عيد ميلاد الأمير الحسن الجمعة
المدينة نيوز - يصادف الجمعة عيدُ الميلاد الثاني والستون لصاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال.
وقد واصل سموه في السنة الماضية تبنيه لقضية حقوق الإنسان والدفاع عنها في سياق منظوره للقواسم العالمية المشتركة، التي تشمل الموارد البيئية والاجتماعية والفكرية والثقافية، والتي "لا يستقيم وجودنا من دونها".
حيث كرّس سموه القسم الأكبر من جهوده من أجل بناء مستقبل أفضل للشباب من خلال رؤية متكاملة للتصدي للأزمات العالمية.
وتسلم سمو الامير الحسن في أيار الماضي جائزة نيوانو الخامسة والعشرين للسلام التي منحتها إياه مؤسسة نيوانو للسلام اليابانيّة، تقديرًا "لجهوده المستمرة في بناء السلام والعدالة في الشرق الأوسط"، "ولدوره المهم في مكافحة الإجحاف بالحقوق والكراهية على نطاق المعمورة ، وعمل على بناء الجسور التي تتجاوز الحواجز السياسية والدينية، متصديًا لكل أشكال التطرف والإرهاب.
وتحدث سموه في نيويورك أمام اللجنة العمومية للأمم المتحدة عن رؤية عالمية للأمن الإنساني؛ مؤكدًا أن الخلل في التوازنات بين الأمم - بالنسبة للنمو السكاني والفقر والغذاء والموارد البشرية والطبيعية والبيئة والهجرة والطاقة والسلام والوعي الثقافي - مرتبط بقضايا محورية أمنية تمس حياتنا جميعًا، مناديا سموه بإطلاق برنامج عمل عالمي فوري كخطوة باتجاه تعديل الساحة الجيوسياسية وإعادة تنظيمها بما يحقق درجة أكبر من الوحدة العالمية.
كما منح سموه في تشرين الأول الماضي جائزة مدينة آوْغسبرْغ للسلام 2008، اعترافًا "باسهاماته في مجال الحوار بين أتباع الديانتين الإسلامية والمسيحية، وبجهوده الموصولة لتحقيق السلام بين الأمم وأتباع الديانات، وتصديه للإرهاب مهما كان أصله والتزامه بقضية التفاهم بين الديانات التوحيدية الثلاث.
والقى سموه في تشرين الثاني الماضي محاضرة الملك الحسين التذكاريّة الأولى في جامعة دَرَم البريطانية حول موضوع الحوار بين الثقافات؛ تناول فيها قضايا تتصل بالوضع الإنساني في إطار التحدي الأكبر المتمثل في إعادة بناء الاستقرار السياسي والاقتصادي عالميًا، مؤكدا أن للمبادئ الإنسانية الأساسية المتعلقة بالحياد وعدم التحيّز دورًا جوهريًا في معالجة الأزمات في العالم.
وتحدث سموه عن تأثير الأزمة المالية العالمية المستمرة على التنمية وفرص العمل والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وغيرها، وما ينجم عن ذلك من ارتفاع في عدد العاطلين عن العمل من فئة الشباب وما يترتب على ذلك من مخاطر تلحق بالتنمية الاقتصادية الإقليمية؛ مركزًا على القدرات الإنتاجية المحلية من أجل ضمان استقرار أكبر على مستوى الاقتصاد الداخلي.
وفي بداية الشهر الحالي، نادى سموه بضرورة أن يسمو الدين على السلطة السياسية في المدينة المقدسة القدس، وذلك خلال الندوة الفكرية السنوية التي نظمها منتدى الفكر العربي بعنوان "القدس في الضمير".
واقترح سموه الأسبقية المعنوية لكل الأماكن المقدسة في القدس، إذ يرى "مستقبل المدينة في أن تكون كل أماكن العبادة فيها من مساجد وكنائس وكنس مفتوحة لكل الأمم.
وخلال الشهور القليلة الماضية التي أريقت فيها دماء أهلنا في غزة وما ترتب على ذلك من آثار تهدد أي حلم بتحقيق السلام في الشرق الأوسط في المستقبل، تحدث سموه عن الأزمة الإنسانية الحادة الناجمة؛ متطلعًا إلى اليوم الذي تعيش فيه شعوب المنطقة كلها بلا عنف.
ويبقى الأمير الحسن الذي يحتفل غدا الجمعة بعيد ميلاده بصحبة أسرته الكريمة ومحبيه الكثر ملتزمًا بأخلاقيات التضامن الإنساني في السياسة العالمية.
وكان سموه وسمو الأميرة ثروت الحسن والأسرة قد احتفلوا في الصيف الماضي بالذكرى الأربعين لزواجهما.