عرضان مسرحيان يناقشان مفاهيم المتغيرات الحالية في الوطن العربي

المدينة نيوز - ناقش عرضان مسرحيان شاركا مساء الثلاثاء في مهرجان فيلادلفيا العاشر للمسرح الجامعي العربي مفاهيم المتغيرات الحالية وتطلعات الشباب في الوطن العربي.
ففي الشكل المسرحي الذي قدمته مسرحية "روما تحترق" القادمة من جامعة الشارقة على مسرح محمود ابو غريب في المركز الثقافي الملكي جاءت عناصره متكئة على القصة والشخوص التاريخية متخذة من الزمن معبرا لها لتتعامل مع معطيات العصر الحالي.
وبرز المعمار الدرامي للنص الذي تنقل بين الفصحى واستحضار بعض اللهجات العربية لاقطار شهدت تغييرات بنيوية، في صياغة الصورة الكلية للبنيان الفضاء الدرامي وتكامله مع مختلف المؤثرات السمعية والبصرية التي اشتغل عليها المخرج مهند كريم بتميز.
وطرحت حكاية العرض المسرحي باسلوب فانتازي، موضوعات آنية، مثلما إستحضرت نموذج الطاغية "نيرون" الامبراطور الروماني في مواجهة الثائر "غيفارا" بهدف معالجة تلك الموضوعات والمفاهيم الجدلية للتغيير .
وظهرت الفرجة المسرحية التي إنسابت فيها اللوحات والمشاهد الفنية بشكل متسق وأخاذة، لجهة سلاسة مبناها، والاداء التمثيلي مرتفع المستوى، لا سيما تعبيرات لغة الجسد، مثلما عبرت في نسق المظهر الخارجي للشخوص عن الادوار والانتماءات الاجتماعية والطبقية والتداخل الزمني.
فيما جاءت جماليات السينوغرافيا السمعية الموسيقية وغير المنطوقة متوافقة مع العرض، وشكلت البصرية عنصرا بارزا وموفقا من حيث استخدامات الالوان وتفاوت الدرجات والمكان بحسب متطلبات العرض خصوصا استخدام الدخان مترافقا مع اللون الابيض ودلالاته، وفي شكلها الحركي، اظهرت انساق التعبير الجسدي إنسجاما مع المنطوق من النص وحواراته، واستخدام عدد من اللهجات العربية، والذي تميز لدى معظم الممثلين المشاركين في العرض بامتلاكهم لتقنيات ومهارات النطق والتحكم به لاسيما شريف الزعبي مؤلف النص الذي ادى شخصية نيرون.
العمل الذي تميز بتناغم معظم عناصر الفضاء المسرحي لا سيما الاداء المميز للممثلين، حقق رؤية المخرج في التعبير عن مختلف اشكال اللوحات ودلالاتها بانسيابية بحيث يلتقط المتلقي الفكرة دون تشويش او مبالغة في الطرح .
وكانت جامعة الحسين قدمت عرضا بعنوان "ثورات بلا عنوان" على مسرح اسامة المشيني استهلته باستخدام مكثف للغة البصرية عبر مشاهد صور لضحايا اطفال في غزة واخرى عبرت عن المتغيرات التي جرت في عدد من الدول العربية والمجاعات في بعض الدول الافريقية وسجن ابو غريب وقضايا حقوق الانسان، فيما كانت اصغر ممثلة بالمهرجان الطفلة المميزة نجود حميدات تجلس ساجدة داخل قفص على خشبة المسرح معبرة عن حالة الاطفال المرتهنين لتلك التداعيات.
وفي العرض الذي اخرجه سامر القرالة، كشفت الممثلة الصاعدة ريناد ثلجي عن حضورها بقوة ادائها من خلال شخصية الام، وامتلاكها لمهارات التعبير الجسدي والنطق السليم، فيما جاءت عناصر السينوغرافيا البصرية والسمعية وتوزيعها غير متسقة مع العرض الذي سعى المخرج من خلاله للدعوة الى التمسك بالوطن والمحافظة عليه. ( بترا )