خبير استخبارات اميركي: ما زلنا بعيدين جداً عن هزيمة "القاعدة"

المدينة نيوز - كتب غريغ ميلر الجمعة تقريراً عن قول خبير استخبارات اميركي رفيع المستوى ان الولايات المتحدة ما زالت بعيدة عن الحاق الهزيمة بتنظيم "القاعدة". وفي ما يأتي نص التقرير: "قضى اندرو ليبمان، الذي سيترك منصب نائب مدير المركز القومي لمكافحة الارهاب، جزءاً كبيراً من مدة خدمته في رصد سيل التهديدات الذي لا يتوقف تقريباً، بما في ذلك مؤامرة "القاعدة" الاخيرة لنسف طائرة ركاب بقنبلة موضوعة في لباس داخلي.
ولكن ليبمان سعى باستمرار، مع اقتراب نهاية خدمته لست سنوات، الى النظر الى ما وراء احدث معلومات التهديدات الى المسائل الاطول اجلاً، بما في ذلك ما المطلوب لانهاء الصراع مع "القاعدة" وكم سيستغرق ذلك.
وقد ترنحت نواة تنظيم "القاعدة" في باكستان السنة الماضية نتيجة لموت اسامة بن لادن وما اوقعته هجمات الطائرات الاميركية بدون طيار من خسائر. ولكن ليبمان قال في مقابلة ان التنبؤات عن زوال "القاعدة" تبدو بصورة متزايدة سابقة لأوانها.
وقال ليبمان: "المهمة لم يتم انجازها. القاعدة لم تهزم استراتيجياً. سنكون قد انجزنا المهمة عندما لا يعود لايديولوجية بن لادن الجهادية اي صدى بالمرة".
واضاف: "اعتقد اننا ما زلنا بعيدين جداً عن ذلك".
وسيحل محل ليبمان، 55، نيكولاس راسموسن وهو مستشار رفيع المستوى للرئيس (باراك) اوباما لشؤون مكافحة الارهاب لعب دوراً رئيساً في تشكيل السياسات، بما فيها تصعيد حملة الطائرات من دون طيار ضد فرع "القاعدة" في اليمن. وبدأت عملية التسليم والتسلم بين الاثنين في المركز القومي لمكافحة الارهاب
وتشكل مغادرة ليبمان ذروة حياة عمل امتدت لثلاثة عقود واتبعت درباً غير اعتيادي من دراسة علم الاحراش في جامعة بيركلي في كاليفورنيا الى سلسلة مناصب رفيعة في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية.
وكان ليبمان قبل وصوله الى المركز القومي لمكافحة الارهاب نائب مدير مركز مكافحة الارهاب في الـ"سي آي ايه" والذي يدير حملة الطائرات من دون طيار. وقاد ايضاً مكتب "سي آي ايه" لتحليل الشؤون العراقية، وهو منصب تولاه بعد وقت قصير على ظهور الرئيس جورج دبليو بوش تحت لافتة تقول "المهمة انجزت" على متن حاملة طائرات. وفي عهد ليبمان قدمت "سي آي ايه" سلسلة تقييمات متشائمة بصورة متزايدة عن سير الحرب.
وليبمان من كاليفورنيا وذو صوت عميق ورأس اصلع. وفرت عائلتا ابويه اليهوديتان من اوروبا في 1938 الى شنغهاي وانتقلتا الى سان فرنسيسكو بعد عقد من الزمن.
ويتتبع ليبمان، وهو خبير في انواع الطعام الشهي، حبه للطبخ الى وصفات امه من فيينا وعمل والده خبازاً للمعجنات في الجيش الاميركي ومديراً لمطعم الضباط في كارمل بولاية كاليفورنيا.
ووظفت "سي آي ايه" ليبمان في 1982 كمحلل للصور وكان ذلك على اساس دورة جامعية واحدة في التصوير المساحي تضمنت استخدام التصوير الجوي لرسم خرائط الغابات الموجودة على ساحل كاليفورنيا وقياسها.
وقال انه ما كان ليوافق عل العمل لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية لو لم ينتقل الى واشنطن مع زوجته بعد ان حصلت على وظيفة لدى وكالة الاستخبارات العسكرية.
انضم ليبمان الى المركز الوطني لمكافحة الارهاب في العام 2006، اي بعد عامين من انشاء المركز للبحث عن ايجاد حل لمشاكل تبادل المعلومات الاستخباراتية التي ابتليت بها وكالات التجسس الاميركية حتى مؤامرة الحادي عشر من ايلول (سبتمبر).
في ذلك الوقت، كانت الوكالات الاخرى تنظر الى المركز الوطني لمكافحة الارهاب بتوجس. فقد بذل جهودا مضنية لتجنيد محللين، وكانوا يخشون من احتمال ان يؤدي قبولهم لاحد المناصب هناك الى تغيير مسار حياتهم العملية.
وقال مسؤولون حاليون وسابقون في المركز الوطني لمكافحة الارهاب ان ليبمان، الذي حظي بالنجاح في كل مهمة اوكلت اليه اثناء عمله في وكالة الاستخبارات المركزية، ساعد على التغلب على هذه العقبات. اذ تضاعف ثلاث مرات عدد المحللين، ليصل الى اكثر من 300. وقال مايكل ليتر، الذي كان مديرا للمركز الوطني لمكافحة الارهاب حتى العام الماضي، ان انطلاق عملية الاستخدام يعزى الى "قدرته على تجنيد الافراد وتوجيههم".
وقال ان "كبار المسؤولين التنفيذين في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية عملوا جاهدين لضم أندي الى صفوفهم. فقد وفر لهم الحماية، وساعدهم في الحصول على وظائف جيدة عندما رجعوا الى وكالاتهم الاصلية".
وقال ماثيو اولسن، الذي خلف ليتر في منصبه، ان ليبمان أرهقه في ادراك مهام وظيفته ومن بينها كيفية (إعداد) ايجاز للرئيس. وقال اولسن "لقد ساعدني في العثور على طريقي".
غير ان فترة عمل ليبمان لم تكن ممهدة كلها. اذ واجه المركز الوطني لمكافحة الارهاب انتقادات قاسية بعد فشله في الكشف عن مؤامرة "القاعدة" لتفجير طائرة منطلقة الى ديترويت في عيد الميلاد العام 2009.
وقال ليبمان ان "اشد ما يزعجه" كان الملامة والاضرار المحتملة الاستتباعية التي يمكن ان تواجهها وكالات اخرى اذا ما نجحت اي مؤامرة ارهابية. وقال: "اننا نتمتع بتنظيم افضل ومساحة اوسع. الا انه يظل هناك عدو خطر. وسيتمكن ارهابي ذكي في موقف ما من التسلل عبر خطوطنا". (القدس العربي)