قرار الفيتو المزدوج وتعامل الارادة العربية

تم نشره الإثنين 07 أيّار / مايو 2012 05:29 مساءً
قرار الفيتو المزدوج وتعامل الارادة العربية
ابراهيم النوايسة

 ان ما يشهده العالم العربي من ثورات متسارعة ضد فساد الأنظمة العربية ما هو الى دليل واضح على نضوج العقول العربية ، وكانت بداية الصحوة العربية في تونس التي اندلعت أحداثها في 17 ديسمبر 2010 تضامنًا مع الشاب محمد البوعزيزي الذي قام بإضرام النار في جسده ،وما افرزته الثورة من استشهاد (219) وكان عدد الجرحى (94) .
 ثم انتقل فتيل الثورة الى مصر في 25 يناير2011م لتسفر عن استشهاد (872) و(7250) جريح ، وسقوط النظام المصري بتاريخ 11/شباط /2011م
 لم تستمر الثورة الليبية طويلاً بسبب تدخل حلف الناتو ،وأصدار مجلس الأمن الدولي في وقت متأخر من مساء الخميس (17 /3) بعد ثلاثة أيام من المفاوضات الشاقة قراره المنتظر بحظر الطيران في الأجواء الليبية حماية للمدنيين من قصف طائرات كتائب القذافي التي استهدفتهم بلا رحمة طيلة الأسابيع الثلاثة الماضية، وتفويض الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لاستعمال كل السبل الضرورية (بما فيها القوة العسكرية) من أجل حماية المدنيين وذلك بالتعاون الوثيق مع الأمين العام للأمم المتحدة ودول الجامعة العربية.
 وتزامت أحداث الثورة اليمنية مع الثورة المصرية ففي
 3/ 11/1911م من يوم الجمعة انطلقت شرارة الثورة اليمنية ضد النظام ، التي تمخضت بسقوط نظام علي عبدالله صالح في 25/يناير2012م وخلفت الثورة اليمنية العديد من القتلى والجرحى وكان العامل الرئيسي في سقوط النظام تدني مستوى ولاء القبائل للرئيس المخلوع .

 أما في المسألة السورية المعقدة فما زالت الثورة مشتعلة ، وقابلة للتوسع في ظل نظام حزب البعث ، وسعي الحثيث لدول الخليج العربي في تسليح المعارضة السورية خوفاً من التمدد الشيعي ، فلقدعزّزت الدول العربية في ختام اجتماعها الوزاري في القاهرة بتوجّه، مطالبة مجلس الأمن بإرسال قوّات دولية الى سورية ولا سيما من المملكة العربية السعودية التي طالبت بلسان وزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل باتّخاذ إجراءات صارمة ضد النظام السوري ودعم جماعات المعارضة العربية، ولا سيما الخليجية، الى الاعتراف بالمجلس الوطني السوري كممثّل شرعي ووحيد للشعب السوري .
وجاء ردّاً واضحاً على الـ«ڤيتو» المزدوج الظالم ضد الشعب السوري الأعزل من أجل المصالح الروسية المتشبثة بمصالحها التجارية والميركانتيلية، وخاصة منها صفقات السلاح التي ظلت تبرمها مع نظام دمشق على مدى العقود الماضية. إن الجشع الروسي القصير المدى والعديم البصيرة والرؤية هو الذي يجعل اليوم سلطات موسكو تأبى أن تربط الصلة مع الأطراف التي قد تحل محل بشار الأسد في دمشق من أجل الحفاظ على مصالحها المستقبلية.
أما الموقف الصينى، فيتوافق مع الموقف الروسي بسبب مخاوف بكين وموسكو، من احتمال ظهور انقلاب شعبى داخلى لديها على شاكلة ما يجرى فى سياق الربيع العربى.
وأن السبب الآخر أعمق بكثير، ألا وهو أن الفيتو الصينى يعبر عن رغبة بكين القوية فى الحفاظ على علاقاتها مع موسكو، إذ إن العاصمتين تريدان من خلال تقوية تحالفهما فى مجلس الأمن، إيجاد محور استراتيجى بينهما، يمكن كل واحدة منهما أن تهب لنجدة الأخرى كلما تكاثفت عليها الضغوط الغربية فى القضايا التى تؤرقها.
كما يعتبر تصريح وزير الخارجية السعودي بشكل علني في اجتماع "اصدقاء سورية " في تونس الذي جاء تأكيداً على اجتماع القاهرة ، ما هو الى دليلاً واضحاً على تأكيد النهج الخليجي العربي حيال دعم المعارضة السورية بشتى الوسائل والطرق ، كما صرح رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثان خلال زيارة إلي النرويج قال فيه إن المجتمع الدولي عليه تسليح المعارضة السورية للدفاع عن نفسها.
ودعا رئيس البرلمان العربي سالم الدقباسي الدول العربية إلى طرد السفراء السوريين المعتمدين لديها، وقطع العلاقات الدبلوماسية، ووقف أي تعاملات اقتصادية، حتى يستجيب النظام السوري لمطالب الشعب
واستنكر الدقباسي ما قال إنه "وقوف المجتمع الدولي والعالم متفرجا " إزاء العنف في سوريا الذي وصفه بأنه "جرائم في حق الإنسانية .
إن ما يدور حالياً في الأفق العربي جاء نتاج تدعيات الأزمة السورية ونظامها المستبد حيال الشعب السوري الحر الأعزل .
أما الموقف التركي من الأزمة السورية فقد صرح طيب اودغان من خلال كلمة وجهها لشعب التركي "إن من يقتل شعبه لا يمكن له أن يبقى في النظام والسلطة وأنه لا مكان للأنظمة الديكتاتورية ". تحدث ايضا عما حدث في تونس ومصر وذكّر الرئيس الأسد بضرورة أخذ الدروس من الأنظمة الأخرى وأن يلبي مطالب الشعب السوري بسرعة كبيرة.
إن الواقع المرير الذي يشهده الشعب السوري من تقتيل وتدمير وتنكيل قد فاق كل التصورات العربية والدولية .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات