الفنانة سميرة خوري: الدراما الأردنية بدأت من التلفزيون وماتت على يده
المدينة نيوز- قد يحتار المرء بعمله بين أمرين وقد يقع كثيرا في فخ الاختيارات, لكنها تعرف تماما ماذا تريد في عملها, فالخيار محسوم عندما يموت على عتبات المبدأ الفلسفي الذي تتبعه في أدوارها الجبروتية, فثمة جدلية بين شخصيتها في الأعمال الفنية وروحها المرحة في الواقع, هي تعتبر أن ادوار الشر التي أدتها تعرية للإنسان لتعرف عما في داخله من خير أو شر, الفنانة سميرة خوري رحلة طويلة مع الفن والأعمال الدرامية الجميلة والناجحة, هي ترى بان الصحوة موجودة منذ القدم في الدراما الأردنية لكن الغيبوبة موجودة بين أصحاب القرار بترجمة هذه الصحوة بشكل حضاري أمام العالم.
تتحدث خوري عن التلفزيون مستذكرة أيام العز عندما كان بوابة مشرعة أمام الفنانين الذين أصبحوا نجوما من خلاله لكن بعدما سحب يده من الدراما أصبح الفنان الأردني لا يجد فرصة لمتابعة فنه ويتخبط ليجد لقمة عيشه, فهي ترى بان الدراما الأردنية بدأت من التلفزيون الأردني وماتت على يده.
ومع ذلك رفضت خوري تسمية عمل الفنانين في الدراما العربية هجرة ففضلت انطلاقة الفنان الأردني الذي يمتلك طاقات كبيرة وهائلة ولا يستطيع أن يترجمها في الأردن لقلة الإنتاج.
وفي حوار مع الفنانة سميرة خوري قالت..
* سميرة خوري رحلة طويلة مع الفن أين أنت الآن?
- موجودة في عمان ولست موجودة, فانا موجودة مع ما تبقى من علاقات فنية, وغير موجودة إلى حد كبير على الشاشة الأردنية نتيجة الظروف القاسية التي يمر بها الفنان الأردني من خلال علاقاته مع الجهات الخاصة بالإنتاج الدرامي واعني بذلك التلفزيون الأردني.
* برزت في دور الأم المتجبرة خاصة في القرار الصعب لمحمد عزيزية وهذا الدور تتجنبه الكثير من الفنانات لأنه دور يدل على التقدم في السن, فلماذا تختارين هذه الأدوار?
عندما قررت أن أخوض التمثيل كانت لدي فلسفة خاصة ورسالة أوجهها للمشاهد العربي وهي إيصال الفكرة والتوعية والارتقاء بمستوى المتلقي من خلال أي عمل درامي هادف بغض النظر إذا كان ما أقوم به عملا شريرا أو مبغضا لدى المشاهد, وتجسيدي لادوار الشر تعرية للإنسان إذا كان في داخله شر أو خير وعندما ينكشف عنصر الشر لدى الشرير حينها سيكرهني كممثلة أو إنسانة, فلا يعنيني عندها أن أكون مكروهة فنيا من خلال أعمالي الشريرة بل اشعر بالسعادة بأنني قمت بإيصال الفكرة لتوعية المشاهد بخطورة معنى الشر لذلك تجدني ابحث عن هذه الأدوار.
* على ماذا تعتمدين في اختيار الأدوار?
- على النص بالدرجة الأولى وبما يحمله من أفكار تخدم المشاهد العربي, وثانيا ابحث عن الأسلوب الذي سيتم به إنتاج العمل وعن مدى التفاعل بيني وبين المشاركين به وثالثا اعتمد على أدواتي الخاصة وطرق توظيفها لبلورة الدور الذي سأقوم به.
* هل الدراما الأردنية بدوية فقط?
- أكيد لا فالدراما هي كل ما يتعلق بالقيم والحضارات والثقافة وأساليب اللغة لإيصالها للمشاهد بشكل ملائم, لكن هناك من يحبون المسلسلات البدوية ونحن يقع على عاتقنا إرضاء اكبر شريحة من الجمهور, المهم نوعية العمل وان ترتقي بالمشاهد ولا يدخل بها أي عنصر من عناصر الإسفاف.
* هل تجدين أن هناك صحوة في الدراما الأردنية?
- الصحوة موجودة من زمان خصوصا لدى الكاتب وهو الأساس والممثل وهو عنصر مهم في العمل الدرامي والمخرج الأردني الذي غزا الفضائيات العربية, والموسيقى وكل التقنيات بكل أبعادها موجودة لكن الغيبوبة موجودة بين أصحاب القرار بترجمة هذه الصحوة بشكل حضاري أمام العالم.
* هل تعتقدين بان الدراما قدمت المرأة الأردنية بشكل صحيح?
- في البداية كانت قضية الذكور مهيمنة على كل الأعمال الدرامية إلى حد ما وكانت تقدم المرأة تابعا للرجل أو لمجرد وجود عنصر نسائي في العمل, ومع مرور الأيام بدأ المجتمع الأردني من خلال العلم والدراسة والتثقيف يعي أهمية وجود المرأة بشكل فاعل في الدراما, ومن جهة أخرى كان لي ولزميلاتي الدور الأكبر في ترسيخ فكرة أهمية المرأة في الدراما, كما أن لسلوكياتنا في الوسط الفني دورا في توعية الناس بأهمية وجود المرأة في العمل الدرامي وانعكاسه من خلال المضمون على الأسر الأردنية.
* قمت بعمل بحث عن صورة المرأة في الدراما حدثينا عنه?
- في احد المؤتمرات في بيروت طلب أن أشارك بورقة عمل ووجدتها فرصة أن اطرح صورة المرأة في الدراما الأردنية فقمت بعمل بحث ميداني فقابلت أكثر من 40 شخصية ابتداء من روكس العزيزي وانتهاء بكتاب ومخرجين من عصرنا الحالي لاقى البحث أهمية كبرى واعتبر أول بحث من نوعه يوضح أهمية صورة المرأة في الدراما.
* ما رأيك في التلفزيون هل دعم الرواد أم وضعهم على الرف?
- في البداية كان هناك إنتاج وابرز التلفزيون العديد من الرواد والحقيقة فتح بوابة مشرعة أمام الفنانين وجميعهم أصبحوا نجوما من خلاله لكن التلفزيون سحب يده من الدراما وأصبح الفنان الأردني يتخبط ولا يجد فرصة لمتابعة فنه كما انه يتخبط ليجد لقمة عيشه ومعظم الفنانين أصبحوا يعملون في الدراما العربية, فالدراما الأردنية بدأت من التلفزيون الأردني وماتت على يده.
* دعينا نتحدث عن هجرة الفنانين الأردنيين للعمل في الدراما العربية?
- دعنا نسميها انطلاقة وليست هجرة, الفنان الأردني يمتلك طاقات كبيرة وهائلة ولا يستطيع أن يترجمها في الأردن لقلة الإنتاج وهذه الإبداعات لفتت نظر المحطات الفضائية وهي فرصة للفنان لإثبات وجوده وليثبت بان الأردن لديه طاقات كبيرة وإبداعية.
* ما هو الفرق بين جيلكم والجيل الحالي على المستوى الفني?
- أي عمل يضم شخصيات كبيرة من الفنانين القدامى وشخصيات شابة وألاحظ عندما تكون هناك بروفا ونادرا ما تحصل, بالتزام الفنانين القدامى, أما الممثلون الجدد لا يأتون فهناك نوع من الإهمال وعدم المسؤولية فلم يعش الجيل الجديد قدسية الفن التي عاشها الجيل القديم ولم يعيشوا المغناة التي عشناها وبالتالي يأخدون الأمور بسطحية فهم بحاجة لتوعية ولدورات ولتبني طاقاتهم ويجب أن ترسخ أهمية فكرة الالتزام لكرامة الفن.
* كرمت في مهرجان الرواد وملتقى المبدعين العرب برعاية جامعة الدول العربية حدثينا عن ذلك?
- المهرجان يضم الكثير من الرواد من معظم التخصصات في الوطن العربي وكان عدد المكرمين في الدورة الأولى 80 مكرما, وفي عام 2008 استضافت سورية هذا المهرجان كون دمشق عاصمة للثقافة والمكرمين كانوا من 70 إلى 80 مكرما, وتم ترشيحي لأكون عضو اللجنة العليا للمهرجان في الأردن في هذا العام واسم الدورة دورة القدس ونحن نقوم بالتحضيرات المهمة لنقدم هذا المهرجان بأفضل ما يمكن.
والجدير بالذكر أن فكرة المهرجان رائعة لتحفيز الإبداعات المختلفة من خلال الريادة بين مختلف المبدعين من خلال لقاءاتهم في المهرجان وسينتج عن ذلك مشاريع عملية تعمل على تطوير المهنة التي تتم المناقشة بها, ويتخلل المهرجان أيضا ندوات فكرية وورش عمل لتبادل الآراء كلا من دولته لتطوير المهنة ولتحفيزهم من هذه الريادة وأتمنى أن تكون دورة الأردن من الدورات المهمة بفضل القائمين عليها.