الوطن البديل ام بديل الوطن
منذ مايقارب العام والوطن كغيره من الدول المجاوره والمحيطه يشهد حراكا غير مسبوق عنوانه الاكبر الاصلاح ومحاربة الفساد ومحاكمة روؤس الفاسدين، الذين عاثوا في الارض فسادا وافسادا فدمروا الوطن ومقدراته ونهبوا خيره وخيراته، ووجهوا بوصلة الوطن لفكرة الوطن البديل متخفين وراء هذه العباءة التي يعتقدون انها تلك العباءة التي ستحميهم من الوقوف امام العدالة الربانية والشعبية، ناسين لابل متناسين ان المواطن تعلم وتعلم الكثير واصبح ناقدا بصيرا وذا خبرة لاتمر عليه مخططات ومشاريع التضليل التي وصلت من الجرأة لدرجة الوقاحة والاستخفاف بعقول ابناء الوطن الخيرين.
ابناء الوطن الذين صبروا على مر وقساوة الظروف فما هانوا ولا خانوا ولائهم وانتماءهم لوطنهم الذي ربوا وتربوا في حضنه الدافيء يأكلون بقية صبرهم ويجترون قساوة الظلم قابضين على جمر محبتهم لوطنهم غير ابهين لاي مخطط يحاك ضد وطنهم ليس الا لانهم مؤمنون ان هذا الوطن اكبر واسمى من كل هذه الدسائس والمؤامرات.
قضية الوطن البديل قضية نتقاسم مدخلاتها ومخرجاتها مع اخوتنا الصامدون غرب النهر فكما حل قضيتهم العادلة مصلحة لهم فهي ايضا مصلحة اردنية عليا لمن قاسوا وعانوا مر الامرين من ظلم وازدواجية الكيل بمكيالين غير متكافئين، ولكن لماذا تتعالى الاصوات في هذا الظرف الحساس والدقيق الذي يمر به الوطن محذرة من فكرة الوطن البديل بأساليب واجراءات منها تقليص صلاحيات الملك وغيرها من الاجراءات الاخرى كالتجنيس وتفريغ الارض غرب النهر من سكانها وغيرها الكثير.
اقول ويقول معي الكثيرون ان جلالة الملك قد اكد غير مرة بطلان هذه الفكرة ووهم مجرد التفكير بها، فقد سبقت الدولة بقيادة الملك عملية الاصلاح الشامل واولها محاربة الفساد والمفسدين ولعل من يقرأ المشهد جيدا يدرك ان في محاربة الفساد كشف وتعرية للحقائق المدفونة وظهور اصحاب الاجندات الفاسدة على الملأ هم واوهامهم وافكارهم بداية من فساد ضمائرهم وانتهاءا بترويجهم لفكرة الوطن البديل،لكن الثالوث المبارك من القيادة والمواطن والوعي هو الرهانة لصد هذه الافكار والمشاريع.
لست مدافعا عن حكومة اوسياسة وانما يبدو ان مايريده هؤلاء وغيرهم ممن يمتطون الوطن ويمصون دمائه بديلا للوطن تحت اي مسمى واي ذريعة لا لشيء وانما لطمر فسادهم واجرامهم بحق الوطن والمواطنين، فمن الركوب على موجة احتجاجات المعلمين الاعزاء الى التشهير بكل شريف ونظيف الى استغلال الاعلام بصورة غير نزيهه الخ، وصولا لتشويه صورة الوطن امام كل من يفكر بالعمل والاستثمار في هذا الوطن.
ويبقى السؤال الاهم: الى متى تبقى هذه الافكار وتلك تطفو بين الفينة والاخرى كفزاعة يحتمي وراءها من يحتمي ، والى اي اتجاه ستتحرك بوصلة الوطن بعيدا عن كل هذه الترهات؟ سؤال نرجو ان لاتكون اجابته اجابة مفتوحه تحتمل كل الافكار والاتجاهات.
حمى الله الوطن من كيد الكائدين وانقذه من شرور الحاقدين.