الإسلاميون يختطفون

تم نشره الأربعاء 28 آذار / مارس 2012 04:38 مساءً
الإسلاميون يختطفون
محمد بدر
  منذ انطلاق ما سمي بالربيع العربي وعند ظهور بوادر نجاحه ، بدأنا نسمع جملة تتردد من أطراف عدّة فحواها أن ما حدث تصب نتائجه لمصلحة الإسلاميين وأنّهم سيقطفون ثمار ما لم يُشاركوا في زراعته .
قيل هذا عند ظهور نتائج الانتخابات في تونس وفوز الإسلاميين بنسبة كبيرة وتشكيلهم لأول حكومة بعد الثورة . وسمعنا نفس المعزوفة في مصر ، ويخشى قائلوها أن يكون مآل الثورة الليبية في أحضان الإسلاميين ، ولعل هذه النتيجة هو ما يجعل الغرب يتردد في اتخاذ موقف واضح مما يحدث في سوريا إضافة لأسباب أخرى خاصة .
وحتى لا يكون فهمنا للمصطلحات كفهم مذيعة التلفزيون الليبي في عهد القذافي وهي تُعلّق على قرار مجلس الأمن الذي ( تبنّى ) قرارا بحظر الطيران فوق ليبيا قائلة بأن الإسلام يُحرّم ( التّبنّي )!!! . فالاختطاف يعني السرقة عُنوة . فهم بذلك يكونون قد سرقوا جهد غيرهم ، وأن ما حصّلوه كان دون وجه حق .
وللحصول على إجابات منطقية فإنني سأطرح مجموعة من التساؤلات يمكن بعدها الوصول لإجابة سيرفضها البعض قطعا لأنهم من أتباع عنزة ولو طارت أو جمل ولو طار .
هل صحيح بأن الإسلاميين لم يُشاركوا في الأحداث ، وان شاركوا فان مشاركتهم كانت محدودة ، ولم يكن لهم تأثير يُذكر في إحداث التّغيير . وأنهم كانوا في بيوتهم حتى اقتربت النتيجة وحان موعد جني الأرباح والمغانم عندها ظهروا فجأة بكامل لياقتهم وقوتهم للحصول على المكاسب . إن الجواب عند المنصفين ممن شاركوا ، فهؤلاء يؤكدون بأن مشاركة الإسلاميين كانت فاعلة وحاسمة منذ البداية ولولاهم بعد مشيئة الله ما كانت النتائج على ما كانت عليه . فهم يعترفون بالدور الذي قاموا به في موقعة الجمل خلال الثورة المصرية ، وفي حماية الميادين وعدد الشهداء شاهد على ذلك . كما أن هذه الثورات كان لها مقدمات وارها صات سابقة دفع فيها الإسلاميون أثمانا باهظة من القتل والسجن والتعذيب والنفي حتى وصلت الأمور إلى نقطة اللاعودة ووصل الناس إلى ضرورة حدوث التغيير .فكان أيّ حدث سيكون القشّة التي ستقصم ظهر البعير .
إن الإسلاميين جزء من نسيج المجتمع ، ومن حقهم الوصول للسلطة بمختلف مستوياتها إن اختارهم الشعب عبر انتخابات حرّة ودون تأثير . ووصولهم يعني اختيار الناس لهم ورضاهم عن برامجهم واعترافا بكفاءتهم وقدراتهم . أما من يتهمهم بالاختطاف فهؤلاء لم يرتضوا الخيار الديمقراطي ، أو هم مع هذا الخيار إن كان في صالحهم وحملهم إلى السلطة وإلا اتهموا منافسيهم تهما مختلفة أقلها أنهم يختطفون إرادة الشعب . وعاشت الديمقراطية !!


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات