صخور متحركة
تم نشره السبت 28 كانون الثّاني / يناير 2012 04:45 مساءً
ناريمان ابو اسماعيل
تتهاوى نغمات الموسيقى الى أذنيه بعيدة رمادية ,فبالرغم من تواجده في قاعة الحفل إلا أنه كان غائباً عمّا يدور حوله, وأضحى بين صخب الموسيقا وحركات أجساد الراقصين حبيس ذاته الشاردة, وباتت صور الراقصين والمغنين والمتفرجين في عينيه كائناتٍ دقيقةً تسبح في سماء اللامبالاة البشرية.
سرح في تلفاز ذاكرته..فرأى صورة لطفل يرضع من ثدي أمه التي غَرّقت بدمها يدي أخيه الأكبر وهو يهزُّ جسدها مناجياً إياها أن تستفيق ,فيُجيبه بكاءُ الرّضيع يريد الحليب.
أمسك أحدهم بكمّ معطفه داعياً إياه للرقص, اقترب من المنصَّة وراح يرقص, فرأى كل من حوله صخورا متحركة يذوب لشدة تصلبها خشبُ المنصة...