الازمة السورية من منظور اردني
تم نشره الأحد 18 آذار / مارس 2012 03:56 مساءً
الدكتور عمرابوزيد
يتعامل الموقف الرسمي الاردني مع الاحداث المتسارعة في سوريا بواقعية وعقلانية يجسدها من خلال بياناته وعباراته المتحفظةوالتي تسمح له بالبقاء بالمنطقة الرمادية وذلك لسببين اولهما المصالح المشتركة المتشابكة وثانيهما التهديدات التي يفرضها تطور الاحداث في الجار الشمالي على الداخل الاردني
فالنظام بالاردن يقوم بحملات اغاثة للاجئين ودعم للحالات الانسانية والدعوة المتكررة الى وقف العنف وحقن الدماء ولكنه لم يصل الى قطع العلاقات الدبلوماسية او طرد السفير وهذا الموقف يريد به النظام الاردني ان يمسك بالعصى من المنتصف ومن المرجح انه طالما استمرت الامور في سوريا على هذا المنوال وعدم وجود تغيير في موازيين القوى فان الاردن سيستمر على هذا النهج
ولكن ما هي خيارات النظام بالاردن اذا ما تغيرت الاوضاع في سوريا وما هي السيناريوهات المحتملة لهذا التغيير وما مدى جاهزية الاردن كدولة للتعامل مع هذه التغيرات
الامور في سوريا مقبلة على سيناريوهين للاحداث لا ثالث لهما
اولهما سقوط النظام وهذا الامر ليس مستبعدا ولكنه صعب بالايام او الشهور القليلة المقبلة ولكنه ان حدث سيترافق مع احداث فوضى وانفلات امني على مستوى عدد كبير من مناطق سوريا وقد تتطور الامور الى نزاعات طائفية وصراعات اثنية يمهد لها النظام لما بعد رحيله
وهذا سيؤدي الى نزوح اعداد هائلة من اللاجئين السوريين بل وحتى الفلسطينيين المقيمين في سوريا ايضا والاردن معني جدا بهذا الوضع الخطير خاصة مع خط حدود طويل نسبيا مع سوريا وقرب المدن الماهولة من بعضها البعض من الناحية الجغرافية والديمغرافية ايضا على عكس الحالة العراقية(المسافة ما بين مدينة الرطبة العراقية والرويشد الاردنية تزيد عن مائة كيلومتر اما مابين درعا السورية والرمثا الاردنية اقل من عشرة كيلومترات)
لذا فعلى الاردن والاردنيين ان يدركوا خطورة مرحلة ما بعد السيد بشار الاسد على العمق الامني لبلدهم خاصة ان سوريا ستكون مرتعا للتنظيمات الارهابية المتشددة مع افكارها التكفيرية وهذا السيناريو اسميه (سيناريو الصوملة)نسبة الى الصومال
اما السيناريو الثاني وهو الاقرب الى الواقع وهو خيار التقسيم (البلقنة نسبة الى البلقان)او دولة سوريا ضعيفة غير مسيطرة على جميع المناطق وخاصة البعيدة عن العاصمة(وقد تكون فدرالية ايضا) وهذا الخيار وارد بعد التدخل الاجنبي غير العسكري الذي سيقر مع تطورات الاحداث واستمرار القتل في سوريا ويتشابه هذا السيناريو مع سابقه بان هذه المناطق التي خارج السيطرة ستصبح ملاذا امنا للتنظيمات الارهابية وللخارجين عن القانون والمطلوبين للعدالة في كامل دول الجوار
ناهيك عن محاولات غير خافية من النظام السوري لزعزعة الامن والاستقرار بالاردن حتى يصدر المشكلة خارج حدوده وهذا الوضع تتشارك فيه لبنان معنا ايضا فهي ليست بمناى عن تصدير الازمة من قبل النظام السوري
ومن هذه المعطيات يتوجب على الاردن كنظام ان يتنبه ويتيقظ لكل المتغيرات والتطورات الخطيرة المحيطة وهناك مسؤولية ايضا على الاردنيين كشعب ومجتمع الى التنبه لما هو قادم والتيقظ لكل المحاولات لزعزعة استقرار الاردن ككيان مع مرعاة استمرار الواجب الانساني تجاه النازحين واللاجئين من الجانب السوري
فالنظام بالاردن يقوم بحملات اغاثة للاجئين ودعم للحالات الانسانية والدعوة المتكررة الى وقف العنف وحقن الدماء ولكنه لم يصل الى قطع العلاقات الدبلوماسية او طرد السفير وهذا الموقف يريد به النظام الاردني ان يمسك بالعصى من المنتصف ومن المرجح انه طالما استمرت الامور في سوريا على هذا المنوال وعدم وجود تغيير في موازيين القوى فان الاردن سيستمر على هذا النهج
ولكن ما هي خيارات النظام بالاردن اذا ما تغيرت الاوضاع في سوريا وما هي السيناريوهات المحتملة لهذا التغيير وما مدى جاهزية الاردن كدولة للتعامل مع هذه التغيرات
الامور في سوريا مقبلة على سيناريوهين للاحداث لا ثالث لهما
اولهما سقوط النظام وهذا الامر ليس مستبعدا ولكنه صعب بالايام او الشهور القليلة المقبلة ولكنه ان حدث سيترافق مع احداث فوضى وانفلات امني على مستوى عدد كبير من مناطق سوريا وقد تتطور الامور الى نزاعات طائفية وصراعات اثنية يمهد لها النظام لما بعد رحيله
وهذا سيؤدي الى نزوح اعداد هائلة من اللاجئين السوريين بل وحتى الفلسطينيين المقيمين في سوريا ايضا والاردن معني جدا بهذا الوضع الخطير خاصة مع خط حدود طويل نسبيا مع سوريا وقرب المدن الماهولة من بعضها البعض من الناحية الجغرافية والديمغرافية ايضا على عكس الحالة العراقية(المسافة ما بين مدينة الرطبة العراقية والرويشد الاردنية تزيد عن مائة كيلومتر اما مابين درعا السورية والرمثا الاردنية اقل من عشرة كيلومترات)
لذا فعلى الاردن والاردنيين ان يدركوا خطورة مرحلة ما بعد السيد بشار الاسد على العمق الامني لبلدهم خاصة ان سوريا ستكون مرتعا للتنظيمات الارهابية المتشددة مع افكارها التكفيرية وهذا السيناريو اسميه (سيناريو الصوملة)نسبة الى الصومال
اما السيناريو الثاني وهو الاقرب الى الواقع وهو خيار التقسيم (البلقنة نسبة الى البلقان)او دولة سوريا ضعيفة غير مسيطرة على جميع المناطق وخاصة البعيدة عن العاصمة(وقد تكون فدرالية ايضا) وهذا الخيار وارد بعد التدخل الاجنبي غير العسكري الذي سيقر مع تطورات الاحداث واستمرار القتل في سوريا ويتشابه هذا السيناريو مع سابقه بان هذه المناطق التي خارج السيطرة ستصبح ملاذا امنا للتنظيمات الارهابية وللخارجين عن القانون والمطلوبين للعدالة في كامل دول الجوار
ناهيك عن محاولات غير خافية من النظام السوري لزعزعة الامن والاستقرار بالاردن حتى يصدر المشكلة خارج حدوده وهذا الوضع تتشارك فيه لبنان معنا ايضا فهي ليست بمناى عن تصدير الازمة من قبل النظام السوري
ومن هذه المعطيات يتوجب على الاردن كنظام ان يتنبه ويتيقظ لكل المتغيرات والتطورات الخطيرة المحيطة وهناك مسؤولية ايضا على الاردنيين كشعب ومجتمع الى التنبه لما هو قادم والتيقظ لكل المحاولات لزعزعة استقرار الاردن ككيان مع مرعاة استمرار الواجب الانساني تجاه النازحين واللاجئين من الجانب السوري