النائب العتوم يكتب : تحزيب الشعب ام الشعب المحزب

تم نشره السبت 07 نيسان / أبريل 2012 11:00 مساءً
النائب العتوم يكتب : تحزيب الشعب ام الشعب المحزب

المدينة نيوز - خاص - كتب النائب احمد العتوم :- الخطوات التي نحن مقبلون عليها بفضل عبقرية حكومتنا الرشيدة كمن يمشي على شارع معبد يفصله نهر ويظن السائر ان الطريق مكتملة حتى اذا ما وصل الماء ادرك انه هالك لا محالة فلا هو يجيد السباحة ليقطع النهر فيغرق ولا هو قادر للعودة الى الوراء فيهلك .
حالنا في الاردن تماما كحال هذا الشارع المازوم ، فالشارع الديموقراطي ملئ بالمطبات والحفر ولا يخلو من المسامير الكفيلة ببنشرة كل مركبة تسير عليه ، فالقانون القادم والذي سيرى النور في غضون ايام يحمل في طياته اصواتا للناخبين منها للمستقلين واخرى للقوائم النسبية .
انا اسال واتساءل كم هو عمر احزابنا التي من شانها ان تنافس على القوائم النسبية او المستقلة وهل يجرؤ حزب على طرح قائمة له باسمه ليخوض غمار الانتخابات على اساسها ، باستثناء حزب جبهة العمل الاسلامي الذي يقوم في مجتمعنا على دعامتين اولاهما استدرار العاطفة الدينية من الشعب وثانيهما المعارضة ،التي باتت تستقطب كل الافواء الجائعة ، فهم معارضون ولن يقبلوا بغير المعارضة بديلا حتى لو وضعت الشمس في يمينهم والقمر في يسارهم وحتى لو اتيت لهم بلبن العصافير من بلاد الواق واق فان الساحة من غيرهم تبدو خاوية مفلسة بكل ما تحمل الكلمة من معانيها .
اتساءل والحرقة تعصف في قلبي وقلوب الكثيرين ، فحقيقة الاحزاب وهشاشتها وضعفها لا يمكن تغطيتها بغربال ، واكرر السؤال اين هي الاحزاب القادرة على تحمل المسؤولية لحمل امانة المجتمع الاردني والتي ما زالت الى يومنا هذا عبارة عن دكاكين لا يتجاوز عدد اعضائها اصابع اليدين .
نستذكر العمل الحزبي الجاد ايام كانت اللقاءات تتم عبر محاولات دقيقة لاقامتها بعيدا عن اعين الاجهزة الامنية وعندما كان العضو اشبه بالانتحاري فيعمل ويعمل بسبب ايمانه بالفكرة واليوم اصبح تشتت العمل الحزبي وتعدد الاحزاب اشبه بالمهزلة التي تمرر في زفة عرس والافكار التي تنطلق منها مكرورة لا تستند الى مبادئ عنوانها الهم الوطني اذا تجاوزنا شعاراتها البراقة .
فهل نعترف اننا نعيش في زمن التقلبات والعجز حتى عن انضاج المرحلة التي نحن مقبلون عليها والاعداد لها اعدادا جيدا ام اننا سنبقى نتخبط في كل قراراتنا ليبقى الحال على ما هو عليه دون احداث ما يمكن وصفه انه يسمن اويغني من جوع ، وبذلك نفقد بوصلة الاتجاه التي من شانها ان تثبت اركان هذا الوطن وتديم عليه امنه واستقراره
فاذا كانت الاحزاب تعيش الهشاشة كل الهشاشة التي نعرف فما هي النتائج المتوقعة منها في المستقبل ، اننا بحاجة الى طبخ هذا الموضوع وانضاجه جيدا قبل تدبيج القوانين الانتخابية شريطة ان ياخذ وقته اللازم كي لا نقدم وجبة لا تجد طريقها الا الى سلة النفايات
نريد ان نجذر العمل الحزبي اولا عند النشء الصغار منهم والكبار نريد عملا حزبيا مؤسسيا يقوم على البرامج وتنوعها وحقيقة اهدافها بعيدا عن الشخصنة او اللهاث وراء المكاسب الانية برامج تخدم وطنا لا اشخاصا
نريد احزابا لا تتجاوز في مجملها عدد اصابع اليد الواحدة لا احزابا يضيق بها الشارع فتصبح معيقا وعامل هدم بدل ان تكون ميسرا وعامل بناء نريد احزابا غير متقوقعة على نفسها منفتحة منطلقة لها اثرها في الحياة العامة وحياة الناس يلمس اثرها كل من يعيش على مساحة الوطن في حين اننا نرى اليوم ان تلك الاحزاب وما اكثرها لا تتجاوز حمولتها حافلة صغيرة .
فهل نحن جاهزون لاجراء انتخابات نيابية في غضون الاشهر القليلة القادمة ونحن ما زلنا نعيش في هذا الواقع المر ؟ وهل نتائجه ستؤتي اكلها لصالح الوطن والاصلاح المنشود ؟ ام انه التراجع للوراء اكثر فاكثر ؟
اذا كنا نريد وطنا ديموقراطيا مدنيا فعلينا ان نبادر الى الانضواء في احزاب كبرى مؤثرة لا متاثرة احزاب تحمل الهم العام لا ان يحمل الناس همها وكل ذلك لا يتاتى الا من خلال دعم العمل الحزبي الجاد المبرمج الهادف ماديا ومعنويا وفتح ابوابه ليكون القادمون اليها مؤمنين بافكارها ويدافعون عنها للاخذ بيد الوطن من مراتع الشخصنة والنهب الى مراتع التطور والتقدم ، فهل نحن فاعلون ؟



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات