يا بحارة السفينة النيابية
يا بحارة السفينة النيابية المُبحرة إلى ظُلُمات الرجاء الخائب,كيف تُطلقون سراح الذين "مَليَنوا "فتدفنوا ملفهم,ولا تقوموا بدفن,ولا أقول!!!
لم ألتقِ بأحمد الشقران من قبل,ولم أشاهده سوى مرتين,الأولى على إحدى القنوات الفضائية,ربما قبل أسبوعين,حين راح وبكل ما أوتي من إصرار التأكيد على أن لجنة التحقيق النيابية في ملف بيع أسهم شركة الفوسفات لا بُد وأن تتمكن من تقديم الذين "هتكوا "أحلام الأردنيين بهِبَة الله,فوسفاتهم "الملطوش " للعدالة-إن رضي من رضي,وإن أبى من أبى-!.
وها أنا أشاهدهُ للمرّة الثانية على موقع-المدينة نيوز-المُبدِع في نقل الخبر مرئياً وعاجلاً,وعيناه-أقصد- الشقران-تُمطران دمعاً صادقاً,حاراً أسفاً على الذين اعترفوا "بلطش " الفوسفات لكنهم أصروا على تبرئة الجُناة!.
هناك الكثير من الحسرةِ,والألم الذي أغرق أرواح شرفاء الوطن,جراء الدمع المسكوب,الهاطل إثر "مُنخفض نيابي في عِز آذار "!,أصاب جموع الأردنيين الحيارى!,أجل حيارى فقدوا بوصلة الرجاء,والأمل فضاعا على أيدي "بحارة "لم يتقو الله في قيادة سفينةالوطنالنيابية,فأغرقوها بوحلٍ من من مستنقعات الإستjهجان,والتساؤل,والإستنكار!.
الشعب الأردني عن بكرة أبيه يطرحُ سؤالاً وجيهاً-ما معنى أن يوافق مجلس النواب على توصية تُطالب الحكومة بالتوجه إلى القضاء المُختص لإبطال اتفاقيتي البيع,والمشاركة في خصخصة الفوسفات,في الوقت الذي يرفض فيه تقرير لجنة التحقيق النيابية المُتعلقة بهذا الملف,وبالتالي رفضهم لإحالته للقضاء؟!.
هو سؤال,أليس كذلك يا سادة وكلاء مقدّرات الأمة؟!.
"الفوسفات "يا "بحارة "السفينة النيابية,ليست تلك المناجم التي جعلت من الأردن أهم مُنتجي,و مُصدري هذه المادة,لكنه هو من خطف إبكي يا
أرواح بشر أو أرداهم مرضى حين تكلّست,وتحجّرت رئاتهم داخل أنفاق مناجمه في المدينة المنكوبة "الرصيفة "!,والتي لا زالت قصص ضحاياه ماثلة على ذاكرة الأسى حتى اللحظة!,هل وصلكم هذا,أم أن أصوات المسحوقين المعذبين في الأرض لا يمكن سماعها سوى داخل صناديق الإقتراع؟!!. مواساة ضحايا الفوسفات؟!,إني والله لأعجب!,أما "الشقران "الذي لا أعرفه,فإني أشكر دمعه الذي هطل لأنه أعاد لي إيماني بأن الدمع الأصدق هو الذي يُذرَف على الأوطان وليس على فراق حبيب أو حبيبة,أو جراء ألم لا يُحتمل!.
إبكي يا "شقران "ودعنا في حفل النَوح نتشارك,إبكِ!.