اختتام ملتقى الثقافة والهوية الوطنية في العقبة ( صور )
المدينة نيوز - خاص - صور - عبدالله آل الحصان - اختتمت في قاعة نادي الأمير راشد البحري فعاليات ملتقى الثقافة والهوية الوطنية لدى الشباب الذي نظمته مبادرة تنمية ونماء بدعم من مؤسسة سكة حديد العقبة وشركة تطوير العقبة على مدار ثلاثة أيام بمشاركة (60) شاب وفتاة مثلوا محافظات المملكة .
وتحدثت د.منى أبو درويش أستاذة الإرشاد النفسي في جامعة الحسين بن طلال في الجلسة الافتتاحية التي عقدت في مؤسسة سكة العقبة بمعان حول أهمية الثقافة في المجتمع وبدايتها من الأسرة إلى المؤسسات التعليمية من مرحلة الحضانة إلى المدرسة والجامعات بشكل عام وثمنت أهمية تداخل الثقافة المجتمعية مع الثقافة الأخرى وتحدثت عن مخاطر الثقافة وأكثر ما يهددها التقليد الأعمى عند الشباب ويعود السبب لطبيعة البعد عن الأسرة.
وأشار د. ماجد الرضاونة المحاضر في جامعة الإسراء خلال ورقة عمل له بعنوان " ثقافة الشباب والهوية في عصر العولمة " إلى أن الشباب يتعرض لخطر العولمة مما قد يؤثر هوية الثقافة الوطنية بكافة إشكالها من خلال التداخل الواضح لأمور الاقتصاد والاجتماع والسياسة والثقافة والسلوك.
وأكد الرضاونة أن العولمة جاءت لأهداف عديدة أبرزها تأطير العالم بالنمط الغربي بثقافاته وسلوكياته للوصول إلى مرحلة التأثير والغزو الثقافي والعقلي، لافتاً إلى أن ثقافة العولمة تهدف إلى أن تتخلى الشعوب عن قيمها التقليدية وأن تتبنى قيم الثقافة الديمقراطية الجديدة من منظور غربي.
فيما تناولت مديرة مركز الأميرة بسمة في أربد فهمية العزام دور مؤسسات المجتمع المدني في تعزيز الهوية الوطنية ، وتطرق نور الدين الصمادي من جامعة عجلون إلى دور الجامعات في تشكيل الوعي وتعزيز ورفد الهوية الوطنية في جلسة مستديرة شبابية حوارية.
وخرج المشاركين في توصيات ومقترحات طالبت بتفعيل دور الشباب من خلال إيجاد قنوات اتصال وتواصل فعلية مع الوزارات التي لها ادوار سياسية من اجل تعزيز تعميق مفهوم الهوية الوطنية لدى مختلف شرائح المجتمع،وتعزيز دور وزارة التنمية الاجتماعية في ترسيخ العلاقات والعادات الجيد والحسنة ونبذ مداخل التفرقة العنصرية وتحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية،والعمل على إيجاد سياسة تتناسب مع العادات والأعراف لتحقيق العدالة الاجتماعية.
كما طالب المشاركين تعزيز مفهوم المسؤولية المجتمعية من خلال التطبيق على أرض الواقع مما يعزز العلاقة المجتمعية ما بين الأفراد ومجتمعهم وتفعيل المسؤولية المجتمعية لدى القطاع الخاص في تمكين وتطوير الموارد البشرية، لافتين إلى الجهات المعنية والتزامها بدورها الاقتصادي والتنموي تجاه مطالب الشباب من خلال تنفيذ مشاريع اقتصادية ضمن برامح محددة يكون فيها عنصر الشباب فاعل ومشارك.
وأوصى المشاركين بمنح مشاريع للإنسان ضمن قوانين وضوابط تساعده على التركيز على التنمية الاقتصادية وليس على الاكتفاء الذاتي والعمل على إيجاد مؤسسات تدعم الهوية الوطنية من خلال العلاقات الاقتصادية وتوجيه الإعلام بكافة وسائله على حث أفراد المجتمع على التواصل المباشر لما لهُ الأثر الكبير على توثيق الروابط بين أفراد المجتمع وبالتالي تعزيز ثقافة المجتمع وتقريبه, الأمر الذي يعزز من الهوية الوطنية ويحد من تأثير الثقافات الأخرى
وطالبوا بتذليل الصعوبات والمعيقات وكسر الفكرة القديمة بأن علاقة الأفراد بالمسؤول تخضع لإجراءات وحواجز تُصعب من إيصال المعلومة بشكل مباشر مؤكدين على دور الجهات المعنية من خلال توعية الأفراد على حقوقهم في إيصال المعلومة وكسر الحاجز بين المجتمع ومسؤوليه بمختلف الطرق والوسائل.
وشدد المشاركين بان يعاد النظر في المناهج التدريسية لتصبح متوافقة ومتطلبات العصر على أن يكون منهاج تعليم التربية الوطنية سليم وواضح وبما يتقبله الفرد.
كما طالب المشاركين بضرورة إنشاء هيئة مستقلة تعمل على التواصل والاتصال مع المؤسسات الإعلامية كافة لوضع آلية بناءه وبعيداً عن إثارة الفتن والتهويل الإعلامي على أن تتقبل الرأي والرأي الأخر بما يضمن الحرية الإعلامية المسؤولة وإطلاق وثيقة شرف إعلامية ، وكذلك أن تعمل الجهات المعنية على إدخال الثقافة الإعلامية ضمن المناهج بدء من المراحل الأولى من التدريس ضمن قواعد وضوابط لا تمس بحقوق الإعلام والإعلاميين أو تشويه الصورة الإعلامية.
ولفت المشاركين في توصياتهم إلى ضرورة أن تعمل الجهات المعنية على إيجاد برامج ثقافية موجهة للأسرة لتعمل على تعميق فكرة الثقافة الإعلامية البناءة ضمن معايير العادات والقيم والتقاليد والأعراف وبما يتماشى مع التقنية الإعلامية في عصر السرعة والحد من التدفق الإعلامي الخارجي الموجه في كافة المجالات.
وأوصى المشاركين بتفعيل دور التشاركية بين مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المحلي والمدني بما يكفل نشر ثقافة الهوية الوطنية في المجالات المختلفة ضمن المعايير المجتمعية المتعارف عليها والعمل على نشر المبادرات والدورات والمؤتمرات الهادفة لتوثيق المفاهيم السياسية ومنها الهوية الوطنية وضبط هذا العمل بأنه لا يقتصر على شباب مهتمين معينين والعمل على جذب انتباه الشباب غير المثقف سياسياً.
من جانبه أكد مدير الملتقى،المنسق العام لمبادرة تنمية ونماء عبدالله آل الحصان أن هذا الملتقى الوطني الشبابي جاء ضمن برامج وأنشطة المبادرة التي أطلقها شباب مدينة معان مؤخراً بمشاركة شباب محافظات المملكة بهدف تفعيل دور الشباب في بناء المجتمع وتنميته .
وجاء اختيار هذا الموضوع لأجل التوسع لمعرفة كافة مصطلحات ومعاني الهوية الوطنية وحرص المبادرة على تعريف معنى الهوية الوطنية لكافة شرائح المجتمع وإيصالها لهم من خلال الحوار الهادف والبناء.
وقال مقرر الملتقى ، منسق أنشطة المبادرة جواد الخضري أن الهوية الوطنية ليست حالة متغيرة أو قضية جدلية بل هي أمر راسخ ومتجذر في النفس البشرية , بينما تكون المتغيرات في نسب الانتماءات والولاءات لدى الإنسان , وأضاف الخضري أن المتغيرات يعزى سببها إلى الأحوال السياسية والاقتصادية التي يعيشها المجتمع ، مؤكداً نجاح المبادرة من خلال تفاعل المشاركين وتأكيدهم على أن تضم اللقاءات القادمة أكبر عدد من الشباب ومن مختلف التوجهات وأن تعقد مثل هذه اللقاءات في مختلف محافظات المملكة .
وعلى هامش الملتقى زار المشاركين قصر الملك المؤسس وجامعة الحسين بن طلال ومؤسسة سكة حديد العقبة في معان ، وتكريم الجهات الداعمة والمساهمة في نشاطات المبادرة.
يذكر أن مبادرة "تنمية ونماء" تعمل على تعزيز مشاركة الشباب في التنمية المجتمعية واستثمار النشاط الصحافي في قضايا التنمية والمساهمة في إنشاء شبكات إعلامية تؤمن التواصل بين الإعلام وحاملي القضايا التنموية من منظمات غير حكومية وممثلي المجتمع المدني،بالإضافة إلى تمكين الشباب في مختلف مجالات الحياة.