لماذا إغتيال وزارة التنمية الاجتماعية ؟
قال تعالي (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) ، لقد هالني وانا أرى في عيون موظفي وزارة التنمية الاجتماعية نظرة الحزن والأستغراب ، نتيجة الهجمة الشرشة والغير مبرره من اقلام سخرت مدادها للنيل من انجازات وتضحيات موظفي وزارة التنمية الاجتماعية ومن وزيرتهم معالي السيدة نسرين بركات .
ولما كانت الأقلام الحرة والموضوعية لا تكون الا في موقف تنتقد فيه أعمالاً أوافعالاً لمؤسسات او أشخاص بهدف التصحيح لا التجريح او ظاهرة او سلوك في المجتمع ، أو تكون تلك الاقلام في موقف يدافع أويثنى على افعال أوعمال لمؤسسات او اشخاص او ظاهرة او سلوك في المجتمع بهدف تحفيزهم على بذل مزيدا من العطاء ، فإنني أجد نفسي مضطراً ان استل قلمي من غمدة للدافع عن وزارة التنمية الاجتماعية وزيراً وموظفين حتى لا تغتالهم اقلام مدادها السواد لا يدفعها الى التطرف سوى إعتبارات شخصية ، فأعمى الحقد بصيرتها ونطق لسانها زوراً وبهتاناً .
الا يعلم أصحاب تلك الاقلام أن (2600) موظف كادر وزارة التنمية الاجتماعية يخدمون اكثر من (87000) الف اسرة و(18000) حالة معنفه ولا يقل (400) حضانة و(1500) جمعية غير مئات الايتام والاسر المفككة والاحداث وذوي الاحتياجات الخاصة ، كل تلك الفئات المستهدفة يخدمهم موظفين تناسوا ظروفهم المعيشية الصعبة فهم يتألمون ويعانون من الظروف الاقتصادية الصعبة كما يعاني منها باقي افراد المجتمع ، ولكن نيل رضى الله عز وجل ومن ثم خدمة الوطن والمواطن جعلهم يكبرون فوق ظروفهم الصعبة .
أستغرب ان تتناسى تلك الاقلام السوداء باقي هموم الوطن ، وتتناسى القضايا المتعلقة بالوزارات الاخرى ، لتصب حقدها على وزير التنمية الأجتماعية معالي السيدة نسرين بركات التي هي قبل كل شىء إم وانسان قبل أن تكون وزيراً ، فيُعاب عليها ان تتنقل بحافلة صغيرة هي ومسؤولي الوزارة اثناء الجولات الميدانية ، بغرض توفير المصاريف أيعاب عليها هذا التصرف النبيل وكأن اصحاب تلك الأقلام الغير نبيله يعلمون صرائر القلوب فحاشى أن يعلم النوايا غير خالقها عز وجل .
إن وزيرالتنمية الأجتماعية وزيراً على وزارة تتعامل مع الانسان لا وزارة لا يهمها سوى الأرقام ، فهو ليس كأي وزير أخر ولا الفئات التي يخدمها كالفئات التي تراجع الوزارات الاخرى ، فالقضايا التي تتعامل معها وزارة التنمية تحتاج الى خصوصية ، فقد يراجع سائلاً لمعونة أو امرأة معنفه لا ترغب في الحديث عن قصتها في حضور أخرين ، لذا كان رجل الأمن المتواجد في الطابق الذي يوجد فيه مكتب الوزير بهدف المساعدة في تنظيم الأمور للأعداد الهائلة التي تراجع مكتب الوزير لا لحجب الناس ، وهل مطلوب من الوزير أن يقابل (87000) أسرة والآلف من المراجعين والكثير منهم لاحق له في طلبه، علماً أن هنالك تفويض للصلاحيات للمدراء في الميدان .
والسؤال إلى تلك الأقلام هل تكفي (85) مليون دينار لصندوق المعونة الوطنية و(30) مليون دينار لوزارة التنمية الاجتماعية ، أن تلبي احتياجات لا يقل عن اربعمائة الف مواطن، لذا كان على عاتق الوزارة والوزير أن تصل الخدمة والمعونة لمن يستحقها، وكم من قصص جاء فيها أشخاص يبكينا مظهرهم ولكن بعد التحقق وجد أنهم يملكون أموالاً وعقارات تكفي إرادتها لتسديد التزامات عشرات الأسر، فلا يمكن لوزير التنمية الاجتماعية أن يرفض طلباً لمستحق والشواهد على ذلك كثيرة ، ولما كان الدال على الخير كفاعلة فيُتمنى على هذه الاقلام الناقدة أن تكتب عن تلك الأسر المحتاجة والتي لم تصلها خدمات وزارة التنمية الاجتماعية لكي تتحقق من ذلك فإن كانت تستحق المعونة ستجد أيادي وقلوب موظفي الوزارة معهم .
ولقد أولت وزارة التنمية الاجتماعية ملف الأيتام وخاصة الذين تخرجوا من مؤسساتها كل الرعاية ، فقد حرصت السيدة نسرين بركات على دراسة وتقيم وضعهم ، وسيروا قريباً جداً ان شاء الله مزيداً من الخدمات التي تقدم لهم ، ومنها الرعاية الطبية حيث كافحت من أجل تأمينهم صحياً وعقدت عدة لقاءات مع المسؤولين في وزارة الصحة / مديرية التأمين الصحي وخاطبت جهات مختلفة من أجل تأمين الأيتام وأسرهم صحياً بالرغم من الظروف الصعبة للموازنة العامة للدولة .
كما خاطبت وزارة التنمية الأجتماعية جهات متخصصة ومنها صندوق الأمان لمستقبل الأيتام الشريك الاستراتيجي لوزارة لوزارة التنمية الأجتماعية المنحة من أجل دراسة كيفية تدريب الأيتام وتأهيلهم اكاديمياً ومهنياً وتوفير فرص عمل لهم ، ولا أريد الخوض في التفصيل لأن من يسعى لرضى الله عز وجل ومن ثم خدمة الوطن لا يبحث عن بهرجة إعلامية.
إلى كل الزملاء الذين جيروا أقلامهم للدفاع عن الوطن ان يتكاتفوا من أجل استنهاض همم مؤسسات المجتمع المدني ورجال المال والأعمال وكافة مؤسسات الوطن وأفراد المجتمع ، من اجل أن يتضامنوا مع وزارة التنمية الاجتماعية لخدمة أبنائنا الذين يعانون أكثر من غيرهم من ظروف إقتصادية واجتماعية صعبة ، لأن طائر الوطن لن يحلق في سماء العطاء والمحبة بجناح واحد فكلنا شركاء في خدمة الوطن .
كما يتوجب علينا جميعاً ان ندرس ونحلل ونكتب عن الظواهر السلبية التي تجتاح بيئتنا ، فعلى وسائل الاعلام التركيزعلى تلك الظواهر وعلى سُبل مكافحتنا لها لا أن نقزم الأمور بأن نجعل أقلامنا حبيسة الحقد والشخصنة والأفتراء كإدعاء أن وزير التنمية الأجتماعية عين موظفة براتب (4000 ) دينار وهو لا يمت للحقيقة بشئ ، فالحقيقة والمصداقية يجب أن تكون مطلب الأقلام الشريفة .
حمى الله الأردن وشعبه وجعله واحة أمن وآمان .