النائب الظهراوي يكتب : مجلس النواب باق ٍ والفاسدون هم الراحلون

المدينة نيوز - إن قرار بقاء مجلس النواب أو رحيله هو منوط فقط بجلالة الملك حفظه الله وهو من يقدر وهو من يختار الأفضل للبلاد والعباد.
مجلس النواب هو مؤسسة وطنية تمثل إرادة الأمة, وإن الحديث عن أي إنتخابات جديدة يكون في حال توافر الأرضية التشريعية والسياسية والحزبية الكفوءه والقادره على إنجاح أي تجربة نيابية في إنطلاقة جديدة لاتشبه ماقبل الربيع الأردني من حيث الظروف السياسية والحزبية وأليات الإنتخاب والتصويت, ويجب أن لاتكون هناك عوده للخلف عن طريق إعادة إحياء نسخ إنتخابية قديمة, لأن الدوافع خلف تغييرها في السابق سوف تؤدي إلى تغييرها في المستقبل .
لاشك بأن مجلس النواب السادس عشر ,ظلم في مراحل عديدة من مسيرتة ,فكان الهجوم عليه حتى قبل إنعقاد أولى جلساته ومن مختلف الأطراف, ولكنه إستطاع أن يخرج من أزماته الواحده تلو الأخرى, وإستطاع أن يكون بمستوى الربيع الأردني فكانت مرونته تحاكي الجو العام ,تطالب وتنفذ عن طريق إقرار التشريعات والقوانين وتشكيل اللجان النيابية الفاعلة بما يتلائم مع مطالب الشارع الأردني الوطني من إصلاح إقتصادي وسياسي ومحاربة للفساد والمفسدين.
إن القول بأن حل مجلس النواب هو من سيخرجنا من أزماتنا الإقتصادية الحالية هو غير صحيح, وإن القول بأن حل مجلس النواب سيقودنا إلى حياة سياسية صحيحة وناضجة في هذا الوقت أيضاً هو غير صحيح ,فقط محاربة الفساد وبيئته وجيوبه وأزلامه وشخوصه هو من سيخرجنا من أزمتنا الوطنية الحالية في هذا الوقت .
فقط الفاسدون هم المستفيدون بالدرجة الأولى في هذه المرحلة من غياب مجلس النواب الحالي لذلك فهم ينادون مع الأصوات الأخرى بضرورة حل مجلس النواب تحت ذريعة أن الشارع يريد ذلك ومع إحترامنا بعيداً عن ذلك للمعارضة الوطنية.
يتناسى الفاسدون بأن مجلس النواب يضم تحت قبتة ممثلي أبناء الأمة من حواضر وبوادي من قرى ومخيمات وإن كل مشكك بنزاهة الإنتخابات من أصحاب القرار هو إقرار منه بأنه شريك في إختطاف إرادة أبناء الأمة في إختيار من يمثلهم ويجب أن يحاسب.
من الطبيعي أن يحارب الفاسدون من أجل الحفاظ على مكتسباتهم,فهم قوة تمتلك المخزون من التنظيم والمال والرجال والإعلام,وهذه الأدوات تستثمر حسب أجندات أصحابها.
من المستفيد من خلق حالة من الخوف على ضياع الآمان الإجتماعي في المجتمع ,من المستفيد من تحريك الملفات الحساسة والتي تحتاج إلى توافق مجتمعي في هذه الأوقات المتأزمة ,من المستفيد من حالة التجييش ضد الأشخاص والرموز الوطنية بغير دليل أو حق وعن طريق منابر إعلامية غير مسؤولة وموجهة وغير مهنية.
مجلس النواب قام ويقوم بالدور المنوط به على أكمل وجه رغم الضغوطات ورغم محاولات التغول التي مورست عليه ورغم محاولة أصحاب الأجندات الايهام بأن الخلاص يكون في حل مجلس النواب بغض النظر عن أي إعتبارات أخرى.
من وجهة نظري فقط بترسيخ قيم العدالة ومحاسبة إبن الحظوة قبل اللقيط عن أي ذنب إرتكبه بحق نفسه وبحق المجتمع هو من سيؤسس لمجتمع قادر على صناعة مستقبل سياسي وإقتصادي معافى وصحيح.
النائب الظهراوي