"يوم الأرض " هذا العام

تم نشره الإثنين 02nd نيسان / أبريل 2012 05:34 مساءً
"يوم الأرض " هذا العام
حماده فراعنه

 

سُجل يوم الأرض هذا العام، على أنه يوم مميز، مقارنةً مع العديد من أيامه المجيدة الخالدة من تاريخ نضال الشعب العربي الفلسطيني، طوال 36 عاماً الماضية في مواجهة الصهيونية والتمييز والعنصرية والإبعاد، وضد الاحتلال ومشروعه الاستعماري التوسعي.

فقد حلّ هذا العام في ظل الربيع العربي ومواصلة حراكاته الشعبية، وانتصار بعض محطاته الكفاحية، وبدء الانتقال العربي إلى عصر الانتخابات، والإقرار بنتائج صناديق الاقتراع، على أمل الوصول إلى معايير وقيم تداول السلطة، كما حل هذا العام في ظل انسداد أفق التسوية السياسية مع الإسرائيليين، والاتفاق الفلسطيني على أهمية الانحياز إلى خيار الانتفاضة المدنية كأسلوب كفاحي شعبي، وأخيراً في ظل مبادرات إسرائيلية ذات طابع هجومي في تكثيف الاستيطان والتوسع والتهويد، وقوانين عنصرية شرعتها الكنيست وطالبت لجنة مكافحة التمييز في الأمم المتحدة من الحكومة الإسرائيلية بالتراجع عنها وإلغائها (27/ آذار/ 2012) .

تميز يوم الأرض هذا العام، بالاتساع والشمولية، وسجلت فعالياته الظواهر الآتية:
أولاً: شملت فعالياته المكونات الفلسطينية الثلاثة:

1- بدءاً من أصحاب يوم الأرض عام 1976، والذين دفعوا ثمن تخليد هذا اليوم في التاريخ، وهم أبناء مناطق 1948، أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، الذين أوفوا باستمرار تكرار المشهد الاحتفالي تقديراً لأرواح الشهداء الذين سقطوا يوم الأرض في سخنين وعرابة ودير حنا، وتعبيراً عن تمسكهم بأرضهم وحقوقهم، وانحيازاً لمواصلة نضالهم المدني الديمقراطي المتصاعد ضد التمييز والإجحاف والإهمال الذي تمارسه الدولة العبرية ضدهم، وفي سبيل نيل المساواة كاملة لهم أسوة باليهود الإسرائيليين.

لقد نجح التأثير الأميركي في شطب قرار الأمم المتحدة المتضمن مساواة الصهيونية بالعنصرية، ولكن حكومات إسرائيل المتعاقبة فشلت في تقديم سلوك غير عنصري يؤكد ماهية شطب القرار، بل قدمت نماذج من السلوك العنصري ما يدلل على خياراتها ومضمونها انعكاساً لصحة القرار الذي سبق أن اتخذته الأمم المتحدة بمساواة الصهيونية بالعنصرية.

ويوم الأرض، هو أبرز احتجاج مدني سلمي ديمقراطي من قبل الوسط العربي الفلسطيني في إسرائيل، ضد سلوك الدولة العبرية العنصري ضد المواطنين العرب الفلسطينيين في إسرائيل.

2- شملت الفعاليات، بشكل بارز، أبناء مناطق 1967، أبناء الضفة والقدس والقطاع، تعبيراً عن تمسكهم بالنضال المدني في رفض الاحتلال، وفي تماثل وامتداد المعاناة المشتركة لطرفي الشعب العربي الفلسطيني في منطقتي الاحتلال عام 1948 وعام 1967، ونضالهم المشترك ضد العدو الواحد، الذي يمارس التمييز والاضطهاد القومي في مناطق 48، ويمارس الاحتلال والاستيطان والتهويد في مناطق 67، ولذلك يتكامل النضال بين الفلسطينيين على أرض الوطن، من أجل المساواة في مناطق 48 ومن أجل الاستقلال لمناطق 67.

3- شملت الفعاليات كذلك، أبناء الشتات والمنافي عبر سلسلة من الأنشطة في لبنان وسورية والأردن تأكيداً وتظهيراً لتمسك اللاجئين بحق العودة، وتمسكهم بحق استعادة ممتلكاتهم المصادرة من قبل الدولة العبرية وفق القرار الدولي 194.

ثانياً: لقد ظهر واضحاً مشاركة أكبر وأهم وأقوى حركة سياسية عربية عابرة للحدود هي حركة الإخوان المسلمين بفروعها المحلية المتعددة في هذا الاحتفال التضامني مع الشعب العربي الفلسطيني، وهو نشاط لم تكن تؤمن به وكانت تستنكف عنه وتترفع طوال السنوات الـ 36 الماضية عنه، ولكن تطور الأحداث ورسوخ النضال الفلسطيني، دفع حركة الإخوان المسلمين إلى المشاركة البارزة في هذا اليوم، إلى الحد الذي يمكن وصفها بأنها قائدته وصانعة أحداثه، وذلك من خلال التكيف معه والعمل على إدارته وجذب أضوائه ومحاولات تشييخ بعض الشخصيات فوق منابره وفعالياته، وخطف قيادته من أصحاب تراثه الكفاحي من القوى الوطنية والقومية واليسارية الفلسطينية سواء في مناطق 48 أو 67.

ثالثاً: اتساع حركة التضامن الدولي مع عدالة المطالب الفلسطينية، مما يؤكد تعاظمها وأهميتها في دعم النضال الفلسطيني وإسناده في مواجهة التفوق الإسرائيلي ونفوذه الدولي، وانحيازه للسياسة الواقعية التي تمارسها القيادة الفلسطينية، سواء في مناطق 48 عبر لجنة المتابعة العليا للوسط العربي الفلسطيني، أو من خلال الائتلاف الوطني السياسي الذي يقود منظمة التحرير والذي يمثل التيارات الثلاثة: الوطنية والقومية واليسارية، والقطاع الأوسع من الشخصيات المستقلة المهنية والاجتماعية والاقتصادية وممثلي الرأي العام الفلسطيني.

 

 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات