أردنية تتحدى الإعاقة بالموسيقى !
المدينة نيوز- تعاني الفتاة الأردنية رنا العمري من إعاقات عقلية ونفسية، ولكنها مع ذلك تتمتع بموهبة موسيقية فذة أهلتها لامتحان الكلية الملكية البريطانية على آلة البيانو، الذي سيعقد في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل بالعاصمة البريطانية لندن بمشاركة العديد من ذوي الاحتياجات الخاصة من عدة دول عربية وأجنبية.
وتقول العمري إنها تعزف ببراعة الموسيقى الكلاسيكية لشوبان وموزارت وأفن بارك ولارغو، و"أحس أن الموسيقى تسري في عروقي".
وأشارت إلى أنها شاركت في حفلين عامين بالعزف على البيانو "دون خوف أو رهبة"، وانتزعت استحسان الحاضرين الذي طالبوها بإلحاح بإعادة عزف مقطوعة موسيقية لبتهوفن.
وتعاني العمري -ذات الثمانية عشر ربيعا- من إعاقة عقلية (منغولية) ومشاكل معقدة بالسمع والمشي وصعوبات في النطق أيضا.
وبحسب العمري فإن الموسيقى تحسن من نفسيتها وتيسر تعاملها مع الناس، كما أنها تشعر أن المعاقين "رغم ما حرموه من نعم، فإن الله سبحانه منحهم نعما أخرى تعوضهم عن ما فقدوه ويمكن أن يقدموا لمجتمعهم حسب قدراتهم".
وأبدت العمري استعدادها لمنافسة الأسوياء في ميدان الموسيقى "لأنتزع الإعجاب من قلوبهم بعيدا عن نظرة الشفقة أو العطف علي فالميدان مفتوح".
وقالت إنها تتعلم أيضا صناعة السيراميك في جمعية الشابات المسلمات بعمان وتعزف للمشاركين أحيانا على الأورغ لأخفف عنهم وأزرع على شفاههم بسمة تائهة وسط زحمة وضغوط الحياة.
السيدة مها درويش، مدربة العمري على العزف قالت.. إن العمري أظهرت قدرة عجيبة على حفظ المقطوعات الموسيقية، كما أنها تتمتع بذاكرة قوية وقدرة على مواجهة الجمهور.
وتضيف السيدة درويش -رئيسة جمعية "إبداع" الخيرية، التي ترعى المبدعين والمتميزين بالمملكة- أن تركيز العمري يفوق الأسوياء، حيث انضمت قبل عام تقريبا لتعلم الموسيقى بالجمعية وهي تستعد حاليا لامتحان الكلية الملكية البريطانية العملي والنظري.
وترعى الجمعية 25 طالبا متفوقا في مختلف العلوم يدرسون بالجامعات حاليا ولديها قائمة بعشرين آخرين من المتميزين تجرى اتصالات مع أصحاب الخير لتوفير تمويل لهم.
بدوره قال الموسيقي السوداني علي محمد إسماعيل الذي استمع لعزف العمري إنها ملتزمة بالسلم الموسيقي شأن العازفين الكبار، مضيفا أن لديها إصرارا على تحقيق إنجاز ما "وهي تداعب الأوتار بإحساس كبير وتعزف دون النظر للنوتة".