الاتفاقية الخليجية ,,, وماذا بعد !!!
الشهر الرابع من عمر الاتفاقية الخليجية والتي وقعتها أطراف النزاع السياسي في أرض اليمن (المؤتمر وحلفاؤه – المشترك والشباب) في المملكة العربية السعودية لنزع فتيل الأزمة التي بدأت ثورة ثم تحولت لانقلاب ثم أزمة وأخيرا أصبحت فوضى ,,, الشهر الرابع انتهى من عمر الاتفاقية وبدأنا في الخامس من عمر الحكومة الائتلافية التي تم تشكيلها إثر هذه الاتفاقية وضمت جميع الأطياف بالتناصف بين المعارضة والحاكم وبرئاسة المعارضة تحت إشراف نائب الرئيس سابقا (الرئيس حاليا) ,,, الشهر الرابع والتي تلت أزمة ماحقة وخانقة وقاتلة دخلت إلى كل منزل وأسرة فهزت كيانه هزا ولم تذر شيئا إلا جعلته كالرميم ,,, وبعد ذلك وعندما وقعت الاتفاقية ظن اليمنيون واليمنيات بهؤلاء خيرا وقالوا هؤلاء منقذونا ومخرجونا مما نحن فيه فتفاءلوا خيرا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ,,, فجاءت الأمنيات كالسيول الجارفة تجتاح عقول وقلوب كل مواطن يمني في الشرق والغرب والشمال والجنوب والبقاع والسهول والجبال وخاصة في مربع عمليات من يطلقون على أنفسهم سفها بغير علم (ثوارا) مربع الجامعة في صنعاء العاصمة ,,, فمنهم من ظن أنه سيستنشق هواءً نقيا وينام نوما مريحا بعيدا عن ضوضاء المتجمهرين في حاراتهم ونطاق حياتهم وعملهم ,,, ومنهم من ظن أنه سيستطيع وبكل يسر وسهولة العودة إلى منازل هجرتها عصابات آل الأحمر في منطقة الحصبة وحشروها في مواجهات مسلحة مع الدولة آتت أكلها فلم تبق ولم تذر ,,, ومنهم من ظن أن العواصم اليمنية ستصبح خالية تماما من كل ذي حامل سلاح ,,, ومنهم من ظن أن الهدوء المجتمعي والفكري والديني والقبلي والإعلامي سيكون سمة الفترة القادمة استعدادا لترميم جراح أزمة 2011م لنعيش في هذا الوطن الكبير ,,, ومنهم من ظن أن هؤلاء الوزراء الذي جاءوا على دماء شباب وخراب بيوت وتدهور أخلاقي واقتصادي وسياسي سيكونون ملائكة رحمة سيخرجونهم من ظلمات 2011ومن ضيق الحال إلى نور 2012 و فسحة الحياة مقترنين بذلك بالآمال ,,,ومنهم من ظن أن هؤلاء الوزراء سيجعلون من يتامى وأرامل وثكالى وكهولة أناس قدموا حياتهم (جهلا أو خطئا أو حفاظا وسلامة على الوطن) سيكونون ضمن أولويات الاهتمامات بهم ,,, ومنهم من ظن أن الظلام الفكري الذي عشش في رؤوس صناع الفتن ونقلوه إلى مناصريهم سيشعشع من خلال نور وكهرباء أنهكت كوابلها وأبراجها أحقاد القلوب والصدور ,,, ومنهم من ظن وظن حتى يأس الظن من ظنونهم وظن فيهم ظن السوء ,,, ولكن لم يحدث من هذا شيء على الإطلاق بل زاد الأمر سوءا في جوانب عديدة بعد أن هدأت الأحداث في جانب آخر (هدوء مربوط بالحذر الشديد ) ,,, فالساحات خاصة أم الساحات في جامعة صنعاء (رغم أنه شارع ولكن مجازا يطلق عليه ساحة) مازالت مكتظة بكل شيء بل أن خيامها تحولت إلى مباني مشيدة متجذرة للأعماق ومرتفعة للأعالي حتى أصبحت تلك المنطقة موطن من لا موطن له وزاد العويل والصياح والنباح فيها والرقص والطرب والغناء ليلا ونهار ,,, سرا وجهارا ,,, فاختلطت أوراق الطقس عندهم فلا الشمس أصبحت سراجا ولا القمر مازالت نورا ,,, وتلاشت قوانين الفيزياء حتى أصبح المطر لا بلل فيه والحر لا تأثير عليه ,,, والأخطر من هذا كله تبعثرت تعاليم خير الخلق أجمع صلى الله عليه وآله وسلم في قضايا كثيرة وعديدة ولم يعد لها محلا في قلوب وعقول ونفوس مرتاعي الساحة ,,, وزاد الضيق ضيقا بمن يسكن هذه المنطقة والأطفال رعبا والنساء ذلا وخوفا والتجارة كسدت في تلك الأحياء فزاد الفقير فقرا وزادت البطالة رقما وزادت مجاعة جوعا ,,, وكل هؤلاء مازالوا يتراقصون على مضي أيام وأشهر وسنين من أعمارهم دون أن يدركون أنها محسوبة عليهم وكل لحظة من لحظاتهم {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ }التكاثر8 ,,, المتارس المنتشرة في العاصمة صنعاء مازالت كما هي ولا ينقص رونقها وجمالها إلا تغيير لونها بطلاء يضفي عليها شرعية دستورية أو حتى ثورية مناسبة لها والقبايل الذين كانوا مدفونين في مقابر عائلة الأحمر في قريته بعثوا من جديد والبركة والخير والنمو والتطور سيكون بأيديهم وببركاتهم ,,, الكهرباء وأبراج الكهرباء والتي تشدق بها المتشدقون في قنواتهم وإعلامهم ومجالسهم واستراحاتهم متهمين الجيش والأمن والحرس الجمهوري بأنه وراء تفجيرات الكهرباء تحت مسمى (عقاب جماعي للشعب ) وبعد أن أصبحت الوزارة تحت إدارة هؤلاء المتشدقون وعلموا علم اليقين أنهم مرتزقة من القبايل سلموا الأمر ويئسوا وكأن شيء لم يحدث وتناسى الجميع اتهامات الماضي للجيش والحرس الجمهوري وغير ذلك ومازال الشعب يعيش في ظلام دامس بل أن موضوع تفجير الأبراج الكهربائية أصبحت حجة في يد الحكومة عندما تريد أن تفصل التيار الكهربائي في أي زمان أو توقيت أو مكان تصدر بيانا تصرح فيه بما كانت تصرح به الحكومة السابقة ,,, 4 أشهر مضت من عمر الحكومة ولم يتغير فيها إلا زيادة عدد الجمعيات الإخوانية التي تصدرت لائحة العمل الحكومي ودعمها بملايين الريالات تحت حجة دعم الثوار وذويهم وغير ذلك من حقائق خفية ,,, مضت هذه المدة وتغير تغير جذري في معدل أرصدة الوزراء البنكية وتغير شكل منازلهم ومواقعها وزاد مع ذلك زياراتهم وسفرياتهم كما قال شاعر اليمن المرحوم البردوني في وصف هؤلاء الذين وجدوا كنز قارون من خلال هذه المناصب (( شرّقت غرّبت من والٍ إلى ملكٍ ,,, يعوزك الفقر أو يقتادك الطلب )) تحت مسمى دعم اليمن السعيد الذي لم يعد سعيدا !!
- وهكذا مازالت مآسي اليمن في أول ربع من عام 2012م كما هي منذ أن كانت في 2011م (عام الحزن والضيق والشدة ) ولم تستطيع هذه الحكومة أن تنفذ ولو جزء بسيط من اتفاقية الخليج باستثناء البنود التي كانت تخص الحزب الحاكم والرئيس السابق لليمن علي عبدالله صالح (كونها الطرف التي تهتم بالمواطن والوطن وأمنه واستقراره وليس لها أي أجندات خارجية أو داخلية وتتبع المواطن ولا تتبع أي رموز أو أفكار خارجية ) مما يعطي المواطن طابع ومؤشر خطير بأن هذه الحكومة لم تعطي المواطن إلا وعود مغلفة بدموع رئيسها الضعيف جدا والذي وضعه أخوان اليمن في هذا المنصب لكي يستطيعون أن يلتهموا اليمن وما فيها بصفة غير مباشرة بعد أن قدموا هذه الدمية فداء للشعب ولفسادهم المستقبلي والذي سأتكلم عن هذه الجزئية في مقال قادم إن شاء الله ,,, فيا ليت قومي يعلمون أن هؤلاء الوزراء (خاصة وزراء اللقاء المشترك) قد اقسموا اليمين الحميدية عند سيدهم حميد قبل أن يقسموا اليمين الدستورية عند رئيس الجمهورية بأن يكون حميد وشركاته وكل شيء مسخرا له برا وبحرا وجوا ,,, والشعب الذي تشدق بالحديث عنه ليس له محلا في الاهتمام فمن ليس فيه خيرا لأهله لا خير فيه لغيره وهكذا تستمر المعاناة !!! إذا لم تقدم الحكومة استقالتها كونها ضعيفة وفاشلة فماذا سيجد الشعب بعد ذلك !!!