صُنع في الصين

تم نشره الإثنين 02nd كانون الثّاني / يناير 2012 08:57 مساءً
صُنع في الصين
رائد علي العمايرة

برغم وفرة المعروضات في هذه الايام،وبما لم يشبه أيامنا الغابرة(حيث القلة في المعروض والشحٌ في النقود)،فقد أعجبني كثرة الكستناء ولمعانها في محلات الخضار، والأكثر إعجابا كان ثمنها المعقول،تناسبا مع ثمنها في الزمان القديم إن وجدت،حاشا المحلات التي كنا لا نقربها، وننعتها بالصيدليات،تمييزا لها في الأسعار عن محلات الخضارالاخرى،على كل حال اشتريت الكستناء وشويتها،لكنها لم تتقشر وبَقِيَتْ تلك الفروة الرقيقة الجافة تحت القشرة الصلبة متشبثة ًبها،لكن في النهاية ابتعلناها بما تحمله من قشر.

 

اليوم رأيت الكستناء تتلألأ فلم أقربها،لما خلفته في خاطري من ذكريات مزعجة،أساءت الى تاربخها القديم ،بل لقد أعلنت عن سُخْطي للبائع، فقال أنت اخذت من الكستناء الصينية،سأعطيك من التركية،هي أغلى لكنها تتقشر،وان وضعتها على النار فلا تتفجر، فكرهت أن أتهور، فاشتريت القليل منها،فكانت غريبة أثبتت الأخيرة بالفعل أنها،كما أنك لست بحاجة الى ثقبها،فهي لا تتفجر،وتتقشر وحدها،وليس فيها حبة واحدة مضروبة، فاستغربت من أمر الصين،كل شيءفيها مغشوش ورديء حتى الكستناءلم تتركها؛ لماذا لم تترك لنا الصين الكستناء والتفاح من غير تزييف!؟.

 

في المخبز كان رجل رث ُّالثياب،يتململ ويتحدث، ويكثر التلفت وتظهر على يديه علامات الشقاء المتواصل،فالشقوق فيهما رفيعة وسوداء،طبعا رأيتها بوضوح من كثرة ماكان يلوح بهما أثناء حديثه، ولن أتكلم عن علامات البؤس التي وشمه الفقر بها في وجهه النحيل فكلكم تعرفون تلك العلامات؛ كان يحدث شخصا آخر يقف الى جانبه، عن شيخ عشيرة قصده في حاجة، لانه لا عشيرة له وبالتالي فلا شيخ لديه، المهم يقول الراوي بأن الشيخ قد رافقه ليقضي حاجته،ففوجيء المسكين بتوقف الشيخ عند محطة البنزين،ثم طالبه بأن يملأ خزان السيارة،فيذكر عندئذ بأنه خجل خجلا شديدا،لأنه لا يملك أكثر من خمسة دنانير،كان يبقي عليها،ويحميها من الهلاك،لكي يحضر بنصفها شيئا من الكاز ليدفيء أبناءه،وبالنصف الآخر شيئا يأكلونه،فلما اعتذر للشيخ بأنه فقير،نظر الشيخ اليه نظر المغشي عليه من الموت،وقال أنا الملوم لأنني خرجت لمساعدة من هو مثلك.

 

اخذت خبزي وأخذت آلآم الرجل الفقير معي ومضيت، وأنا افكر بالصينوالشيخ والكستناء ......................وتساءلت هل يا ترى لو خلعنا عباءة ذلك الشيخ ،وشماغه المهدب يدويا،ثم جردناه من بقية ملابسه،هل يا ترى سنقرأ على قفاه عبارة ًتفيد بأنه .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات