ولماذا لا تسقط ديكتاتورية بشار الأسد ؟

تم نشره السبت 07 نيسان / أبريل 2012 05:21 مساءً
ولماذا لا تسقط ديكتاتورية بشار الأسد ؟
إياد حماد

 

في الأونة الأخيرة كان من اللافت للنظر تصريحات المدعو نوري المالكي رئيس وزراء حكومة الاحتلال في العراق فيما يخص الثورة السورية حيث أنه شن هجوماً عنيفاً على الثورة وقد كان أجمل ما قاله في حديثه هو قوله بأن الأسد لم يسقط ولن يسقط والأجمل من ذلك كله كان سؤاله الرائع ولماذا يسقط نظام الأسد ؟ فالمالكي الذي كان في السابق يتهم النظام الأسدي بالسماح للمقاتلين بالدخول إلى العراق عبر الأراضي السورية للتفجير في أرجاء العراق نراه اليوم يتسأل لماذا يسقط الأسد ؟

قد يجهل نوري المالكي مندوب إيران السامي في العراق لماذا يريد الشعب السوري اسقاط نظام الأسد كونه لا يدرك معاني الحرية والكرامة والتي يتطلع لها الشعب السوري في نضاله ضد نظام الأسد الديكتاتوري لكنه بلا شك يعلم لماذا يريد هو ومن وراءه إيران وأذنابها في المنطقة بقاء نظام الأسد

هل الجواب متعلق بالمقاومة ؟ بالتأكيد لا فأخر من يتحدث عن المقاومة هو نوري المالكي الذي قدم إلى العراق على ظهر الدبابات الأمريكية والذي أصبح رئيساً لوزراء العراق بعد التفاهم الأمريكي الإيراني على توليه الرئاسة بدلاً من إياد علاوي المتحالف مع القائمة العراقية السنية والذي كان ضد التدخل الإيراني في الشأن العراقي لذا لا أعتقد بأن المالكي سيخرج ليقول بأني أدعم نظام الأسد لكونه نظام الممانعة والمقاومة

الحقيقة إن موقف المالكي يكشف مدى الاصطفاف الطائفي وراء الأسد فالطائفية هي التي تجعل إيران والمالكي وحسن نصر الله يصطفون إلى جانب الأسد وتجعل المالكي يهاجم الثورة السورية وهي التي تجعل حسن نصر الله يتباكى على مظلومية البحرين حسب زعمه ويتحدث عن مئات الشهداء في البحرين ويتكلم عن مجازر تحدث في مخيلته وفي نفس الوقت نجده لا يبصر آلالاف الشهداء في سوريا وينكر بكل وقاحة المجازر التي يرتكبها الأسد بحق الطائفة السنية كما أن الطائفية هي التي جعلت إيران تسلح الحوثيين في اليمن وهي التي جعلتها تساند التحركات في المناطق الشيعية في بعض دول الخليج

المطلوب من إيران وأذنابها في المنطقة أن يتوقفوا عن ازدواجية المعايير فعندما يتحدثون عن تظلمات وحريات الشيعة في بعض دول الخليج فإن عليهم في نفس الوقت أن يساندوا حرية غالبية الشعب السوري والمكون من الطائفة السنية في اختيار من يحكمه فالشرفاء والأحرار يقفون مع القضايا العادلة حيثما كانت دون تمييز ولذلك نحن نقف مع قضايا الشيعة متى كانت عادلة في كل من البحرين والسعودية ونطالب بحقوقهم فهل تقف إيران وأذنابها مع قضايا السنة العادلة في سوريا وفي إيران نفسها ؟!!

كما أن على إيران وأبواقها في المنطقة أن تتوقف عن تبرير وقوفها مع الأسد كونه النظام الممانع أو المقاوم فنحن نعلم جميعاً بأن الخليفة يزيد بن معاوية والمتهم من قبل الشيعة بهتاناً بقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما كان من المجاهدين وقد صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال " أول جيش من أمتي يغزو مدينة قيصر مغفور له " وقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية الإجماع على أن أول جيش غزاها كان بقيادة يزيد بن معاوية لذا لماذا لم يشفع ليزيد جهاده ضد الروم ؟ ولماذا لم تشفع فتوحات الأمويين لهم ؟ بينما نرى أن إيران وشيعتها في المنطقة يريدون منا أن نتجاوز عن مجازر الأسد لكونه فقط ينسب نفسه زوراً إلى الممانعة دون أن يمارسها فعلاً لتحرير الجولان

نظام الأسد هو واحد من الأنظمة الديكتاتورية القمعية والتي لا تحمل مبررات الوجود ولا تملك شرعية البقاء كونها قابعة على رؤوس البلاد والعباد بسيف الظلم والقتل ومن هنا فإنه لا سبيل إلا اسقاط هذا النظام فالديكتاتورية تتنافى مع كرامة الشعوب ولذلك لماذا لا تسقط ديكتاتورية الأسد ؟...



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات