شعراء اردنيون يتحدثون عن اشكالات القصيدة وتحديات الابداع

تم نشره الأربعاء 09 أيّار / مايو 2012 07:55 مساءً
شعراء اردنيون يتحدثون عن اشكالات القصيدة وتحديات الابداع

المدينة نيوز - الشعر على غرار الأنواع الإبداعية الأخرى له جماليته وسرديته الخاصة , لكن مشكلته تكمن في القدرة التسويقية والوصول الى المتلقي . وتتحمل هذه المسؤولية الوسائل الإعلامية المختلفة والمنابر الثقافية المتخصصة ، والمتاح من إمكانات الدعم والاسناد للارتقاء بمنجز الشاعر الابداعي.

وفي هذا الصدد قال رئيس رابطة الكتاب فرع الزرقاء الشاعر جميل ابو صبيح ان المطلوب دائما إتاحة اجواء مريحة تعمل على تنشيط الحراك الثقافي بحيث يتفاعل داخله الكتّاب على اختلاف وتعدد أجناس ابداعاتهم، لافتا الى ان الشعر أكثر النتاجات الابداعية كثافة وقدرة على الدخول السريع إلى ذائقة المتلقي.

واضاف  ان الهم الأساسي للإبداع ومن ضمنه الشعر هو الوصول إلى القراء من خلال المنابر الإعلامية المتخصصة ثقافيا ، التي تتبع وزارة الثقافة وامانة عمان الكبرى ورابطة الكتاب الاردنيين أو من خلال النشر في الصحافة الثقافية .

واشار الى ان المبدع لا يحتاج إلى رافعة إبداعية كونه المسؤول عن تجويد عمله وجمالياته، فالعمل الجيد يقدم نفسه، مؤكدا ضرورة انخراط المبدع في الحراك الثقافي , اضافة الى اهمية الدعم الإعلامي والعدالة في توزيع الفرص التسويقية المتاحة.

من جانبه قال الشاعر غازي الذيبة إنه من الصعب أن تجد مكانا مناسبا للشاعر المبدع وقصيدته، لان ما ينتج من رداءة , فرض ايقاعه على الحياة الثقافية ، خصوصا مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي والفضاء الالكتروني.

وراى ان الشعر الجيد سيبقى حتى لو ذهب صاحبه , والرديء بالتأكيد لن يكون شعرا , فالمشكلة تكمن في التغاضي عن فنون الشعر وما قد تشتمل عليه القصيدة من تقوقع وركاكة وفذلكة .

وقال الشاعر مهند السبتي ان الشعر لا يزهد بالكلام وهو ذاهب إلى عالم أكثر اتساعا ، مؤكدا خسارة الفضاء الشعري لكثير من الأصوات المبدعة التي سقطت وتجمدت في جوف اليأس بسبب غياب النقد ، داعيا النقاد الى الإعتناء بكل نص يملك توهجا والتماعا لغويا وأساليب مبتكرة .

وقال الشاعر طارق قديس إن أبرز التحديات التي تواجه الشعر في الأردن حالياً، وفي الوطن العربي كذلك، تراجع شعبية هذا اللون من الأدب لصالح الأصناف الأدبية الأخرى كالمقالة، والرواية.

وحسب صاحب ديوان ( حوار جاهلي مع امرأة متحضرة) ان السبب الأهم وراء هذا التراجع يكمن في وجود طبقة من المتسلقين على جدران الشعر، هم ليسوا بشعراء، قاموا بتشويه صورة الشعراء، عندما اختاروا ألا يتحدثوا في ما يكتبون باللغة المفهومة، لغة العامة، لغة البسطاء، لغة الموسيقى ، والإيقاع ، والإحساس، إنما اختاروا التحليق في الفضاء بعيداً عن الأرض ، والحديث بلغة الألغاز .

وقال ان ماساة الساحة الشعرية انها تعج بمن تَخلُّوا عن الضوابط الموسيقية في الشعر العربي، وأفقدوا شعر الحداثة نكهته فخلقوا قصائد بلا مضمون ، ولا معانٍ ، فأتت بمخلوقٍ عجيب لا هو من الشعر في شيء ، ولا هو من النثر في شيء .

وقال رئيس رابطة الكتاب الاردنيين فرع اربد الشاعر مهدي نصير وصاحب ديوان ( قراءة في نقش صحراوي) انه ربما نكون في هذه الظروف الصعبة والمعقدة سياسياً واجتماعياً أحوج ما نكون إلى الشِّعر والموسيقى.

وقال نصير صاحب ديوان ( أساطير) "في الأردن يُعاني الشِّعر الحقيقي من تحدِّيات كبيرة وكثيرة ومتشابكة ومن أهمِّها عدم وجود حركة نقدية جادة ومهنية ومخلصة تقوم بدور إبراز الشِّعر الجيد وتوجيه القارىء وتضمين وسائل وكتب التربية المدرسية والجامعية أشعاراً حقيقية كبابٍ من أبواب تشكيل ثقافة الناس ".

واشارً صاحب ديوان ( مئة نشيد لأقمارها الهائجة) الى طوفان وسائل النشر خصوصاً الالكترونية التي أغرقت القارئ بسيل من الغثِّ والسمين وخلطت أوراقه وأضاعت بوصلته .

وقال نصير انه يمكن الحديث عن دور مؤسسات ثقافية رسمية والتي ليس من أولوياتها نشر الشِّعر الحقيقي بوسائل فاعلة وقادرة على الوصول والتأثير ودورها يقتصر على دعم أو نشر بعض الدواوين والمجموعات الشعرية التي يكون بعضها بسويِّةٍ شعرية عالية ,لكنه يبقى حبيس الغرف والصناديق المغلقة فلا يحظى بإمكانية وصوله وتداوله ونقده .

وقال الشاعر محمد ضمرة ان الشعر سيظل قائما وستظل حركة الشعر في صعودها على الرغم من كل المعيقات التي يضعها بعضهم من هنا وهنالك.

وقال الشاعر جلال برجس انه رغم ظهور بعض التبدلات على المفردات اللغوية لكن هذا لا يعد تطوراً كما حدث للقصيدة الكلاسيكية التي أنجبت قصيدة التفعيلة.

ولفت الى ظهور جماعات شعرية تحت مسميات عديدة أغلبها تندرج ضمن الجهود الشبابية في هذا الشأن، وهي تحمل عناوين ضخمة دون الالتفات لشكل الخطاب الشعري المطروح، وايضا دون الانتباه الى ضرورة التجديد الذي عليه أن يتواءم مع الفضاء العام للشاعر والقصيدة، مبينا ان هنالك تحديات تعتري الوسط الشعري في المملكة أهمها الهوة بين الشاعر والمتلقي.

وارجع برجس هذا إلى تطور القصيدة بمعزل عن تطور ذائقة المتلقي, وضرب مثالا ان المناهج المدرسية والجامعية لا تدرج سوى الشكل الشعري الكلاسيكي بشقيه العمودي والتفعيلة , بينما تهمل قصيدة النثر وبالطبع يبقى كتابها غائبين عن أهم بداية معرفة المتلقي بهم.

وشدد على إحكام ضوابط إجازة المخطوطات الشعرية للنشر، ففي الشارع الثقافي هناك كتب يزعم كتابها أنها مجموعات شعرية لا تنتمي للشعر ولا تمت له بصلة بالرغم من العناوين البراقة والأغلفة المزودة بلوحات تشكيلية لفنانين عالميين ,إذ أدت هذه الحالة إلى تبني مقولة أن الشعراء كثر والشعر قليل.

وقال الشاعر صلاح أبو لاوي ان التحديات التي تواجه الشعراء هي ذاتها التي تواجه الكتاب والأدباء بغض النظر عن جنس كتابتهم مبينا ان هناك تحديا يتمثل بقلة عدد النقاد الحقيقيين الذين يتابعون نتاج المبدعين ويقدمونه للقارئ ، فأنت تقرأ أحيانا مقالا عن كتاب ، فتسعى الى الحصول عليه متلهفا للغوص في ما كتبه الناقد عن ذلك الكتاب ، لتتفاجأ بأن الكتاب في واد والناقد في واد آخر.

وراى الشاعر ناصر قواسمي ان أبرز التحديات التي تواجه الشِعر والشعراء في الأردن هو غياب المؤسسة التي يمكن أن تُعنى بالأدب واقتصار المهرجانات على الغناء والمسرح وابتعادها الكبير عن الشِعر والشعراء بالإضافة الى غياب الدعم المادي للطباعة داعيا وزارة الثقافة الى ان تكون داعما حقيقيا للأديب الأردني ومسوقا عالميا لنتاجه فهو يمثل الوجه الحضاري للأمة . ( بترا )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات