مع رواية الأمن العام
ضجت بعض وسائل الاعلام المحلية بقصة الطالبة إيناس مسلم التي تعرضت للطعن من مجهولين، وتم تأويل القصة لتأخذ أبعاداً سياسية وحقوقية، مع أن القضية لا تعدو كونها جريمة أرتكبها بعض الخارجين عن القانون والبلطجية.
وهنا تظهر بعض الأصوات التي حملت الأجهزة الأمنية وزر هذه الطالبة، وكان الناشط سفيان التل أبرز هذه الاصوات، اضافة الى التصريح الذي أدلى به أبراهيم نصر الله، الروائي الفلسطيني المشهور، الممهور بلغة ادبية رفيعة تخدع بعض الضحايا الرومانسيين!
بيان الأمن العام يُوضح أهتماماً بالغاً في حيثيات القضية، فمن الدقيقة الأولى لعملية الطعن، سارعت الأجهزة الأمنية في التقصي والبحث عن الاسباب والدوافع التي أدت الى طعن الطالبة إيناس، وكان لبعض وسائل الأعلام الدور المحفز في تحشيد الموقف وتحويله الى قضية سياسية.
الزميلة والطالبة والأخت إيناس ترقد في مستشفى لوزميلا في منطقة اللويبدة، ولا توجد هنالك أكبال تُصفد يداها، أو فرقة قوات خاصة تراقبها، لأنها ببساطة مجني عليها، ووقع عليها الاعتداء، والقانون بأنتظار أن يأخذ مجراه في النهاية مهما تطاولت القصة.
الناشط سفيان التل زار الفتاة في المستشفى ، ونقدر له هذه الخطوة ونعتبرها أخوية وإنسانية في آن، لكنه في الوقت نفسه تهجم على جهاز الأمن العام، وحمله من المسؤليات ما هو بريءٌ منه، مع ان القصةواضحة ولا لبس فيها، ولا علاقة بنشاط الطالبة السياسية في الجامعة وبين قصة الطعن، ولو كان ذلك كذلك ، لوجدنا من هو أبرز من إيناس معرضةً وأشدُ تطاولاً على الحكومة، تعرض لنفس الشيء، وهذا ما لم يحدث والحمدلله، لأن السياسة الناعمة والحكم الرشيد هي التي تحكم الأمور وتدير القضايا في بلدنا العزيز.
والقضية نفسها تصدق على الروائي والأديب نصر الله، ونتعجب كيف هب الأديب الفلسطيني مرة واحدة في الهجوم المبطن على الامن العام وحمله، بكل صراحة وزر هذه الفتاة، وهذه هي أول مرة يظهر فيها الأديب معارضاً لسياسة الدولة ، فمنذ بداية الحراك ولم تصدر منه أي كلمة أو بادرة تعبر عن موقفه مما يجري من حوله.
التحريض الذي مورس ضد جهاز الأمن العام لا يرقى الى مستوى عقلاني بتاتاً، لأن الأوراق مكشوفة والباب ليس موصداً كما يقال، فأجهزة الأمن تعاملت مع قضايا أخطر من الأخت إيناس ولم يحدث أي مكروه أو تنزف قطرة دم واحدة، فكيف يمكن التوفيق بين تلك الحقيقة وهذا الغِي، في زمن تطاول فيه الصغير على الكبير، وتبعَ الشعرُ قولٌ هزيل؟