رسالة تكشف الفضائع في المعتقلات العراقية خلال عهد المالكي ( رسالة )
المدينة نيوز – وجه بديع العارف رسالة الى رئيس الوزراء العراقي نور المالكي حول ما يجري في المعتقلات العراقية وتاليا نص الرسالة حرفيا :
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة الى السيد رئيس الوزراء المحترم
اتوجه برسالتي هذه الى جانبكم الكريم بصفتكم وزيرا للداخلية..
سيادة الرئيس..
غني عن القول ان مهنة المحاماة انما تكتسب شرفها ونبلها من مساعدة القضاء في احقاق الحق.وردع الباطل ورفع الحيف عمن ظلم ..ويشهد الله ان من هذا الفهم دون سواه ارفع رسالتي هذه اليكم بعد ان اصبح الامر يتعلق بالسلطة التنفيذية التي تترأسونها وليس لدى القضاء الذي اصبح عاجزا في احايين كثيرة من احقاق العدل ليس ظلما منهم انما تعرض عليهم اعترافات تأخذ بأساليب يندى لها الجبين باساليب غير قانونية تخفى على بعضهم .. ما اعرضه على سيادتكم اتمنى ان تعتبروه تدخلا في امر القضاء لامن بعيد ولامن قريب حيث اصبح عاجزا في احقاق العدل بسبب الممارسات الخطيرة التي تقوم بها بعض اجهزة وزارة الداخلية(ليس كلها بل بعضها ....)
القضية سيادة الرئيس .... وجدت نفسي عاجزا عن القيام بمهمتي الانسانية والقانونية بعد ان خرج الامر من يد القضاء فوجدت لزاما علي ومضطرا ان اتوجه اليكم (رغم اختلافي السياسي والفكري معكم دولة الرئيس ) حيث ان مهمة المحاماة.. تتطلب ان كان هناك ظلم فاحش وخطير ان تقوم بعملها المهني والانساني الذي تقتضيه شرف المهنة.. فمهنة المحاماة.. وبعد ان اصبحت عاجزة في احيان كثيرة.................. القضية دولة الرئيس .
عام2009 تم اعتقال احد عشر شخصا هم1-علي عبد السادة كاطع2-مصطفى محمد عباس3-عاصم مازن حسين4-صدام حسين عباس5-فراس عبد الله فهمي6-اسحاق محمد عباس7-سالم عبد جاسم8-كيلان كامل علي9-عبد القادر ناجي حسين10-حامد خضير ثويني11-مسار علي سلمان
وقد تعرض هؤلاء الفتية لابشع انواع التعذيب الجسدي والنفسي وانتزعت منهم الاجهزة التحقيقة اعترافات تفيد بقيامهم بتفجيرات احداث الاربعاء الدامي التي طالت وزارتي المالية والخارجية هذه الاعترافات التي ادلى بها هؤلاء الفتية تحت التعذيب الرهيب هم ابرياء منها كل البراءة فالموضوع يتعلق فقط بان هذه الاجهزة التحقيقة تريد فقط وتحاول ارضاءك دولة الرئيس ولتبين مدى فاعليتها اضافة الى محاولة الحصول على ترقيات واكراميات مالية من لدنكم وقد تم اصدار احكام الاعدام بحقهم وصدقت هذه الاحكام.. ولم يحضر اي محام عنهم سوى محامون منتدبون عنهم
ويشاء القدر ان يظهر الحق.. فقد تم القاء القبض قبل اشهر على المتهم مناف عبد الرحيم الراوي ومجموعته واعترفوا من على شاشات القنوات الفضائية وامام اجهزة القضاء بأنهم هم من قاموا بعملية الاربعاء الدامي التي طالت وزارتي الخارجية والمالية... ولم يقف الامر عند هذا الحد سيادة رئيس الوزراء
اذ تم قبل ايام القاء القبض على المتهم ابراهيم عبد القادر علي عكيج الساكن بغداد الدورة والمكنى سيد مالك الذي اعترف هو الاخر بأنه المسوؤل الوحيد عن تفجير وزارة المالية ومن حقنا ان نتسائل وانتم قبلي من الجاني الحقيقي في هذه القضية ام ان الاجهزة التحقيقية لم تصل الى الفاعلين الاصلين
.. سيادة رئيس دولة القانون.. اضع هذا الامر بين ايديكم هذه الوقائع لتستدلوا الى ان مئات لابل الاف الابرياء قد ادينوا دون وجه حق وتم تنفيذ احكام اعدام بأبرياء وبالصدفه المحض التي جعلتهم غير قادرين على الدفاع عن انفسهم وتقديم البينة على برائتهم ليدانوا عن جريمة لم يرتكبوها ليس اسنادا الى ادعائهم وحسب وانما استنادا لكل وقائع القضية التي اتمنى ان تكون بين ايديكم وبين ايدي القضاء الذي اصبح في احيانا كثيرة عاجزا عن احقاق العدل ليس عن قصد او سوء نيه.. انما اصبحوا اسرى لاعترافات منتزعة بأقسى انواع التعذيب الوحشي جعلتهم يصدرون احكاما جائرة وغير صحيحة معتقدين بأن هذه الاعترافات قد اخذت بشكل قانوني سليم معتبرين تصديقها من قبل بعض قضاة التحقيق كحجة ادانة ودون التعمق مع الاسف الشديد بكيفية انتزاع هذه الاعترافات..
دولة رئيس الوزراء.هذا مختصر اتمنى ان يكون وافيا لما يجري داخل المعتقلات وسأعرض لكم لاحقا مناشدات خطية محفوظة لدي تثبت لسيادتكم ان معظم الاعترافات التي تنتزع من المعتقلين هي اعترافات غير صحيحة يراد منها ارضائكم طمعا بمناصب ومنح مالية وسأقدم لكم رسائل خطية من هؤلاء المعتقلين الذين اجبر البعض منهم على سبيل المثال لا الحصر على الاعتراف بقيامه بجريمة قتل اولاد النائب السيد مثال الالوسي وهم يؤكدون ويقسمون بأنهم ابرياء من هذا الفعل الذي اجبروا على الاعتراف عليه ولدي بعض الوثائق الخطية التي تدعم ما اوضحته اعلاه..
اني هنا ارجو عدلكم وانصافكم واتمنى انها متوفران, حيث اني من موقع المسؤولية الانسانية والقانونية ومن موقعي كمواطن اجد نفسي فخورا بالقضاة العراقيين لانهم جزء من قضاء كان يعتبر احد مظاهر هذه البلاد وسمة من سمات حضارتها العريقة... لكن هذا القضاء قد يقف عاجزا في احيان كثيرة عن تحري الحقيقة عند اصدار قراره العادل بسبب عجزه عن اكتشاف مايحدث داخل المعتقلات.
حياة هؤلاء الفتية الابرياء بين ايديكم
بأنتظار قراركم.. احييكم بأحترام..
المحامي
بديع عارف عزت
بغداد
