"أم كلثوم اللاتينية" ألهبت ختام مهرجان الشعر العالمي
المدينة نيوز- شاركت المغنية الشهيرة نورما غاديا في إحياء الحفلة الموسيقية الختامية لمهرجان الشعر العالمي الخامس الذي أقيم في مدينة غرنادا النيكاراغوية أخيراً، في حضور الآلاف من سكان المدينة إضافة إلى السياح وضيوف المهرجان.
في بلد تشكل الموسيقى فيه حاجة أساسية، كالطعام والشراب، لا بد من ظهور مواهب لافتة مثل هذه المطربة ذات الصوت الرخيم والقدرة الكبيرة على استخراج المشاعر الدفينة من أقصى أعماق الروح.
أنها تغني كما لو أنها تستل من الجسد المظلم ذلك الضياء النائم تحت طبقات من العتمة، لكي تشعل الروح والجسد اللذين يلفهما الحزن والبرد.
ليس اعتباطاً أن نطلق عليها لقب "أم كلثوم أميركا اللاتينية" وكل الناطقين بالإسبانية، لأنها ما أن تبدأ بالغناء حتى يبدأ الحاضرون بالتمايل وإطلاق الآهات، كما يحدث مع كثير من العرب حين يستمعون إلى "كوكب الشرق". تكمن فرادة هذه المغنية في قدرتها على أداء أكثر الألحان صعوبة بصوتها الذي يتجاوز الأوكتافين وقدرتها على استعمال ادنى الدرجات الموسيقية وأعلاها من دون صعوبات تذكر ومن دون ان تضطر إلى استخدام صوت مستعار.
قدمت نورما مع عازف الغيتار بياردو مارتينز ألحاناً غير راقصة في بعض الأغاني التي تشبه إلى حد كبير الأغاني العربية التي تبدأ بالمذهب، ومن ثم الكوبليه أو كما يحدث في المقامات حيث تبدأ الأغنية بتحرير موسيقي يتلوه المغني بالغناء.
أما الألحان فهي متعددة المقامات ومركبة إلى درجة تحتاج إلى مغنٍ موهوب للإمساك بتلابيبها والسيطرة على تدفقها الهرموني.
وكان عازف الغيتار البارع بأصابعه الذهبية يتنقل من لحن إلى آخر بقدرة واضحة، واستطاع أن يجاري صوت نورما العميق إلى درجة الامتزاج والتحليق.
وإلى العمق والرصانة في صوت نورما، فإنه يمتاز بنبرة من الشجن تضفي عليه حساً مرهفاً وشفافاً يمتلك قلوب السامعين للمرة الأولى، خصوصاً حين تنتقل من القرارات إلى الجوابات العالية، إذ يعجز مستمعوها عن مجاراتها في أغانيها التي يحفظونها عن ظهر قلب.
تغني نورما القصائد الشعرية بالإضافة إلى الكلام المكتوب باللهجة العامية، وهي تختار النصوص القوية المعبرة لأنها فنانة ملتزمة قضايا الناس البسطاء والفقراء الذين حضروا قبل ساعات من حفلتها، واستمعوا إلى الشعراء المشاركين في المهرجان الذي اختتمته هي في حفلة استمرت حتى بعد منتصف الليل. وكانت متعة الجمهور لا تضاهى صغاراً وكباراً.
غنت نورما عدداً كبيراً من الأغاني المتنوعة بين السياسة والعشق والقصائد الثورية التي تندد بالظلم والعبودية. وكان الجمهور الذي ملأ الساحة الكبيرة والشارع يطلب منها بعض الأغاني الأكثر شهرة في أميركا اللاتينية، حتى إن الكثير من الشعراء القادمين من بلدان أميركا الوسطى طلبوا منها أغاني محددة شهيرة في بلدانهم التي تزورها بين وقت وآخر لتقديم الحفلات الغنائية.