ورشة ثقافية حول رواية الحاسة صفر تطالب أدب المقاومة بأخذ دور الصدارة
المدينة نيوز - افتتح صالون نور الثقافي أعماله الخميس بكلمة ثقافية ألقتها الشاعرة نور التركماني بحضور نخبة من النقاد والمبدعين مؤكدة أن التحول في نشاط الصالون الذي اعتاد مناقشة الأعمال الشعرية فقط انما يجيء كون العمل الروائي الذي ستتم مناقشته حول رواية "الحاسة صفر" هو عمل استثنائي بكل المعايير.
وأضافت أن العمل يتمتع بقيمة فنية عالية تستحق النقاش، وهو عمل لشاعر روائي، وبطل الرواية سعيد الدوري هو شاعر أيضا.
وعرض الشاعر صلاح أبو لاوي بعض أحداث الرواية، والتأكيد على ضرورة أن يأخذ أدب المقاومة دور الصدارة في هذه المرحلة لدى كل الكتاب والأدباء، وضرورة الفصل بين الحداثة التي تخرج من رحم المعاناة الشعبية والحداثة التي ترتد إلى الذات لتلغي المعاناة الانسانية العامة.
وقال الشاعر محمد لافي أن نجاح أي عمل روائي يقاس بمدى شعور القارىء بنفسه في العمل مؤكداً شعوره بكل حركة يقوم بها سعيد الدوري – بطل الرواية- وكأنه هو الذي يقوم بها.
وقدمت الشاعرة نور التركماني ورقة عمل محورها الشخصيات النسائية في الرواية، وركزت – عارضة معظم الشخصيات النسائية – على سلبية هذه الشخصيات، واستنكرت ذلك على الروائي، وذكرت انه تجنى على دور المرأة الفلسطينية المناضلة التي قدمت الكثير وكان على الروائي أن ينصفها من خلال تقديم شخصية نموذجية للمرأة تنصف دورها.
بدوره أكد الشاعر ماجد المجالي أن الصراع هو صراع انساني وليس مبنيا على الجنس، فالمرأة في النص مسحوقة لأن الرجل مسحوق أيضا.
وأكد الدكتور غسان عبد الخالق ان الرواية ذكورية بامتياز لأن طبيعة الحدث تتطلب ذلك، وذهب الأستاذ نزار السرطاوي الى القول إننا إذا اعتمدنا منهج التحليل الفرويدي فإننا سنجد العكس، وأن بطل الرواية متعلق بأمه منذ الأسطر الأولى، وشخصية ليلى بطلة الرواية ليست شخصية سلبية أبدا.
الروائي عبد السلام صالح قدم ورقة عمل أكد فيها أننا قد نختلف في قراءة المضامين وهذا موضوع صحي تماما، لكن العمل الفني الروائي يقرأ من داخله كعمل فني، ويحاكم على هذا الأساس، فبناء الشخصيات في الرواية كان محكما ويخدم النص بمعزل عن ايجابية الشخصيات وسلبيتها.
وأضاف على صعيد الشكل تم توظيف اللغة الشعرية والسردية بشكل ولغة جديدتين، استطاع أبو سليم من خلالها أن يخرج من الذاتي في الشعر إلى شاعرية العام.
الناشر الشاعر جهاد أبو حشيش، أكد أن أهم ما يميز الحاسة صفر أنها خرجت من لغة الشعر إلى لغة التناسق التي تحتمل أكثر من معنى، فهناك دائما ما يوجد خلف السطر، وعليك أن تقرأ النص على أكثر من مستوى لتدرك الهدف.
بدوره سليم النجار أكد على أن الحاسة صفر هي رواية الهوية بامتياز، فهي تبحث في هوية الثورة، وهوية المكان، والزمان، والقيمة، والانسان الذي يعطي الأشياء قيمتها.
المترجم والشاعر نزار السرطاوي تحدث عن البانوراما في الرواية، المكان الممتد في بلاد الشام، والزمن الملتبس، والشخصيات المتناقضة، والتاريخ الذي يمتد عميقا حتى معاوية بن أبي سفيان، قال إن الواقع في الرواية جاف جدا وعقيم وهذا أمر بدهي في مناخ هذه الرواية، لأن الرواية انقلاب شامل، ولذلك حملت الرواية في أحشائها الكثير من المضامين الفلسفية، وهذا شأن الروايات الكبيرة العالمية ولا يعتبر نقيصة في الرواية.
وفي كلمته أكد الروائي احمد ابو سليم :" أن العمل أصبح بين أيدي القراء ولا يحق له الدفاع عنه، وانه سيقدم رؤية للعمل كأي قارىء آخر، من هذا المنطلق ذكر ان الاستفزاز في الرواية كان مقصودا، وقتل الرمز، وتقديم نماذج نسائية مشوهة أيضا مقصود لأن المرأة هي رمز الولادة، وإذا ما حاكمنا النتائج سنجد أن المرأة لن تعطي ما تفتقده، وأن رواية الحاسة صفر جاءت مبنية على النتائج كي تحاكم ما أفرز هذه النتائج من خلال الأسئلة الكثيرة لا من خلال الإجابات التي قد تشفي غليل القارىء".(بترا)