نرفعُ القبعات وداعاً لك عامَ 2011
كم مرّ علينا سنونَ ولم نشعرْ بها متى بدأتْ ومتى انتهتْ !! ولمْ نكنْ نعيرها اهتماما لأنها كما كنا نتوقعُ دائماً ستكونُ مثل مثيلاتها من الأعوامِ التي سلفتها, ولكن عام 2011 كانَ عكسَ ذلك تماماً, فقد حلّ علينا هذا العامُ وها نحن نلوح له بأيدينا نودعه بكل حُرقةٍ وحب, حلّ علينا بالبشائر والمسرات والأحزان أيضاً, ففيه سقط الطواغيتُ الذين ما انفكوا يجثمونَ على صدور شعوبهم عقوداً من الزمن, حتى جاءَ عامُ ألفين وأحد عشر فقال لهم "توقفوا ", ألم تعلموا بأنَّ القيدَ ينكسر ما إذا الشعوبُ أرادت الحياة يوماً ؟!! ألم تعلموا بأنّ الإنسانَ حينما يُهان يقدّم الموتَ على العيشِ في مذلَة؟!!
في تلك العقودِ الماضية التي سبقت عام ألفين وأحد عشر, كانَ الشابُ العربيّ يأكلُ ويشربُ وينام, كان يُسمحُ له أنْ ينامَ فقط دونَ أنْ يحلم !! فإذا ما حلم في نومِهِ بشيءٍ جميلٍ نودي به إلى الجلادِ كي يضربَه حتى يعترفَ لمَ حلم ذاك الحلمَ الجميل وكيف حلم به, وما هي الأجندات التي كانت خلفَ ذلك الحلم, ومع أنّ الشابَ المسكين حلمَ به أثناء النوم! فحاول أنْ يقنعَ الجلادَ بأنه كانَ نائماً فاقداً لوعيهِ حينما حلم, ولكنّ الجلادَ أبى واستكبر, وأصرّ بأنَ الشابَ عميلٌ لوطنه لأنه فكّر بشيءٍ يشبه تفكير الإنسان, وهيهات هيهات أن يقتنعَ الجلادُ بأنّ الحلمَ مجردَ أضغاث أحلام!!
فجاء عامُ ألفين وأحد عشر بهياً زهياً يمشي بتبخترٍ و تكبرِ, يلبسُ الحريرَ وينبئُ بالتباشير ينادي بأعلى صوته "أيا من كنتم تُجلدونَ حينما تحلمون .. اقتربوا.. ", فتجمعتِ الوفودُ مِنْْ حولِه, ونادتْ بأعلى صوتِها "الشعب يريد إسقاط النظام ", واتفق هذا العام معهم أن يمنحَهم كلّ جمعةٍ من أيامِهِ كي يحلموا وهم يقظون وليسو نائمين ووعدهم بالنصر, فتحققَ لهم ما يبغون, وسقط جلّادوهم أمامَ أعينِهم الواحد تلو الآخر, وصارَ حلمَهم حقيقة. يا عام التحرر والعزة, يا عام المجد, لن ننساك, فلقد أضفت لكتب التاريخ فصلاً جديداً سوف يسميه المؤرخون "عام سقوط الطواغيت " فوداعاً أيها العام .