البترا حضارة وتاريخ محاضرة في اتحاد الكتاب
المدينة نيوز - نظمت اللجنة الثقافية في اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين السبت ندوة بعنوان "البترا حضارة وتاريخ" حاضر فيها الأمين العام المساعد للشبكة العربية للتعليم المفتوح والتعليم عن بعد أستاذ التاريخ الدكتور محمد حمدان وذلك بمناسبة مرور مائتي عام على اكتشاف المدينة الوردية الخالدة .
وقدم حمدان نبذه عن تاريخ البترا ، واسمها القديم سـِلـَع أي الصخرة ترجمة الرومان إلى لغتهم پترا أما الأنباط أنفسهم فقد أطلقوا على مدينتهم اسم (رقيم) أو ( رقيمو ) وتعني الحفر بالصخر والنحت.
وتحدث عن إعادة اكتشاف الغرب لهذه المدينة من قبل الرحالة الإنجليزي السويسري يوهان لودفيج بركهارت إذ اكتشفها عام 1812ميلادي ، الذي جاء إلى البترا مدعياَ بأنه مسلم من الهند بعد أن تنكر بزي إسلامي ، ولقب نفسه "الشيخ إبراهيم" وهدفة تقديم أضحية إلى النبي هارون. وأضاف ان الرسام ديفيد روبرتس اصدر رسوماته المعروفه " باليثوغرافيا " أثناء زيارته للموقع وقد طـُبعَ العديد منها مما أعطى البترا شهره عالمية.
كما وصفها الشاعر الإنجليزي بيرجن بأنها المدينة الشرقية المذهلة، المدينة الوردية التي لا مثيل لها.
ثم عرض المحاضر لمعالم البترا ومواقعها الأثرية وأهمها السيق ، الخزنة ، المدرج ، الدير ، قصر البنت ، المذبح ، الأضرحة ، المعبد الكبير .
وأشار حمدان إلى أصل الأنباط عرب وهم إحدى القبائل العربية السامية التي هاجرت من اليمن بعد خراب سد مأرب ، ثم بسطوا سيطرتهم في القرن الثالث قبل الميلاد على جميع أنحاء الأردن وجنوب فلسطين وأمتدت مملكتهم إلى دمشق شمالاً والبحر الأحمر جنوباً .
ويذكر ان الأنباط كانوا يتحدثون فيما بينهم ويكتبون ( باللغة النبطية الآرامية وهي خليط من الآرامية القديمة والعربية، وكان الخط النبطي قريب جداً من خط القرآن الكريم خط كتبة الوحي) .
كما وضح المحاضر ان نظام الحكم عند الأنباط كان ملكياً وراثياً ، حيث يتمتع الملك بأهمية دينية إضافة إلى موقعه السياسي والعسكري وأوجدوا جهازا إدارياً يشرف عليه وزراء الملك ، كما كانت زوجته تشاركه في مهام الحكم وكان اشهر ملوكهم الحارث الثالث والحارث الرابع وزوجته شقيله " شفيقه ". وقد تولى حكم الأنباط أحد عشر ملكاً حكموا خلال الفترة من 169 ق.م ـ 106م. حين استولى الرومان على البترا وسموها الولاية العربية .
يذكر ان الأنباط كانت تدين بديانة العرب في الجاهلية وتعبد الاصنام ( اللات والمناة والعزه وذو الشرى ) .
جدير بالذكر ان البترا فازت في مسابقة عجائب الدنيا السبع في المركز الثاني بتاريخ 7/7/2007 .
وختم حمدان بقوله : " ان حضارة الأنباط كانت عربية في لغتها آرامية في كتابتها ، سامية في ديانتها ، يونانية رومانية في فنها ، ولكنها بقيت حضارة عربية الأساس والنشأة " وستظل شاهداً على المعجزة البشرية التي اخرجت المَدنية والحضارة من بطون الجبال .(بترا)