"أيام عمان" يسدل الستارة بأغنيات "نحب الحياة"
المدينة نيوز- اسدلت الستارة الثلاثاء على آخر فعاليات مهرجان أيام عمان المسرحية ألـ15، في دورة فلسطين، بحفل الاختتام الذي أقيم في قاعة المؤتمرات في المركز الثقافي الملكي.
وأقام أول من أمس في قاعة المؤتمرات، الفنان مصطفى الكرد حفلته الغنائية الثانية، وتوجها بأغنية ''نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا'' المأخوذة كلماتها عن قصيدة لمحمود درويش بذات الإسم، وكان أيضا قدم مجموعة من الأغاني، اشتملت على كلمات مأخوذة عن قصيدة لفدوى طوقان، بعنوان ''وصلت اليوم رسالة''، وأخرى عن القدس من تأليفه، بعنوان ''يا قدس''، وغيرها من الأغاني الأخرى، الملتزمة بتناول واقع وتطلعات الشعب الفلسطيني، لم يخل عنها الحس اليساري الذي تضمنه متنها.
كما قدمت الاثنين في عرضها الإفتتاح المسرحية الفلسطينية ''شارع فساد الدين'' من نص وسينغرافيا وإخراج إسماعيل الدباغ، وتمثيل رشا جهشان وعلاء أبو غربية وعطا ناصر، وتقني صوت خالد محتسب، تأسس نصها على عنصر الحكاية التي تستل من الأخرى وفق عنصر التشويق، بعيدا عن المباشرة، وقريبا من الدخول في التفاصيل الإنسانية، للشخوص المأخوذة من بقايا الحارة الشعبية في المدينة المقدسة القدس. وجاء الفضاء المسرحي في تشكله من حضور قوي للشخوص، واقتران الفعل القوي بالدلالة، والتوتر وخصوصا ما كانت تطرحه الشخصية الرئيسة ''سالم أبو رابوص''.
طرحت مجريات البناء السطحي للمسرحية، حال واقع صغار الكسبة من المواطنين الفلسطينيين في المدينة المقدسة، من الباعة وخصوصا أصحاب المحلات والبسطات، وخصوصا ما يلاقونه من عسف دائم في مصالحهم من قبل بلدية الإحتلال، ودوائره الضريبية، ومن جنوده، الذين ما فتئوا يجدون أي فرصة إلا واستثمروها لإلحاق الضرر في مصالح وحقوق هؤلاء المواطنين العرب الذين لا يزالون يعيشون داخل مدينة القدس.
اتكأت الرؤية الإخراجية، في الاشتغال على جذب المتفرج، من خلال إنشاء فرجة بصرية، بسيطة، متعددة في مشهديتها، وتعاقب اللوحات والمشاهد فيها، ولكنها عميقة في انتاج المعنى الدلالي، ضمن فضاءات متلونة، فتتناول هذه الرؤية حكايات يومية واقعية معاشة، غير أنها مصاغة في سياق فني مغاير، متعمقة هذه الرؤية في دواخل الشخوص وترصد ردود أفعالهم تجاه الحدث الواحد، وكذلك أفادت من تقنية التداعيات، بإخبار شخصية أبو أسعد بأن اليهود لا يزالوا ومنذ إخراجهم من مدينة اللد بالعنف والقسوة يتابعونه وعائلته، حتى اللحظة الراهنة، لمصادرة حقوقهم المشروعة.
ويزخر نص العرض بالعناصر المتعددة الدالة على حضور مدينة القدس، فلا يكفي أن أحداثها تدور فيها، من خلال أسمائهم وإظهار العادات الاجتماعية الدارجة بين العائلات الفلسطينية فيها، وخصوصا تلك التي تجري داخل (الحوش)، وإنما أيضا يتم التركيز أثناء صياغة الحدث، على إظهار المكان المقدسي، كقبة الصخرة، شارع صلاح الدين الذي حوله الإحتلال إلى شارع فساد الدين، بحسب سياقات المسرحية المرئية والسمعية، وباب الأسباط، وباب الزاهرة، وباب العامود، وغير ذلك من الأسماء الأخرى. ولم تغفل المسرحية إلى المقدار الكبير من حجم التهويد الذي جرى ولا يزال يجري للمدينة المقدسة، سواء بالإستيلاء على المكان وتحويل أسمائه من العربية إلى العبرية، وإغراقها بالمستوطنين على حساب أهلها المواطنين العرب، سيما أن كل ذلك يجري بالتدريج وعلى مراحل، كما وكشفت مشاهد إلى الاشتغال التهويدي الخاص على المرأة المقدسية ليخرجوها من قضائها العربي الشرقي إلى الفضاء الآخر الذي يسهم في تدمير الأسرة العربية بطابعها المألوف.
وسخرت المسرحية، في المشهد الأخير من احتفال النظام العربي الرسمي، بإعلان القدس عاصمة الثقافة العربية، حيث أن الاحتفالات على أشدها في العواصم العربية، بينما القدس تتوارى شيئا فشيئا من واقعها وذاكرتها وميثيولوجيتها العربية. وإلى ذلك عرضت المسرحية الإيطالية ''مجرد 2فقط''، مأخوذ نصها عن رواية لإبراهيم نصر الله بنفس الأسم، من تمثيل أنيتا موسكا، وعمر سليمان، وجيانلوجي ايرامسو، وماريا تريزا سيساروني، وانتاج فني أنيتا موسكا، ومستشار ثقافي عمر سليمان، ومدير تقني سيرو دي ماتيو.
قدمت الحوارات في المسرحية باللغة الأيطالية، ولم تفلح طرح بعض الحوارات في أحيان باللغة العربية، من جذب الجمهور، الذي خرج قسم غير قليل منه قبل انتهاء العرض، بسبب عدم تواصله مع المعنى لمختلف الإشارات السمعية والمرئية لمختلف المشاهد واللوحات.
وكانت إدارة دورة أيام عمان المسرحية كرمت أكاديمية الفنون المصرية، بحضور رئيسها د، سامح مهران، وعميد معهد المسرح د. حسن عطية، ود. سيد خطاب الذين شاركوا في حلقة النقاش التي أقيمت ضمن فعاليات المهرجان، بعنوان التعليم والتدريب المسرحي.
وقد أنشأت وزارة الثقافة المصرية أكاديمية الفنون في العام 1969، وهي إحدى مؤسسات التعليم العالي المتخصصة في تدريس الفنون التعبيرية، والهدف منها هو النهوض بمستوى الفن والاتجاه بالفنون اتجاها قوميا للمحافظة على التراث العربي، وتوثيق الروابط محليا وعالميا.