محاضرة حول العولمة الثقافية والهوية الوطنية في ظل ثورة الاتصال
المدينة نيوز - دعا رئيس اللجنة التأسيسية لمدينة الحسن العلمية الدكتورعادل الطويسي الى تحصين الثقافة الوطنية وحمايتها والدفاع عن هويتها الوطنية ، جاء ذلك خلال محاضرة له بعنوان ( العولمة الثقافية والهوية الوطنية في ظل ثورة الاتصال ) القاها الاربعاء في ( المؤتمر الدولي الأول لتقنيات الاتصال والتغيير الاجتماعي) الذي يعقده قسم الاعلام في جامعة الملك سعود في المملكة العربية السعودية .
وقال الطويسي ان العولمة الثقافية هي أبطأ أشكال العولمة كونها تصيب خصوصيات الشعوب والأمم ، مما يعتبر خط الدفاع الأخير لدى هذه الشعوب .
واضاف ان هناك اتجاها لدى الشعوب نحو التسارع الكبير في مجال العولمة اللغوية لصالح اللغة الانجليزية كونها أداة ثورة المعلومات والاتصالات حيث اشارت الإحصاءات أنَّ حوالي 75 بالمئة من حركة البريد الالكتروني والفاكسات في العالم ، و60 بالمئة من البرامج الإذاعية والتلفزيونية في العالم، و 90 بالمئة من حركة الانترنت تجري باللغة الانجليزية .
مبينا ان حركة العولمة بدأت ظاهريا بأهداف اقتصادية بحتة تهدف إلى إلغاء القيود الحدودية على انسياب حركة البضائع والمنتجات بين دول العالم بما في ذلك إلغاء الرسوم الجمركية ليصبح العالم قرية اقتصادية ذات لون واحد، وامتدت أذرعها خارج الإطار الاقتصادي لتطال النواحي السياسية والاجتماعية في العالم .
واشار الطويسي الى ان حركة العولمة التي تعمل على محاولة صهر ثقافات الأمم المختلفة في بوتقة واحدة، هي في الغالب بوتقة ثقافة الأقوى اقتصادياً وعسكرياً على حساب ثقافة الضعيف، كما تعمل في اتجاه اخر تدعمه منظمة اليونسكو من خلال الإعلان العالمي للتنوع الثقافي الصادر عام 2001، , فيقوم على ضرورة الاعتراف بخصوصيات كل ثقافة، واحترامها وتوفير الدعم للتابعين لتلك الثقافة للاعتزاز بمفردات ثقافتهم، وعدم محاولة إلغاء أي منها.
ودعا الى تحقيق التوازن بين المبادئ والمصالح المشروعة من جهة واستحقاقات التعامل مع الآخر من جهةٍ أخرى، والتوازن بين الخصوصية والكلية من خلال الحفاظ على التنوع الثقافي، وتقديم الجوانب التقدمية من الثقافة الوطنية عبر القنوات الوطنية الرسمية او الخاصة
بالاضافة الى ضرورة تعزيز التنوع الثقافي، ودعم الدول والمنظمات العالمية ومؤسسات المجتمع المدني التي تتفق مع هذا الاتجاه من خلال العديد من الأنشطة والفعاليات .
وبين دور الاعلام في التعريف بتنوع الثقافات وإمكانية التبادل الثقافي من خلال صناعة السينما والسياحة وترجمة الأدب والشعر والفكر اذ ان ما يثير القلق ان تعج البرامج التلفزيونية العربية بالمسلسلات الغربية وخاصة تلك التي تعكس العنف والجريمة في مضامينها أكثر مما تعكس البعد الإنساني للمجتمعات الغربية، مما يشكل مزاجا للأجيال الصاعدة من الشباب ويزيد من آلية سعيهم لتقليد الغرب أكثر من السعي للاستفادة من تجاربه الأعمق من حيث القيم الإنسانية والاجتماعية.