انشاء سدود تجميع مياه الامطار تجربة زراعية ناجحة تنتظر الدعم
المدينه نيوز - اثبتت تجربة الحاج عبدالرزاق العايد الدعجة خلال فترة جاوزت ال12 عاما نجاحها باستغلال مياه الامطار صيفا بعد تخرينها خلال فصل الشتاء.
"كما تعطيها تعطيك" جملة لخص بها الدعجة حياة زراعية حافلة امتدت لاكثر من ثلاثين عاما تعلق خلالها بمزرعته الخاصة في منطقة وادي العش والتي حولها من منطقة جرداء وجبال قاحلة الى ارض منتجة تحوي بين خيراتها الخضار والزيتون والاشجار المثمرة الاخرى.
بداية تجربته مع العمل الزراعي كما قال الحاج عبد كانت مع مطلع الثمانينات عندما بدأ باستصلاح منطقة جبلية صغيرة وزرعها بالزيتون والتين والعنب والرمان لتتسع رقعة الاراضي الصالحة للزراعة عاما بعد عام.
نجاح المزارع في عمله والذي كان اقرب للحفر بالصخر ببدايته ، بات عقب نجاحه بمثابة العدوى لمزارعين اخرين امتلكوا اراض في المنطقة ذاتها فاستصلحوها وتحولت الى مناطق زراعية خضراء تتجاوز مساحتها حاليا اكثر من 800 دونم تنتج ما طاب من الثمرات.
واوضح الحاج العايد انه مع بداية التوسع في الزراعة بالمنطقة ونتيجة لشح المياه وقلتها ،اهتدى لفكرة اقامة سد ترابي على مجرى وادي رغم المخاطر والصعوبات التي تمثلت امامه آنذاك.
وتابع قوله : انه رغم المعوقات والمخاوف كانت عزيمته واصراره اقوى بجهده وجهد الابناء وبامكانياته المحدودة بدأ مع حلول صيف الـ1999 بتنفيذ الفكرة بتوسيع مجرى الوادي( السيل) وشق اجزاء من سفح جبل محاذي ليستغل بعدها وجود منطقة صخرية اقام امامها جدارا اسمنتيا مكنه من تصريف المياه الزائدة عن التخزين بشكل طبيعي دون ان تؤدي لاية اضرار في السد الذي يتسع لاكثر من 5000 متر مكعب جمعها السد باول موسم مطري معلنا بذلك نجاح الفكرة.
واشار الى انه قام عقب ذلك بزراعة الاشجار الحرجية على الجهة الترابية للسد لتعمل على تماسك التربة وتمنع من انجرافها.
وقال العايد بان نجاح تجربته افادت بتخزينها مياه الامطار المزارعين الاخرين ومربي الماشية.
وفي ختام حديثه، ناشد الحاج العايد الجهات ذات الاختصاص بدعم فكرته وغيرها من الافكار التي تعد مفيدة للمزارعين وذات جدوى اقتصادية وفيرة ، اضافة الى المساعدة بتنظيف السد من (الطمي) والذي يعمل على تقليل نسبة تخزين المياه نظرا لتراكمه عاما بعد عام، مشددا على ان القدرات المالية المحدودة للمزارعين بتلك المنطقة لا تساعدهم على اجراء الصيانة اللازمة للسد.
بدوره، اكد المزارع حسين عبدالله " احد مزارعي المنطقة" ان السد زاد من مساحة الاراضي المزروعة ، اضافة الى توفيره الكثير من النفقات، منبها الى انه بحال استمر تراكم الطمي داخل السد سيلغي وجوده بعد فترة قصيرة من الزمن وهو ما يهدد الاراضي الزراعية المجاورة كاملة .
احد مربي الماشية من القاطنين بذات المنطقة (سعود الحمدان) قال بان انشاء السد بالمنطقة اعاد مربي المواشي الى موطنهم الذي هجروه بسبب شح المياه ، مستذكرا بانهم كانوا يشترون صهاريج المياه من اماكن بعيدة كل يومين.
وفي ختام حديثهم ، اكدوا ضرورة توفير الدعم اللازم من الجهات المعنية والمحافظة على الفائدة المرجوة من السد الذي باستمراريته ستستمر ارزاق المزارعين ومربي الماشية من حوله.
(بترا)