الوطن البديل ام بديل الوطن

تم نشره السبت 18 شباط / فبراير 2012 10:49 مساءً
الوطن البديل ام بديل الوطن
د.عبدالناصر العكايله

منذ مايقارب العام والوطن كغيره من الدول المجاوره والمحيطه يشهد حراكا غير مسبوق عنوانه الاكبر الاصلاح ومحاربة الفساد ومحاكمة روؤس الفاسدين، الذين عاثوا في الارض فسادا وافسادا فدمروا الوطن ومقدراته ونهبوا خيره وخيراته، ووجهوا بوصلة الوطن لفكرة الوطن البديل متخفين وراء هذه العباءة التي يعتقدون انها تلك العباءة التي ستحميهم من الوقوف امام العدالة الربانية والشعبية، ناسين لابل متناسين ان المواطن تعلم وتعلم الكثير واصبح ناقدا بصيرا وذا خبرة لاتمر عليه مخططات ومشاريع التضليل التي وصلت من الجرأة لدرجة الوقاحة والاستخفاف بعقول ابناء الوطن الخيرين.
ابناء الوطن الذين صبروا على مر وقساوة الظروف فما هانوا ولا خانوا ولائهم وانتماءهم لوطنهم الذي ربوا وتربوا في حضنه الدافيء يأكلون بقية صبرهم ويجترون قساوة الظلم قابضين على جمر محبتهم لوطنهم غير ابهين لاي مخطط يحاك ضد وطنهم ليس الا لانهم مؤمنون ان هذا الوطن اكبر واسمى من كل هذه الدسائس والمؤامرات.
قضية الوطن البديل قضية نتقاسم مدخلاتها ومخرجاتها مع اخوتنا الصامدون غرب النهر فكما حل قضيتهم العادلة مصلحة لهم فهي ايضا مصلحة اردنية عليا لمن قاسوا وعانوا مر الامرين من ظلم وازدواجية الكيل بمكيالين غير متكافئين، ولكن لماذا تتعالى الاصوات في هذا الظرف الحساس والدقيق الذي يمر به الوطن محذرة من فكرة الوطن البديل بأساليب واجراءات منها تقليص صلاحيات الملك وغيرها من الاجراءات الاخرى كالتجنيس وتفريغ الارض غرب النهر من سكانها وغيرها الكثير.
اقول ويقول معي الكثيرون ان جلالة الملك قد اكد غير مرة بطلان هذه الفكرة ووهم مجرد التفكير بها، فقد سبقت الدولة بقيادة الملك عملية الاصلاح الشامل واولها محاربة الفساد والمفسدين ولعل من يقرأ المشهد جيدا يدرك ان في محاربة الفساد كشف وتعرية للحقائق المدفونة وظهور اصحاب الاجندات الفاسدة على الملأ هم واوهامهم وافكارهم بداية من فساد ضمائرهم وانتهاءا بترويجهم لفكرة الوطن البديل،لكن الثالوث المبارك من القيادة والمواطن والوعي هو الرهانة لصد هذه الافكار والمشاريع.
لست مدافعا عن حكومة اوسياسة وانما يبدو ان مايريده هؤلاء وغيرهم ممن يمتطون الوطن ويمصون دمائه بديلا للوطن تحت اي مسمى واي ذريعة لا لشيء وانما لطمر فسادهم واجرامهم بحق الوطن والمواطنين، فمن الركوب على موجة احتجاجات المعلمين الاعزاء الى التشهير بكل شريف ونظيف الى استغلال الاعلام بصورة غير نزيهه الخ، وصولا لتشويه صورة الوطن امام كل من يفكر بالعمل والاستثمار في هذا الوطن.
ويبقى السؤال الاهم: الى متى تبقى هذه الافكار وتلك تطفو بين الفينة والاخرى كفزاعة يحتمي وراءها من يحتمي ، والى اي اتجاه ستتحرك بوصلة الوطن بعيدا عن كل هذه الترهات؟ سؤال نرجو ان لاتكون اجابته اجابة مفتوحه تحتمل كل الافكار والاتجاهات.
حمى الله الوطن من كيد الكائدين وانقذه من شرور الحاقدين.

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات