الشعوب هي من تصنع الدول وتحميها
يصر البعض على اعتبار أن الشعوب العربية شعوب غبية لا تعرف من هو عدوها ممن يتربص بها الشر وبالتالي هم ينظرون إلى هذه الشعوب على أنها مجموعة من الأطفال التي لا تعرف خيرها ومصلحتها وإن الوحيد فقط الذي يدرك مصلحة تلك الشعوب إنما هي تلك الأنظمة العربية الديكتاتورية على شاكلة النظام الأسدي
فالعروبة والوطنية والمقاومة والحكمة والرشاد والوعي والحرص على الدولة في الحالة السورية سلبت من الشعب السوري وحصرت في نظام طائفي يمثل قلة القلة من الشعب السوري فهل يعقل هذا ؟ وهل يعقل بأن سقوط النظام العلوي الذي تسلط على رقاب الشعب السوري قرابة نصف قرن سيحول الشعب السوري إلى شعب معاد للمقاومة والعروبة أو يحوله إلى شعب صديق للشعب الإسرائيلي ؟ هذا ما يزعمه أبواق الأسد
إن أبواق الأسد بعد أن مجدوا الثورة المصرية ودعموها نراهم اليوم يتحدثون عن مؤامرات ضد الدول العربية وكأن الشعوب العربية مجرد خراف تقاد من قبل عملاء الموساد أو المخابرات الأمريكية فلماذا دعمتم من قبل المؤامرة ضد مصر حتى إن جاءت حسب زعمكم إلى سوريا تنصلتم من دعمها فهل هذه الحكمة السياسية ؟ ثم لماذا حكمة بشار الأسد العظيمة حسب قولكم لم تكشف التحالف القطري الأمريكي منذ البدء أم أن المال القطري كان يجعل بشار لا يرى القواعد الأمريكية في قطر ؟ ثم أين حكمة بشار عندما دعم الثورة المصرية ولم يقف ضدها لحماية الدولة المصرية من المؤامرة ؟ وأين حكمته عندما ترك لبنان يقدم إلى مجلس الأمن طلب حماية الشعب الليبي ؟ أليس هو من يجعل لبنان اليوم ينأي بنفسه عن الثورة السورية ؟
ثم أين حكمة بشار الأسد في حماية الشعب السوري من القتل إن كان من يقتل الشعب هم الجماعات المسلحة ؟ فهل القضاء على الجماعات المسلحة يكون من خلال سياسة الأرض المحروقة وهي تطهير الأرض من الجماعات المسلحة والسكان الأبرياء أيضاً فهل هكذا تحمى الشعوب ؟ إن بغداد كانت تعج بالقاعدة والمقاتلين الذين كانوا يدخلون عبر سوريا إلى الأراضي العراقية لقتل الناس لكن لم يحصل أن دمرت أحياء في بغداد أو قصفت بالدبابات والطائرات بذريعة مقاتلة الجماعات الإرهابية ؟ فهل هذه من حكمة بشار ؟
البعض يتذرع في وقوفه مع النظام الأسدي بالخوف على الدولة السورية ويغفل بأن من يعمل على هدم الدولة السورية هو بشار من خلال تحالفه مع فرس إيران ومرتزقة حسن نصر الله ومقتدى الصدر لضرب الشعب السوري والمضحك بأن بشار الذي يزعم المقاومة يضع يده بيد مقتدى الصدر وحكومة المالكي فهل أصبحت حكومة المالكي حكومة ممانعة كونها تدعم الأسد أم أن ما يحصل في الحقيقة أنه حلف طائفي شيعي – علوي يستهدف الطائفة السنية
نطمئن هؤلاء بأن الشعوب العربية ليست بخراف تقاد وأنها بدأت تنفض غبار الذل والمهانة التي كانت تعيش فيه في ظل الأنظمة القمعية وأخذت تطالب وتهتف بالحرية وهي حرية ليست منقوصة بل كاملة فالحر لا يسقط نظاماً مجرماً ليستبدله باحتلال خارجي
أن الشعوب هي من تصنع الدول وتحميها ولذلك مهما حاول بشار أو حتى الغرب من استهداف للدولة السورية فالشعب السوري سينتصر في النهاية وهو الذي سيضمن حماية الدولة وليس ذاك النظام الأسدي الذي يهتف الشعب السوري ليل نهار بأنه من قدم الجولان للإسرائيليين ولم يحرك ساكناً لاستعادتها فمن لا يحمي الأرض لا يحمي الدولة وهذا شأن عصابات الأسد فوحده الشعب السوري من سيحمي الأرض والدولة السورية ...