجماعة في الاردن عندما أرادوا أن يستعرضوا قوتهم بعرض عسكري ينقصه السلاح فهل يا ترى يريدون إخافة من أو أن يوصلوا رسالة لمن او يريدون ان يحاربوا من ؟؟؟. فمن المستفيد في أن يثور الشارع الاردني على بعضه بعضا فالأخ يعادي أخاه والأبن يعادي أباه وأفراد المجتمع بكافة شرائحه وأصوله ومنابته وعشائره ومخيماته ينقسموا على بعضهم بعضا قسم يسمى معارضة وقسم اخر يسمى موالاة ، معارضة لمن وموالاة لمن!!!. فوالله أعلم أن القادم سيكون شرا يصيب الجميع في أردننا الغالي ان لم نتيقظ وننتبه، ولن يستفيد من القادم الا من يلهثون وراء الحصول على حكم وأعني بذلك أنهم والله يريدون الاردن كل الاردن لهم تنفيذا لمخططات من يواليهم في أيران وحزب الله والاخوان المسلمون في مصر، فهم لا يبحثون عن إصلاح كما يقولون بل أتخذوا من الفساد والاصلاح ذريعة لتنفيذ مخططات سادتهم وأولياء نعمتهم في أيران وغير أيران، والواقع والأدلة تشهد على ذلك. أفلم يقل أحد قادتهم قبل ما يقارب عشرات السنوات بأننا سنحرق عمان، وهم هم الان فعلا يسعون لحرق عمان والمفرق والطفيلة والكرك ومادبا وغيرها وغيرها ليتحقق لهم ما يريدون .
فليتقى الله أقوام في هذا العصر يتجرؤون علي اثارة الفتن وتحريك جموع الناس لتحقيق مصالحهم الشخصية وأجنداتهم الخاصة ويحرضون الناس على إثارة الفتن والعبث بأمن العباد والبلاد تحت اسم وراية الإسلام والإصلاح. فمن الواجب أن يتذكر هؤلاء يوماً تكع فيه الرجال على أقدامها امام الواحد القهار، وتشهد فيه الجوارح والأوصال، ويحصل يومئذ ما في الصدور كما يبعثر ما في القبور، وهناك يعلم المخادعون أنهم لأنفسهم كانوا يخدعون، وبدينهم كانوا يلعبون. فان الكثير من هؤلاء والله جهلاء باعوا دينهم بديناهم همهم الوحيد مصالحهم الشخصية وعنصريتهم البغيضة وتحريض الجموع على بعضها بعضا وكأنهم يتلذذون بذلك ، يقولون باسم الإسلام ما الإسلام منه براء. فإنَّ شَريعةَ الإسلامِ كُلَّهَا يُسْرٌ وَسَمَاحَةٌ فِي العباداتِ والمُعاملاتِ والتعامل مع الغير مهما كان هذا الغير، فقدَ أمرَ رَسُولُ اللهِ بالتيسيرِ في كل شي، فقالَ رَسُولُ اللهِ : إِنَّ الدِّينَ يُسْر ،وَلَنْ يُشادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ فَسَدِّدُوا وَقارِبُوا وَأَبْشِروا. واذكركم بقوله تعالى:( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْل اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُم ْفَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِه لَعَلَّكُ مُهْتَدُونَ). وقوله تعالى: (وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ). فو الله ان درء المفاسد في اردننا الغالي في هذا الوقت بالذات لهو اهم وافضل من جلب المصالح .
فاحذروا يا أبناء الأردن من كافة أصولكم ومنابتكم كل الحذر على أنفسكم وأبنائكم من تأثير أمثال هؤلاء وأحزابهم فيكم فيكونون سببا في هلاككم وهلاك بلادكم وانتم لا تشعرون وايكم ثم اياكم ان تنجرفوا وراء الفتن والتحريض على بعضكم البعض حتى يصل الامر لان يعادي الأخ أخاه والأبن أباه. فابتعدوا بأنفسكم عن مواطن الفتن وإثارة البلبلة فالفتنة نائمة لعن الله من أيقظها. نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يحسن خاتمتنا في الأمور كلها، وأن يسلمنا في ديننا وأنفسنا وأعمالنا وبلادنا. فاللهم من أراد بنا وببلدنا خيرا فوفقه لكل خير، ومن أراد بنا وببلدنا شرا فخذه اخذ عزيز مقتدر واجعل كيده في نحره وتدميره في تدبيره.
جامعة العلوم الاسلامية العالمية