هل تنوي الحكومة تزوير المجلس القادم ؟؟!
لا زالت الحكومة تتعامل مع الأردنيين بعقلية تعود إلى ما قبل التاريخ ، ولا زالت سياسة إهمال مطالب الأردنيين والإلتفاف عليها في إطار المؤامرة تستحوذ على الفكر والأداء الحكومي حتى بعد الربيع العربي والربيع الأردني ، وأستغرب أن تشارك الحركة الإسلامية هذه العقلية التآمرية ، وتقبل الجلوس للبحث في صفقات تُصادر فيها إرادة المواطن ، وتُصر فيها الحكومات على إخراح مجالس نيابية باهته مزورة للحفاظ على نهج الإنحراف التشريعي لتُفصَّل القوانين على مقاس الحكومات ، وتضمن إنعدام الرقابة على أدائها الهزيل ، وهكذا يبقى الأردنيين فريسة حكومات عاجزة ومجالس نواب مجيرة للذهاب بالوطن إلى مأساةٍ محققة باتت نذرها تلوح في الأفق .
نحن لسنا أمام قضية جدلية أو موقف فلسفي بل إزاء مشكلة تنتمي إلى صميم الحياة السياسية في الأردن، لكي ينسى الأردنيون التاريخ الأسود للإعتداء على إرادتهم وحريتهم في إختيار القادر منهم على نقل هموم ومعاناة أبناء الوطن والقادر على النهوض من خلال فكر إقتصادي وسياسي وإجتماعي ناضج و صياغة القوانين الناظمة لعملية التحول نحو إقتصاد قادر وفكر سياسي متميز لحماية الأردن من خلال النهوض بكافة مجالات الحياة الإقتصادية والسياسية والإجتماعية لضمان السير في ركاب الحضارة و المدنية .
أليس كافياً ما وصلنا إليه من عجز ومديونية وفقر وبطالة أصبحت مادة حديث يومية على موائد الأردنيين ولقاءاتهم ، وغدا الأردنيون خائفون واجفون من المستقبل الذي يزداد قتاماً يوماً بعد يوم .
إن إعلان الحركة الإسلامية عن بحث صفقات وافقت الحكومة بموجبها على منحهم 20 أو 25 مقعداً نيابياً حسب ما تناقلته الأنباء على لسان أحد قادتها يجرم الفريقان الحكومة والإسلاميين لأن إجتماعهم لم يكن للبحث عن مخارج للمآزق اليومية والمطبات والحفر التي تقضي مضاجع الأردنيين ، و لم يعد أي منهما يعترف بمكونات سياسية أخرى على الساحة الأردنية ، وكأن الإسلاميون هم الممثل الشرعي والوحيد للشعب الأردني ، وكأن الحكومة أيضاً باقية إلى يوم الدين .
إن مجرد الجلوس لتداول هذا الموضوع جريمة يجب أن يعاقب عليها الطرفان الحكومة والإسلاميون ، وكأن الإسلاميون يقولون أن الحكومة لو عرضت عليهم مقاعد أكثر في المجلس لتمت الصفقة ، وكأن الأردنيون خرافاً يساقون لرغبة الحكومة والإسلاميون .
لا أدري كيف تتم المساومة على إرادة الناخبين سلفاً ، حتى قبل إقرار القانون آإلى هذه الدرجة !!! تكبير الله أكبر ...
إذا صح ما قاله القيادي في الحركة الإسلامية فنحن بحاجة إلى وقفة أولاً لأن هذه الحكومة لن تجري الإنتخابات وبذلك فإنها تتحدث أيضاً عن إرادة حكومة قادمة أي إن الحكومات ستبقى على نهجها النزيه في إدارة الإنتخابات ، فهل تتم كل هذه الصفقات والناس نيام ؟! ألا يكفي نوم القرون الماضية !! ولماذا لا تصدر الحكومة بياناً توضح الموقف إذا كان المتحدث قد إفترى ؟؟! وهل يسمح بالإفتراء على الحكومة بهذه العلنية في موضوع بهذه الحساسية ؟!!..
هذا من ناحية ، وأنصح الإسلاميين بعدم الركون للأمريكان وسياستهم في المنطقة وكما قال ضاحي خلفان فإن أمريكا لم تعد حليفاً وإنما أصبحت طرفاً مخيفاً ، وأن سياسة الأمريكان في المنطقة سياسة مصالح بعيداً عن المبادئ ، كما أن الأردن ليس مصر ولا تونس ولا المغرب أيضاً..