عندما تبكي السماء تهتز الارض
تم نشره الإثنين 16 كانون الثّاني / يناير 2012 09:50 مساءً
المهندسة أسماء عبد الفتاح الخريسات
- مع كل قطرة مطر تنهمر على أرض الأردن الحبيب, ينبت الأمل و تنجلي الأمور واضحة لمن كان له قلب رشيد.
ففي الوقت الذي لا نسمع فيه الا عن الأوضاع المائية القاتمة و التحديات المائية الصعبة, تأبى السماء و رحمة الله الا أن تذكرنا بالتقصير و الأهمال الذي نمارس و نعيش كل يوم. و هو اهمال ان صحت التسمية يمارس على جميع الاصعدة بداية من المواطن و انتهاء بالمسؤول.
فالمواطن صابر محتسب لا يسعى و المسؤول ,ان أزلنا عنه تهمة المؤامرة التي تصل حد الخيانة, مهمل اشد مايكون الاهمال و الذي يصنف ضمن قائمة الفساد.
فكم من مؤتمر عقد و تصريحات دوت و وجوه اعتلت المنصة و لم يصل الى أسماعنا و مرانا الا الحروف المبعثرة التي لا ترقى لمستوى الكلمات.
كمواطن متعلم يعرف لغة الافعال لا الأقوال, لا أجد أرق من هذه الكلمات لأعبر فيها عن سلسلة من المشاعر تنامت من الحزن الى الألم الى الغضب. و مع كل و جبة أرى فيها البندورة, تلك الفاكهة الاردنية الاصيلة, تراودني الغصة على الأطنان التي أزهقت سنة بعد سنة و كأننا لا نجيد القراءة و لا نحسن التخطيط. فكم وجبة غداء أزهقت و كم من معدة خاوية ما كانت لتتضرع و كم من بيوت ما هدمت لو أحسن ذوو الأمر النظر و التدبير.
ترى لو أزهقت روح البروكلي كما أزهقت روح البندورة فهل سيكون الوضع مختلف؟
سؤال ساخر أقصد من وراءه ما أقصد. و دعونا لا ننسى أن البندورة النافقة سقيت بمياه جوفية غير متجددة و التي لو بقيت في باطن الأرض لكان خيرا لنا و لمن اختلط عرقه بمائها فتلونت بلونه و أصبح منها و أصبحت منه. فهل المشكلة بالتخطيط أم بالتسويق أم في كليهما و أكثر؟
وأعود من حيث بدأت متسائلة, مستنكرة وغاضبة, لماذا لا نسمع عن خطط الحصاد المائي؟ لماذا لا نسمع عن جهود بناء السدود الترابية وتطوير الحصاد المائي؟ لماذا لم نعد نرى جهود اعادة التحريج التى تغنينا بها منذ الصغر؟ اليست غابة الشهيد وصفي التل خير مثال على ذلك؟ هل سنبقى منتظرين رحمة اللاعبين الكبار و مشاريع نقل المياه الضخمة و هي تتأجل سنة بعد الاخرى؟ و نحن نخسر نهرا بعد النهر في زمن صارت فيه أخبار الواحات و العيون جزءا من قصص الاجداد و "يحكى ان الأردن كان دوحة و جنة". أشعر بالخجل عندما أفكر أن ما قدمته لعلاج المشكلة المائية هو الماء المعلب أقدمه لاطفالي و الذي لا ادري كم من الزمن سأستطيع توفيره.
ترى لو حملت معولا و جهاز حاسوب و توجهت به للجهة المعنية و التي لا أدري من تكون: أهي المياه أم الزراعة أم غير هذه و تلك, و بدأت مع اخوتي و جيراني حفر الابار و جمع دموع السماء و تضرعنا الى الله راجين داعين أن لا ينقطع الغيث فهل ستهتز الارض و ينبت العشب؟ أكاد أقسم بنعم. و لكن هل ستتركنا الجهة المسؤولة نقوم بذلك ام سيحال الموضوع الى الدراسة اللا منتهية للسنة الثلاثين و نيف؟
أتمنى أن أكون مخطئة و لأول مرة أتمنى ان أكون ممن قد أساءوا الظن بالمسؤول. و أرجو ممن لديه الجواب التوضيح.
ففي الوقت الذي لا نسمع فيه الا عن الأوضاع المائية القاتمة و التحديات المائية الصعبة, تأبى السماء و رحمة الله الا أن تذكرنا بالتقصير و الأهمال الذي نمارس و نعيش كل يوم. و هو اهمال ان صحت التسمية يمارس على جميع الاصعدة بداية من المواطن و انتهاء بالمسؤول.
فالمواطن صابر محتسب لا يسعى و المسؤول ,ان أزلنا عنه تهمة المؤامرة التي تصل حد الخيانة, مهمل اشد مايكون الاهمال و الذي يصنف ضمن قائمة الفساد.
فكم من مؤتمر عقد و تصريحات دوت و وجوه اعتلت المنصة و لم يصل الى أسماعنا و مرانا الا الحروف المبعثرة التي لا ترقى لمستوى الكلمات.
كمواطن متعلم يعرف لغة الافعال لا الأقوال, لا أجد أرق من هذه الكلمات لأعبر فيها عن سلسلة من المشاعر تنامت من الحزن الى الألم الى الغضب. و مع كل و جبة أرى فيها البندورة, تلك الفاكهة الاردنية الاصيلة, تراودني الغصة على الأطنان التي أزهقت سنة بعد سنة و كأننا لا نجيد القراءة و لا نحسن التخطيط. فكم وجبة غداء أزهقت و كم من معدة خاوية ما كانت لتتضرع و كم من بيوت ما هدمت لو أحسن ذوو الأمر النظر و التدبير.
ترى لو أزهقت روح البروكلي كما أزهقت روح البندورة فهل سيكون الوضع مختلف؟
سؤال ساخر أقصد من وراءه ما أقصد. و دعونا لا ننسى أن البندورة النافقة سقيت بمياه جوفية غير متجددة و التي لو بقيت في باطن الأرض لكان خيرا لنا و لمن اختلط عرقه بمائها فتلونت بلونه و أصبح منها و أصبحت منه. فهل المشكلة بالتخطيط أم بالتسويق أم في كليهما و أكثر؟
وأعود من حيث بدأت متسائلة, مستنكرة وغاضبة, لماذا لا نسمع عن خطط الحصاد المائي؟ لماذا لا نسمع عن جهود بناء السدود الترابية وتطوير الحصاد المائي؟ لماذا لم نعد نرى جهود اعادة التحريج التى تغنينا بها منذ الصغر؟ اليست غابة الشهيد وصفي التل خير مثال على ذلك؟ هل سنبقى منتظرين رحمة اللاعبين الكبار و مشاريع نقل المياه الضخمة و هي تتأجل سنة بعد الاخرى؟ و نحن نخسر نهرا بعد النهر في زمن صارت فيه أخبار الواحات و العيون جزءا من قصص الاجداد و "يحكى ان الأردن كان دوحة و جنة". أشعر بالخجل عندما أفكر أن ما قدمته لعلاج المشكلة المائية هو الماء المعلب أقدمه لاطفالي و الذي لا ادري كم من الزمن سأستطيع توفيره.
ترى لو حملت معولا و جهاز حاسوب و توجهت به للجهة المعنية و التي لا أدري من تكون: أهي المياه أم الزراعة أم غير هذه و تلك, و بدأت مع اخوتي و جيراني حفر الابار و جمع دموع السماء و تضرعنا الى الله راجين داعين أن لا ينقطع الغيث فهل ستهتز الارض و ينبت العشب؟ أكاد أقسم بنعم. و لكن هل ستتركنا الجهة المسؤولة نقوم بذلك ام سيحال الموضوع الى الدراسة اللا منتهية للسنة الثلاثين و نيف؟
أتمنى أن أكون مخطئة و لأول مرة أتمنى ان أكون ممن قد أساءوا الظن بالمسؤول. و أرجو ممن لديه الجواب التوضيح.