نحن الاولى بالتشريع يا قرضاوي
تم نشره الأحد 15 كانون الثّاني / يناير 2012 01:19 صباحاً
محمد ابوأعمر
أتشرف بالادعاء بأنني من أوائل المنتسبين للجمعية الاردنيه لمقاومة التطبيع منذ نشأتها برئاسة المهندس ليث شبيلات في حينها كوني وجدت فيها إرادتي و كوني أٌمن بأن التطبيع والتعريب له خيانة ودرجة متقدمة من درجات العمالة مع العدو الصهيوني . بدأت بهذه المقدمة قبل أن يكيل لي احدهم لا يفهم المقصد تهمة التعريب للتطبيع مع العدو الصهيوني وهنا تأكيد العدو الصهيوني هذا اسم الاحتلال بقاموس مصطلحاتي كوني انتمي وأتشرف لمدرسة الإعلام في الفضائية العراقية وراديو وتلفزيون العراق الذي عملت فيه حتى يوم احتلاله في أخر يوم باستقلال العراق . أردت التفكير اليوم على الملأ وأنا أحاول إجابة نفسي ما هو التطبيع وهل له حميد وخبيث ؟. أتذكر إنني طرحت هذا السؤال قبل ثمانية عشر عام تقريباً على نخبة من المثقفين العرب تحت سقف جاليري الفينيق ضمت غالبية المثقفين المقاومين للتطبيع والعالمين بمخاطره الجريمة التي واكبت هذا اللقاء عندما أصغينا لمن نادى بأن استضافة الشاعر المقاوم سميح القاسم تندرج داخل أطار التطبيع . تراني اليوم اتسائل هل التواصل مع الفلسطيني في المدن المحتلة عام 1948 الذين سطروا أعلى درجات الصمود في وجه اعتى اله احتلالية بالتاريخ وفرض عليه حمل جواز سفر ( إسرائيلي ) تطبيع ؟ وهل تعني زيارتي للسجين من خلال المحتل وهو السجان تطبيع ؟ . وهل يعني دفع رسوم تصريح زيارة أو فيزا للدخول إلى فلسطين المحتلة تندرج ضمن التطبيع؟ . بالمقابل لو دخلت لفلسطين المحتلة لفضح جرائم العدو الصهيوني أو دعم صمود لاهل في فلسطين أو مساندة المقاومة اقترف جريمة التطبيع ؟ كم من الشباب الذين دخلوا لفلسطين بتصريح زيارة أو فيزا وسطروا أعلى درجات البطولة مثل الشهيد سعيد الحوتري منفذ عملية مطعم البطريق في الاستشهادية في مدينة يافا ، والأسيرة المحررة أحلام التميمي التي دخلت لفلسطين تطلب العلم في جامعة ببر زيت وعملت إعلاميه في احد محطات التلفزة الفلسطينية تفضح ممارسات الاحتلال وموهت على دخول الاستشهادي عز الدين الشريف وجهزته لينفذ عملية مطعم الليسبارو في مدينة القدس .كذلك الأسير محمد علا أخر المقاومين الذين غادروا مخيم جنين أسيرا ، كثيرة هي الأسماء التي لا اعرفها وغيرها التي اعرفها ممن دخلوا فلسطين لتطوير وتعزيز المقامة ضد العدو الذي دفعوا له ثلاث عشر دينار للدخول لفلسطين . فشلت وفشل المقدسيين علماء شريعة وعامه في التعامل مع فتوى الشيخ يوسف القرضاوي الذي يفترض انه رئيس هيئة العلماء المسلمين يطل علينا من برج عاجي يفتي بأن زيارة القدس تطبيع مع المحتل بحسن نية . هل تشاور شيخنا مع علماء الشريعة في فلسطين قبل يصدر فتواه؟ ألا يدرك شيخنا أن سياسة التضييق التي ينتهجها المحتل بالقدس وباقي أرجاء فلسطين و الانفراد بالمقدسيين دون شهود وتغيير معالم القدس وديانتها وتهويدها وتحويلها لسجن بفعل جدار الفصل العنصري الذي يفصل القدس حتى عن بعض إحيائها وإخلائها من أصحابها ومصادرة ممتلكاتهم وهدم منازلهم تمهيداً لمشروع ( يهودية الدولة ) يتطلب مثل فتواه ؟ أليس حرياً تجليلنا في قطر أن يستشير علماء الشريعة في فلسطين واذكر منهم الشيخ فهم الأجدر بالفتوى عن فلسطين وهم الأعلم بشعاب فلسطين؟ وإن كانت زيارة القدس بقصد شد الرحال ومؤازرة ودعم صمود أهلنا بالقدس تمسها نار التطبيع فأي نار اسلم نار التطبيع أم التهويد ؟. نحن بحاجة لوقفة جماعية يشارك فيها المثقفين وعلماء الشريعة الفلسطينيين والعرب من اجل إنقاذ ومقدساتنا وأرضنا وإنساننا بصيغة تشريع قومي إسلامي يحدد ما هو التطبيع