هيكلة كاذبة خاطئة...!!!

تم نشره الثلاثاء 28 شباط / فبراير 2012 05:55 مساءً
هيكلة كاذبة خاطئة...!!!
مأمون الساكت الجزازي


رسالة مفتوحة إلى دولة رئيس الوزراء حفظه الله وأعانه لكل خير

دولة الرئيس:
لا زال وزراؤنا في حكوماتنا المتعاقبة -الذين لا يعرفون عن أحوالنا نحن المواطنين شيئا- يمارسون علينا الكذب والدجل والتضليل، وآخر هذه الممارسات الممجوجة ما أعلن عنه مؤخرا بما سموه: "إعادة هيكلة رواتب موظفي الدولة "... بعد أن طال الانتظار لرؤية هذه الهيكلة أخيرا والتي يصدق فيها قول المثل العربي: "تمخّض الجمل فولد فأرا "....
مضى على العمل في هذه الهيكلة سنوات، وتعاقبت عليها حكومات، وهاهي الهيكلة الكاذبة الخاطئة تستثيرنا لتفاهتها وزهادتها، وأدركنا الآن اننا كنا نعيش على أوهام وأحلام وردية، انتظرنا بفارغ الصبر ما ستسفر عنه هيكلتهم، وإذا برواتبنا –نحن صغار الموظفين- لا تزيد إلا بمقدار هزيل لن يغير من واقعنا المزري وأحوالنا المعيشية السيئة شيئا!!!!

لقد سئم المواطن الأردني الوعود الكاذبة، والتي لم تعد تنطلي إلا على السذج والبسطاء، ولم يعد ينطلي علينا القول بأن أوضاعنا المالية وإمكانياتنا الاقتصادية وميزانيتنا العامة لا تسمح بأكثر من ذلك، بعد أن رأينا جيشا جرارا من الفاسدين المفسدين العابثين بمقدراتنا وأموالنا –من كبار الموظفين مدنيين وعسكريين- لم ينهبوا ملايين الدنانير فحسب بل مليارات الدنانير، فأين كانت هذه الأموال كلها؟ ولماذا لم توظف في التنمية والتصنيع؟ أولماذا لم تـنفق على المساكين والجوعى من أهل هذا البلد؟؟
وأما هذه الهيكله الهزيله؛ فالمآخذ عليها كثيرة، أكبرها أن فئة من المهيكلين من قاربت زيادتهم حوالي خمسمائة دينار، على الرغم من ارتفاع رواتبهم أصلا، بينما كانت الزيادة هزيلة تافهة ميتة لفئات أخرى من الموظفين بلغت دينارا وثلاثين قرشا أو دينارين لموظفين صغار يصدق وصف رواتبهم بأنها: "معونة وطنية هزيلة " كالتي يصرفها صندوق المعونة الوطنية، أو مساعدة شهرية كالتي تصرفها لجان الزكاة!!! بمعنى أن هذه الهيكلة الهزيلة زادت الغني غنىً وزادت الفقير فقرا، بل حتى الذين وصلت زيادتهم عشرين أو ثلاثين دينارا فإننا نعجب من فرح الحكومة على نفسها وتسويغها وتسويقها لهذه الزيادة على أنها إنجاز كبير يسجل لها!!! ...وكأن زيادة عشرة دنانيرأو عشرين أوثلاثين دينارا تحل مشاكل موظفينا اليوم، خصوصا بعد صدور إحصائيات رسمية أردنية باعتبار خط الفقر "680 " دينارا للفرد الواحد، -وفقا لما نشرته دائرة الإحصاءات العامة-، في حين تبدأ الطبقة الوسطى عند "1360 " دينارا، وتبدأ الطبقة الغنية عند "2720 " دينارا أردنيا، أليست هذه إحصائياتكم؟!! ألا تعلم الحكومة مقدار رواتبنا نحن صغار الموظفين وأنها دون خط الفقر؟.
ثم أهذه هي وعودكم بتعديل الرواتب وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين!! بدينار أودينارين أو عشرة أو عشرين دينارا، مالكم كيف تحكمون؟

ولئن ُسئلت الحكومة عن سبب تواضع هذه الزيادات الهزيلة؛ لعللوا ذلك بسبب شح موارد الدولة حينا، وقلة إمكانياتها حينا آخر، وأن الموازنة العامة للدولة لا تسمح بأكثر من ذلك، وأن البلد يمر بظروف صعبة يستدعي منا جميعا وقفة واحدة لمصلحة الوطن......إلى آخر هذه الأعذار الواهية، ونحن لا نـُقِرّ بذلك معهم؛ لأننا نعجب عندما ننظر... فنرى كيف ان الدولة تصرف الأموال الطائلة على الكماليات، والتوافه، كالمهرجانات الرخيصة، والمشاريع الخاسرة الفاسدة، وتنفق مالا حصر له على البذخ والترف لصالح كبار المسؤولين، وعلى سياراتهم الحديثة الفارهة ومصروفاتها العالية، ومصاريف مكاتبهم الفاخرة، وموائد الغذاء والعشاء الخمس نجوم التي يقيمونها، وخلوياتهم، ومكافآت حاشياتهم وسكرتيراتهم وهداياهم، وأعطياتهم، وما يُنفق على سفراتهم، ومياوماتهم، وبدلات العمل الاضافي، وغير ذلك من قائمة الامتيازات الطويلة الأخرى لكبار المسؤلين من مدنيين وعسكريين والتي تتعب وأنت تحصيها!!، فبعد كل هذه الامتيازات والمصروفات والنفقات الكبيرة الآثمة؛ كيف سيقتنع الموظف العادي أن مواردنا شحيحة؟ و إمكانياتنا ضعيفة؟ أو أن ميزانيتنا لا تسمح بأكثر من ذلك؟!
ثم يحق لنا أن نتساءل: هذه النفقات الكبيرة والمصاريف العالية والرواتب الخيالية والأعطيات والموائد والهدايا على حساب من؟ ومن جيب من؟ وهل ستزيد الشريحة الأكبر من صغار الموظفي إلا بغضا وحقدا على نظامهم وكبرائهم؟ فلمصلحة من يتم تلغيم مجتمعنا وزرع البغض والحقد بين أبنائه؟ وهل من مصلحة بلدنا أن تعمل الحكومة بهذا الغباء لتزيد أعداد المتظاهرين والمعتصمين والرافضين لسياساتها وسلوكاتها المشينة؟ فأيـن أنتم أيها الحكماء لتردوا صانع القرار إلى عقله ورشده فينصف أصحاب الرواتب المتهالكة الذين يـبدأ مسلسل الاقتراض والدَّين معهم من بداية الشهر في كل شهر؟ وإذا ما أراد الموظف منا أن يشتري لنفسه أو لأحد من أفراد عائلته بنطلونا أو قميصا اختلّ ميزان مدفوعاته الشهري، وبدأ يضرب أخماسا بأسداس!!!
فإن كنتم صادقين بوطنيتكم -أيها الكبراء- فأرونا من أنفسكم خيرا ووطنية حقيقية بالتضحية بجزء من امتيازاتكم لمصلحة الوطن، وأعلنوا ذلك على الملأ، ويكفينا نحن الشريحة الدنيا تضحية لمصلحة البلد، فهلا تنازلتم أنتم عن جزء من رواتبكم وامتيازاتكم ومصاريف مكاتبكم وأعطياتكم ومصاريف سياراتكم الفارهة للمصلحة العامة؟
أما نحن فلا نطمح ولا نطمع بالسكنى في قصر من قصور دابوق، ولا فيلا من فلل عبدون ولا نحلم إلا ببيت متواضع نملكه وبراتب متواضع يحفظ كرامتنا وماء وجهنا لا نحتاج معه للاستدانة من أول الشهر.
ونقسم بالله الذي لا إله إلا هو؛ لو أننا اقتنعنا بأن التوسعة المعيشية علينا غير ممكنة؛ لأمكننا أن نتعاون حتى الفقراء منا "فقرا مدقعا " في حل أعوص مشاكلنا الاقتصادية والمالية الكبرى حتى المديونية والعجز المالي لمصلحة بلدنا، وسنخلق ثقافة التكافل وغنى النفس والاكتفاء بالحد الأدنى من الرواتب ولا نبالي؛ بشرط أن يكون هذا عامّا علينا جميعا، ولا يختص بفئة صغار الموظفين والفقراء، لكن هذا لن يتم إلا في حال وصولنا لقناعة تامة بـأنكم سبقتمونا في هذه الفضائل بالمسارعة إلى الإيثار والتضحية لأجل عيون الوطن؛ بتنازلكم أنتم أولاً عن امتيازاتكم خدمة لتراب لبلدنا الغالي، أما أن نضحي نحن ونجوع لا لأجل الوطن ولكن لأجل بذخكم ولأجل رفاهيتكم وترفكم أنتم وعائلاتكم فهذا لن نسكت عليه البتة، ولن نرض به أبدا، اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد.... اللهم احفظ بلدنا هذا من عبث العابثين وفساد المفسدين آمنا مطمئنا.
سيدي دولة الرئيس: لقد تفاءل الناس ونحن معهم بقدومكم خيرا، وتاريخكم النظيف يشهد لكم، وأنتم الأهل لذلك، نسأل الله تعالى أن يوفقكم ويعينكم لإنصاف الصغار والضعفاء، وهل تمطرون وترزقون إلا بضعفائكم؟



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات