التحول في خطاب المعارضة
اختطت المعارضة الأردنية أو من يطلق عليهم الإصلاحيين خطاب امتاز بالمرونة و الاعتدال وكانت سقف المطالب مشروعة في نظر الشارع تمثلت بمحاربة رموز الفساد وإجراء الإصلاحات السياسية ومعالجة الاختلال الإداري ومحاربة الواسطة والمحسوبية .
وهناك إجماع كبير في الشارع على معظم هذه القواسم التي نخرت جسم الدولة الأردنية وعلى رأي المثل الشعبي القائل أكلوها لحم ورموها عظم وهنا اقصد مؤسسة الفساد .
وإذا أرادت المعارضة الحفاظ على رصيدها في الشارع يجب عليها أن تتجنب الخطاب الغوغائي على غرار ما حدث في الجمعة الماضية في وسط البلد وبعض محافظات المملكة لان هذا الخطاب الذي لا يحترم رمز الدولة قد يخلط الأوراق ويقسم البلاد إلى فريفيين متناحرين والنتيجة بالنهاية ستخدم زمرة الفاسدين الذي يتمنون الوصول إلى هذه اللحظة
لاستثمار الوقت وكيل الاتهامات للآخرين.
وهنا ليس المقصود من الحديث دفن الرؤوس في الرمال بل الاستمرار في مسيرة الإصلاح السلمي والابتعاد قدر الإمكان عن سياسة كسر العظم في إقامة المهرجانات أو المسيرات في المناطق التي قد يقع بها الاحتكاك على غرار بعض التصريحات التي تنادي بنقل المسيرات إمام الديوان الملكي والمخابرات العامة .
الكل يتفهم شعارات الحراك قبل أشهر على مضض الشعب يريد إصلاح النظام أو الشعب يريد استرداد السلطة المسلوبة أما أن تصل الأمور إلى اسمع يا عبدا لله 0000الخ أو الشعب يريد أس أس 000الخ فاني اعتقد أن الفتنة أو لا سمح الله الحرب الأهلية قادمة خاصة إذا ما علمنا أن هناك أيادي خبيثة تغذي ليلا نهارا مجموعات المرتزقة للوصول إلى هذه الهوة .
المرحلة الراهنة تتطلب من الجميع معارضة ومولاة أو الأغلبية الصامتة التخندق في صف الوطن ضمن إطار المحافظة على النظام السياسي وتقويته ودعمه من خلال إرادة شعبية صادقة في استئصال منظومة الفاسدين وعدم الالتفات إلى التصريحات المسمومة التي تصدر من بعض رجالات الدولة الذين تفننوا في أكل المال العام وعندما جاءت صحوة الشعب خرجوا من جحورهم ليقولوا علي وعلى أعدائي.