أسبوع ساخن
تميز الأسبوع الأخير من شهر نيسان بارتفاع في درجة حرارة الجو مما اضطر الناس على تبديل مفاجئ في الملابس والأغطية ، واستعمال وسائل لإطفاء ما يشعرون به من حرارة ، وهرع الأطفال لاستعمال المثلجات والمبردات . كل هذا أمر عادي ومتوقع في مثل هذا الوقت من العام وان كان حدوثه لم يكن بالتدريج .
إلا أن بعض الأحداث ساهمت في زيادة الحرارة . فكما نعلم بان الحركة السريعة وغير المتوقعة تؤدي إلى زيادة الطاقة الحرارية فزاد الشعور بسخونة الجو بسبب سخونة الأحداث . لن أتحدث عن الارتفاع غير المسبوق في أسعار الخضار والفواكه وتأثير ذلك على الأسر متوسطة الدخل والتي تشمل معظم المواطنين ، ومدى إفادة المزارع من هذا الارتفاع أم أنه يذهب إلى جيوب الوسطاء والتجار ، وكأن الأمر بالنسبة للمزارع سيّان سواء ارتفاع الأسعار أم انخفاضها .
ومن الأحداث التي زادت سخونة الأجواء القرار الذي اتخذه مجلس الأمة بشقية بتخصيص راتب تقاعد مدى الحياة للأعضاء . هذا القرار المستفز لكافة شرائح الشعب ، في الوقت الذي تشكو الدولة من نقص الموارد وقلة الإمكانات ، ويشكو المواطن من تآكل دخله وعدم مقدرة الغالبية على توفير أساسيات الحياة . في المقابل يتقاعد الموظف براتب تقاعدي لا يكفيه لأكثر من ثلث الشهر أو نصفه على أحسن تقدير .
ومنها أيضا حبس الصحفي جمال المحتسب ناشر أحد المواقع الالكترونية على نشر خبر أو مقال كان سيمر مرور الكرام دون أن يلتفت أو يهتم به كثير من الناس . وكان بالإمكان معالجته بطريقة أخرى ، علما أنني حتى الآن لم أعرف الخبر ولم أقرأه مع أنني من المتابعين للمواقع المختلفة . فتحية للمحتسب جمال آملا أن يعود سريعا إلى بيته وعائلته وعمله وموقعه المتميز .
وكان الحدث الأبرز هو الاستقالة المفاجئة لرئيس الوزراء الدكتور عون الخصاونة نهاية الأسبوع ، والذي كان متوقعا أن تقوم حكومته بإدارة ملف الانتخابات البلدية والنيابية وإجراءها كما طُلب منها وكما وعدت بنزاهة وشفافية وفي أقرب وقت . إضافة إلى ملفات أخرى هامة كانت تنتظر عملا شاقا وجهدا كبيرا .
كل هذه الأحداث أضفت على حرارة الجو مزيدا من الحرارة مما يضطرنا لشرب المزيد من اللبن لإطفاء ما نشعر به وللتغلب على سخونة الأحداث فضلا عن سخونة الأجواء .