ارفعوا ايديكم عن فضيلة المفتي
حرب شعواء يشنها الإعلام علي فضيلة المفتي علي جمعة, استخدم فيها بعض مقدمي برامج التوك شو لغة إعلامية ومفردات تعبيرية سببت حالة من الإستياء لدي اغلبية الشعب المصري. وجعلت رجل الشارع العادي يسأل هل من حق هؤلاء الإعلاميين ان يجلدوا الرجل بهذه الطريقة الغير محترمة والغير مهنية والبعيدة عن الموضوعية التي من المفترض ان يلتزم بها الإعلامي في تناول القضايا والأحداث ؟!
نهيك عن استغلال التيارات المتأسلمة المتشددة التي تسيطرت علي الساحة المصرية تلك الزيارة لشن هجوم علي الأزهر ورجاله باعتبار فضيلتة رجلاً ازهرياً , هذه التيارات معروف عنها عدائها الشديد لمؤسسة الأزهر وفكرها المعتدل و منهجها الوسطي الذي يعبر عن جوهر الإسلام الحقيقي , اتخذت تلك التيارات المتأسلمة من زيارة فضيلة المفتي فرصة ومعول للتشكيك بـ وطنية رجال الازهر في محاولة خبيثة لهدم تلك المؤسسة العريقة التي يستظل بها عامة المصريين ولا يثقون الا بعلمائها , ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل دخلت بعض القوي السياسية والنشطاء السباق للظهور علي الفضائيات وفتح النار علي المفتي ليس بدافع الوطنية و حب القدس و رفض التطبيع بل لإستغلال هذا الحدث لزيادة شعبيتهم وتلميع انفسهم إعلامياً.
نحن لا ندافع عن فضيلة المفتي بقدر دفاعنا عن فضيلة الاخلاق وادب الحوار وموضوعية الإعلام , قد نختلف مع فضيلة المفتي في وجهات النظر وتوقيت الزيارة واسبابها ...... الخ ولكن هذا ليس مبرر لذبح الرجل وتلويث تاريخه ووصفة بالخائن وان عمامته وصمت بنجمة داود وغيرها من الاتهامات الغير مقبولة التي جاءت علي لسان وائل الابراشى وغيره من الإعلاميين , الرجل لم يفعل شئ محرم او ضد دينه و وطنيته , جاءت زيارته بدعوة كريمة من الديوان الملكي الاردني زيارة شخصيه بعيده عن منصبه , ومن منا لم تطوق نفسه لزيارة هذا المكان و اتحدى الجميع و اولهم المهاجمين لفضيلة المفتي ان جاءتهم فرصة لزيارة الأقصي ولم يفعلوا.
منذ عقود طويلة يمنع الأزهر والكنيسة زيارة الأقصي تحت الاحتلال؟! فهل هذا المنع ساهم في تحرير الاقصي او حرك المياه الراكدة في تلك القضية؟ العكس تماماً هو ما حدث كان هذا القرار بمثابة الفرصة الذهبية لقوات الاحتلال للإنفراد بالأقصي واحكم قبضته عليه والسعي لتهويده و فعل الافاعيل به من حفر وهدم تحت سمع وبصر العالم العربي والإسلامي الذي لم يحرك ساكناً ولم يتخذ موقف سوي الشجب والتنديد و مصمصة الشفاه تاركين الاقصي يئن وحيداً لا يجد دعماً سوي خطب عصماء تنطلق من حناجر لا تعي ولا تفهم شئ ولا تنظر الا تحت اقدامها.
فما هو المانع ان يتم تغير استراتيجية المقاطعة التي ثبتت فشلها ونجرب استراتيجية اخري وهي ان نعود للأقصي و نتواجد في باحته لزيارته والدفاع عنة وتعضيد ودعم موقف اهل القدس فليكن دفاع العالم الإسلامي عن الاقصي من قلب الاقصي وليس من مكان اخر , وخاصة انه لا يوجد نص قرآني يحرم زيارة الاقصي تحت الاحتلال , كما ان الفلسطنيين انفسهم دعوا الي ان يمد العالمين العربي و الإسلامي لهم الايادي بالدعم وزيارة القدس
وقد طلب ذلك الرئيس الفلسطيني ابو مازن مراراً وتكراراً.
ايها المتشنجون ارفعوا ايديكم عن فضيلة المفتي واغلقوا افواهكم بـ إحكام علي السنتكم التي تقذف وتطعن هذا الرجل بخناجركم المسمومة , اسمعوا له واعطوا الفرصة لعقولكم ان تفكر وتعقل كلامه عسي ان يكون فيه خير , حتي وان لم تقتنعوا بوجهة نظر فضيلة المفتي فلا داعي لتلك المهاترات والمعارك اللفظية والحرب الإعلامية وتذكروا قول الحبيب علية الصلاة والسلام في الحديثِ الذي أخرجَهُ أحمدُ والطبرانيُّ:
(( "ليسَ مِنَّا مَنْ لمْ يرحَمْ صغيرَنا ويُوَقِّرْ كبيرَنَا ويَعْرِفْ لعَالِمِنَا حَقَّهُ " ))