الى وزيرة التنمية الإجتماعية
معاناة يعيشها مواطنون أردنيون قدموا للوطن ما لم يقدمه غيرهم، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من عاش وقد فقد أحد أعضائه، أوخسر صحته نتيجة الفقر والمعاناة والكبت، بعد أن نسيهم المسؤلون وعاشوا على هامش الحياة ، وقد أبت أنفتهم طلب المعونة من صناديق التسول الحكومية، أوعطاءات وهبات المسؤولين الذين يزعمون بأن هباتهم من جيوبهم، بينما هي من موازنة الدولة الأردنية ومن أموال الأردنيين.
موفق وجيه عوض السخني بني خالد أحد المحاربين القدامى الذي شارك في حرب 1967، بترت ساقه في بدايات شبابه عندما كان في سن العشرين في أحداث أيلول بعد أن شارك في الدفاع عن مستقبل الأردن هو وزملاؤه من قدامى العسكريين، الذين سطروا بدمهم تاريخ الأردن....ولكن ماذا بعد؟
هذا المقاتل الأردني كان مثار اعجاب الحسين طيب الله ثراه بعد أن علم بمعاناته، ولديه من الوثائق ما تكفي لاثبات انتمائه للأردن وللأسرة الهاشمية، وكان يتفاعل بكل حواسه فيقدم التهاني بمناسبات وطنية على صفحات الصحف، وقدم التعازي بوفاة القائد العظيم الراحل الحسين على صفحات كاملة، وفي اكثر من صحيفة يومية حيث يقول: "هذا اقل ما نقدمه للوطن وقيادته ".
يقول السخني:امرلي جلالة الملك الراحل بسيارة وشقة ومبلغ من المال أستطيع فيه قضاء بقية حياتي بكرامة، بعد ان بترت ساقي وأصبحت على كرسي متحرك منذ العام 1970، وقد تسلمت السيارة اثناء حياة جلالته رحمه الله، الا أن الشقة والمبلغ لم يصلا بالرغم من ابلاغي من قبل الجهات المختصة في الديوان الملكي والمخابرات العامة وسمو الأمير رعد بن زيد، بتخصيص الشقة والمبلغ الذي يقدر بحوالي 120 ألف دينار، وقد ارسلت مئات الفاكسات والرسائل للمسؤولين ولكن لم اتلق أي رد سوى الاقامة الجبرية في منزلي المستأجر والذي ادفع اجوره من قروض متراكمة من البنوك ولدي وثائق تثبت هذا الحق الممنوح لي من جلالته طيب الله ثراه.
السخني (64 عاما) الذي يستخدم كرسيا متحركا ويسكن وحده في شقته في الزرقاء في طابق ثالث وحيدا بلا زوجة ولا معيل، لا يستطيع الحركة من مكان الى مكان الا بمساعدة أحد وقد تم ايداعه سجن الجويده لأسابيع، واقتيد مخفورا من مستشفى مدينة الحسين الطبية حيث كان مقررا له عملية قلب مفتوح، الا أن قوات الأمن ألغت العملية في حينه واقتادته الى محافظ الزرقاء بمذكرة جلب بسيارة سجن بتهمة المطالبة بحقوقه، حيث فرض محافظ الزرقاء حينها عليه إقامة جبرية وكفالة 20 ألف دينار لعدم تكرار المطالبة.. واضطر مكرها لاثبات وجوده في المركز الأمني يوميا ... وعلى مدار عام.
بقي أن نقول أن السخني مصاب بمرض السكري والفشل الكلوي وبتر ساقه اليسرى، ولكي تتم المأساة أبلغنا باتصال هاتفي بعد كتابة هذه القصة الاخبارية، أنه (فقد بصره) وهو لا يملك من متاع الدنيا سوى راتبه التقاعدي الذي يخصمه البنك لقاء قروض متراكمة.
للمرة الثانية هذه الرسالة نضعها امام المسؤولين الأردنيين ومحافظ الزرقاء كونه ضمن مسؤوليته وقد تفاقمت مشكلة هذا المتقاعد المعزول عن أسباب الحياة بفقدان بصره ... فهل سنجد آذانا صاغية لحل مشكلة السخني؟....سؤال مطروح ليجيب عنه ذوي الاختصاص في معاناة الناس!!!!