فن الكاريكاتير بين المعوقات والطموحات

المدينة نيوز - يعتبر فن الكاريكاتير أحد اعمدة الصحافة , بل والاعلام الحديث لأنه الأسهل والأبسط والأسرع والأعمق في ايصال رسالة بلا تكلف أو تعقيد .
ولقد خطا فن الكاريكاتير خطوات واسعة ومهمة على الصعيد المحلي حين انتشرت الصحف بشكل واسع مع بداية التسعينيات من القرن الماضي مستفيدة من ارتفاع سقف الحرية وتعدد المنابر وصار التنافس على استقطاب رسامي الكاريكاتير مهمة رئيسية لهذه الصحف .
وفي هذا السياق استذكر رئيس رابطة رسامي الكاريكاتير جلال الرفاعي حين خصص صفحة أسبوعية في تلك المرحلة لهواة ومحبي هذا الفن , وكانت مئات الرسائل تصله ما يبرهن على شعبية هذا الفن وحب الناس له .
وقال لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) ان العديد من الفنانين الأردنيين برزوا في هذا المجال وما زال عطاؤهم يغطي المنطقة العربية , لكن الأمور تغيرت بالأمس القريب وبدأنا نلاحظ سياسة تهميش وابعاد لرسامي الكاريكاتير , ففي الوقت الذي تفتح فيه الكثير من صحفنا ستجد أن كل صحيفة تحتوي على أكثر من عشرين أو ثلاثين كاتبا ومعلقا , ولا تجد بالمقابل في جميع الصحف سوى عدد محدود جدا من رسامي الكاريكاتير .
اضف الى ذلك كما اشار الرفاعي الى أن معظم الصحف كانت تستقطب ثلاثة رسامين وأكثر , وأضافت بدلا منهم العديد من الكتاب مطالبا كرسام للكاريكاتير أولا وكرئيس لرابطة رسامي الكاريكاتير التي أنشئت للأخذ بيد هذا الفن الى الأمام والارتقاء به , بأن يكون للكاريكاتير حصة رئيسية في الصحف .
وبين مساهمات رسامي الكاريكاتير الاردنيين الفاعلة وحضورهم المميز في الاعلام العربي مطالبا بأن تفتح الصحف أبوابها أمام كل ممارسي هذا الفن الرفيع والمهم خصوصا وأن هنالك الكثير من الشباب الواعد الذين هم بحاجة الى الدعم والمؤازرة .
وقال الفنان عمر العبد اللات ان فن الكاركاتير مهم جدا في مجال الاعلام الثقافي , واهميته تكمن في تعزيز الثقافة التنويرية في المملكة كونه يوثق الاحداث محليا وخصوصا نبض الشارع , ومن الممكن ان تعبر رسمة واحدة عن آلاف المقالات والدليل ان القارئ يلجأ الى الكاركاتير .
وطالب بتعزيز فن الكاركاتير في الصحافة المحلية معتبرا ان الكاركاتير يبسط امورا معقدة وكبيرة يفهمها الجميع سواء أكان المثقف او الانسان البسيط ، كما ان للكاركاتير دورا غير مباشر في تعزيز الانتماء لدى المواطن مبينا اهمية التعريف باهم فناني الكاريكاتير وبمفردات هذا الفن في المناهج الاردنية .
وقال العبداللات ان الحريات الصحافية ارتفع سقفها وانعكست على العديد من رسومات الفنانين , لكن هذه الحرية تحتاج الى دعم مؤسسي ليتم نشرها في قنوات الاعلام وليس في الفيس بوك او التويتر فقط .
وطالب وزارة الثقافة بدعم فن الكاريكاتير وتوثيق اعمال الفنانين وتوظيف عدد منهم مشيرا الى اهمية وجود متحف خاص لاعمال الكاريكاتير اردنيا يعكس مراحل تطور حرية التعبير والنهضة الاردنية .
وقال ان رسومات فن الكاريكاتير المتحركة ومن خلال رسمة مدتها دقيقة لا تجد اهتماما سوى لدى الشركات الخاصة واليوتيوب , مبينا انه ليس من احد يهتم بهذا الفن الحديث الذي يحظى باهتمام الشباب .
استاذ الرسم في معهد الفنون التابع لوزارة الثقافة احمد صبيح قال " انه كان يرسم الكاركاتير عندما كانت له خصوصية , لكن من المؤسف الآن انه لم يعد هناك ثمة تمييز بين فن الكاريكاتير ورسم الكارتون (التعبيري) ، رغم ان الفارق بينهما كبير جدا" .
واشار الى ان رسم الكاريكاتير ليس سهلا ويحتاج الى تخصص في مجالات الخط والحركة والمضمون والفكرة ، حتى ان مدة دراسته في الاكاديميات الاميركية مثلا تحتاج الى فترة أطول من دراسة الفنون , ويكون بالطبع الاعتماد على المواهب الذاتية .
وطالب الفنان صبيح بفتح قسم لتدريس فن الكاريكاتير في الجامعات الاردنية اسوة بباقي الفنون ، والاستعانة بخبرات اجنبية متقدمة ، لان غالبية الرسامين يتعلمونه ويدرسونه ذاتيا ويتأثرون بالكاريكاتير العالمي ، داعيا الصحف الى افساح مجالات اوسع لفناني الكاركاتير .
واكد ان فن الكاريكاتير يحتاج الى الاحتراف وليس للهواية فقط كونه يتصف بالسهل الممتنع . ( بترا )