الكتابة في الوقت الضائع
كم هائل من المقالات لأصحاب الأقلام الشريفة وحراك شعبي كثيف سئم الواقع المعيشي والظلم الفادح وندوات سياسية لمحاولة تصويب الوضع المتهاوي في المملكة ولكن لاحياه لمن تنادي.
فكبار رجالات البلد يصمون أذانهم عن سماع الرأي الأخر ويتعاملون مع الوضع بحالة من برود الأعصاب وأحيانا الاستخفاف بالشارع دون تأنيب للضمير على ما حل بالشعب من تراجع في جميع مستويات الحياة اليومية المعيشية والاقتصادية والتفكك في منظومة الأخلاق الاجتماعية وارتفاع الجرائم وعمليات السرقة .
البلد الوحيد الذي لم يتعلم من أخطاء غيره واعتبر نفسه حالة مختلفة عن كوكب الأرض هو الأردن وكل ذلك بفضل دهاة النخبة الحاكمة التي تقوم بإرسال مساجات إلى الهرم حط أيدك بالمي الباردة الوضع على ما يرام وتحت السيطرة.
والله انه شيء يبعث على الحزن والألم أن الصحوة جاء ت متأخرة بعد أن بعيت كل مقدرات البلد بأسعار زهيدة وسجلت أراضي الدولة بأسماء كبار المسؤولين حتى أن صندوق الادخار لضباط وأفراد المخابرات لم يسلم من يد محمد الذهبي لولا أن تدارك الملك الأمر وقام بضخ الملايين فيه لإنعاشه من جديد.
أين كانت عقولنا عندما تم تعيين الذهبيان لرئاسة الوزراء والمخابرات العامة في سابقة خطيرة لم تحدث في دول العالم قاطبة نحمد الله أنهما لم يقلبا نظام الحكم في البلد.
وأين كان القضاء الأردني وأصحاب الحكمة والساسة عن عوض الله الذي جلس في بيت الأردنيين الأول لعقد صفقات البزنس والإجهاز على وأد الدولة الأردنية.
حرام عليكم يا من تجلسون على المكاتب المخملية ما يكفيكم أنكم حولتم الأردنيون إلى حراس على أموال وعقارات من سرقوا الشعب في عمان الغربية .
بالله عليكم المتقاعد العسكري بدل أن يرتاح ويمضي بقية سني عمره مع عائلته يذهب إلى مؤسسة المتقاعدين التي تعمل على مص دماء أبنائها من خلال تعيينهم حراس على أبواب المصانع والعمارات مقابل 150 دينار مقتطع منها نسبة ضمان عشرة دنانير.
يا قادة البلاد سارعوا قبل أن يسرقكم الوقت في إرجاع الأغلبية إلى أحضانكم و ينضب بئر الولاء لصالح من يستطيع أن يستغل الظرف لتحقيق مآرب ذاتية.