الطاقة النووية ضرورة أم ترف
مع ازدياد النمو السكاني والتوسع الصناعي والخدمي في المملكة سيزداد الاستهلاك المحلي للكهرباء والمشتقات النفطية والمياه .
وبالتالي فإن الحاجة المتزايدة إلى الطاقة وحماية تآكل الموازنة جراء ارتفاع الفاتورة النفطية أسباب كافية للبحث عن وسائل تقنية متقدمة ومستقرة واقتصادية.
ومن هنا تعد الطاقة النووية من أفضل مصادر توليد الطاقة الكهربائية في العالم بعد عقود من المشاكل الفنية ويعود ذلك إلى تحسن التقنية ونظم الأمن والسلامة عبر تصاميم جديدة للمفاعلات .
ويشمل الاستخدام السلمي للعلوم النووية وتطبيقاتها التقنية المختلفة مجالات واسعة ، تمس قطاعات اقتصادية متعددة لكن مجال توليد الطاقة الكهربائية يبقى هو الأبرز.
وانتشرت المحطات النووية لتوليد الطاقة في العالم حتى وصل عددها مع مطلع عام( 2009) إلى قرابة( 442) محطة بأحجام مختلفة منتشرة في ( 44) دولة توفر قرابة 16) % ) من مصادر الطاقة الكهربائية في العالم .
وتعد فرنسا من اكبر دول العالم على الإطلاق من حيث الاعتماد على الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء بمعدل 79) % ) من حاجتها.
ومن بين الدول البارزة في استخدام الطاقة لتوليد الكهرباء بلجيكا حيث تفي بحوالي 56) % ) من حاجتها ، وروسيا البيضاء 49) %) والسويد 47) %) وكوريا الجنوبية 45) %) بينما توفر حوالي 20) % ) من حاجة كل من الولايات المتحدة وبريطانيا .
وقد شهدت هذه التقنية انخفاضًا في كلفة الإنتاج جراء زيادة الخبرة وارتفاع أسعار النفط العالمية التي حسنت الأسعار التنافسية لإنتاج الكهرباء بالطاقة النووية .
فوفق أرقام عام (2005) في الدول الصناعية كان متوسط الكيلو وات لكل ساعة من الطاقة النووية هو الأرخص( 1.72) سنتات تقريبا عشرين فلس مقارنة بحوالي (7.51) سنتات لتلك القائمة على الغاز الطبيعي، وحوالي 8.09)) سنتات تقريبا ثمانين فلس لتلك القائمة على مشتقات النفط وبطبيعة الحال تتبدل هذه الأسعار المقارنة بتبدل أسعار النفط الخام أي بمعنى أخر كلما ارتفعت أسعار النفط ستتحسن أسعار الإنتاج بالطاقة النووية.
والمحطات النووية هي الأعلى كفاءة مقارنة بمصادر توليد الطاقة الأخرى فنسبة التشغيل في المحطات النووية تصل إلى% 90) ) بينما هي أقل من%50 ) ) لمحطات النفط والغاز وأسعار وقودها النووي مستقرة عالميًا ومنخفضة نسبيًا .